نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكَّد رئيس سلطة الطاقة المهندس ظافر ملحم إنَّ مشروع ربط كهربائي بين فلسطين والأردن سيرى النور قريبًا لتعزيز مصادر الطاقة بين البلدين.
وكشف ملحم في حديث صحافي لـ"النجاح الإخباري" الأحد أنَّ موافقات حصل عليها الجانب الفلسطيني مؤخّرًا للبدء بمشروع الربط بين الأردن وفلسطين.
واعتبر في الوقت ذاته أنَّ من شأن هذه الخطوة أن تضع قطاع الطاقة الكهربائية الفلسطيني في زاوية "تحريره" من سيطرة الاحتلال الكاملة على قطاع الكهرباء.
مؤكّدًا أنَّ هذا التحوَّل سيكون له أبعادًاعلى واقع الطاقة في فلسطين.
وشدَّد ملحم على أنَّ الاتفاقيات التي وقِّعت مؤخّرًا مع الجانب الأردني تقضي بتوسعة الربط الذي يغطي حاليًا مدينة أريحا ليشمل مدنًا فلسطينية أخرى (القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس والخليل).
"مشروع الربط الكهربائي الفلسطيني الأردني الذي انطلق من محافظة أريحا من المقرر أن يشمل باقي المحافظات الفلسطينية تدريجيًا". أضاف ملحم.
وبموجب الربط مع الأردن سيتم تخفيض سعر الكهرباء للمستهلك الفلسطيني، وبالتالي فإنَّ الأسعار خلال الفترة القادمة بعد توسعة الربط ستشهد انخفاضًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على المستهلك الفلسطيني. أكَّد ملحم.
وأشار في هذا الإطار إلى محطات لتوليد الكهرباء التي جرى بناؤها مؤخّرًا في رام الله ونابلس وجنين والخليل، وأنَّها تأتي في إطار تحرير قطاع الكهرباء من سيطرة الاحتلال.
وردًّا على سؤال يتعلَّق بتأخر افتتاح بعض المحطات رغم جهوزيتها للعمل، أشار ملحم إلى الإجراءات الإسرائيلية والمعقيات التي تحول دون ذلك.
وتفصيلًا لما سبق، أكَّد ملحم أنَّ الاحتلال يتذرَّع بوجود ديون مستحقة على عدد من الهيئات المحليَّة، ويشترط الموافقة لافتتاح بعض المحطات بتسديد هذه الديون.
مؤكّدًا أنَّ السلطة في سياق العمل على حلّ كلِّ الإشكاليات وتجاوزها قريبًا.
وستتيح هذه المحطات وفق رئيس سلطة الطاقة التزود بمصادر الطاقة الكهربائية من خلال بناء محطات توليد جديدة للطاقة بالوسائل التقليدية والمتجدِّدة أو شراء الطاقة من دول مجاورة مثل الأردن، ومن خلال شبكات النقل الوطنية الفلسطينية بعد أن أصبحت شبكة الكهرباء الحاليَّة مملوكة للجانب الفلسطيني، الأمر الذي يصبُّ في جهة تقليل الاعتماد على الجانب الإسرائيلي، وشراء الطاقة الكهربائية من إسرائيل وغيرها من الدول المجاورة بسعر (التكلفة) وبتعرفة خاصة وبالتالي الحصول على أسعار تفضيلية.
إضافة إلى ذلك، سيكون بمقدور سلطة الطاقة الفلسطينية بحسب م. ملحم أن تحصل على أسعار منافسة من خلال الضغط العالي لاستيراد الكهرباء من الأردن.
ويبلغ استهلاك الضفة الغربية وقطاع غزَّة من الطاقة الكهربائية نحو (1300) ميجاوات، موزَّعة بين (500) ميجاوات لقطاع غزَّة، و(800) ميجاوات في الضفة الغربية يتم استيراد معظمها من "إسرائيل" ضمن سعر يتم فرضه من قبلها.
وأوضح أنَّ مشروع توسيع الربط الكهربائي الفلسطيني مع الأردن لقي دعمًا وتمويلًا من البنك الدولي.
ورجَّح ملحم أن يواجه مشروع الربط مع الأردن معيقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في ظلِّّ محاولاته تعزيز التبعية الاقتصادية له في مجال الطاقة.
وأسَّست السلطة الفلسطينية شركة النقل الوطنية للكهرباء (PETL) في العام (2013)، وهي أوَّل شركة حكومية تُشرف على بناء وتشغيل منظومة نقل وطنية للطاقة الكهربائية، والجهة الوحيدة المخوّلة لشراء الطاقة الكهربائية ونقلها للسوق الفلسطينية.
وتزود شركة الكهرباء "الإسرائيلية" الضفة الغربية بالكهرباء من خلال شركات فلسطينية، وهي كهرباء القدس، وكهرباء الشمال، وكهرباء طوباس، وشركة جنوب الخليل، فيما تعتمد بعض القرى على الكهرباء من إسرائيل بشكل مباشر.
وكانت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي كشفت في وقت سابق عن تصدير الاردن الطاقة الكهربائية الى دولة فلسطين.
وقالت زواتي خلال استضافتها في برنامج ستون دقيقة الذي يبثُّ عبر شاشة التلفزيون الاردني، إنَّ الأردن وصلت إلى تحوّل بنسبة (10%) الى الطاقة المتجدّدة، وهو ليس أمرًا بسيطًا.
وأضافت أنَّ المملكة تنتج (1100) ميغا واط من الطاقة المتجدِّدة، تضخُّ في منظومة الكهرباء، منها (360) ميغا واط تولّد من الأنظمة الصغيرة المنزلية.
يُشار إلى أنَّ الأردن وفلسطين بحثا خلال السنوات الماضية التعاون الثنائي في مجال الطاقة بين الجانبين من خلال تزويد الأردن منطقة أريحا بكامل احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من الشبكة الكهربائية الأردنية، والتكامل في قطاع الطاقة الكهربائية عبر ربط الشبكتين الأردنية والفلسطينية من خلال مشروع الربط الكهربائي العربي.