النجاح الإخباري - في رسالة مؤثرة من قلب مخيم دير البلح، وسط قطاع غزة، تقف خيمة ليست كأي خيمة أخرى. هذه الخيمة، التي بنتها النازحة الفلسطينية داليا العفيفي، مصنوعة بالكامل من علب الطعام الفارغة. تعكس الخيمة المعدنية الفريدة روح الابتكار والصمود في وجه الشدائد.
وتقول العفيفي حول استلهامها الفكرة: "إحنا عايشين في حياة المعلبات.. فكانت أمامي على مدار اللحظة المعلبات. فقلت ليه لا أستخدم هذه المعلبات لتوصيل رسالة. قلت ممكن إحنا نازحين وعايشين في خيام فممكن نعمل المعلبات خيام.. أعمل هذه المعلبات.. أستخدمها إني أنشئ بها خيمة"، تقول داليا.
بمساعدة المجتمع المحلي، جمعت داليا أكثر من 3000 علبة لتشكيل هذا المأوى المبتكر. الخيمة، التي تزينها لافتات دعم باللغتين العربية والإنجليزية، أصبحت مزارًا لسكان الخيام الآخرين الذين تقطعت بهم السبل.
وتضيف العفيفي إن تفكيرها هداها بعد أربعة أشهر من بدء الحرب الحالية في القطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي إلى "التفكير خارج الصندوق لصنع شيء تبعت به بالرسائل".
ساق القدر إليها مهندسا نزح بدوره من الشمال في الجنوب فاستخدما الكمبيوتر المحمول الخاص به لوضع رسم هندسي للخيمة، وتقدير العدد المطلوب من العلب.
تقول داليا إنها احتاجت لثلاثة آلاف علبة فساق إليها جيرانها والراغبون في المساهمة والمتحمسون لقضاء الوقت في شيء نافع والناظرون أكثر من 13 ألف من القطع المعدنية المطلوبة.
وأضافت الشابة الفلسطينية "بدأنا نجمع المعلبات واستغربت من تكاتف الأطفال والشباب والمارة وكان الكل بده يساهم ويساعد. فكان سهل جدا علينا نجمع المعلبات لأنها متوفرة في كل مكان.. ولأن حسيت إن الأطفال بدهم ينشغلوا. بالفعل ما أخدش معانا جمع المعلبات يومين أو ثلاثة".
شيئا فشيئا، وضعت داليا ومن معها ما وصفته بأنه حجر الأساس لخيمتها الغريبة، والتي بدأت تجذب اهتمام الناس من سكان المخيم بفضل تكوينها الفريد. بعد أسبوعين كانت خيمة داليا المعدنية حقيقة على الأرض ترسم البهجة بين الخيام بفضل ما زينتها بها من لافتات دعم للقضية الفلسطينية.
عاصم كُريم، أحد النازحين الذين ساهموا في البناء، يشارك تجربته: "علبة فوق علبة فوق علبة.. كونت تقريبا ما يقارب 3000 علبة.. أخذت أياما وليال طبعا وجهد فريق كامل.. من صاحب فكرة لمهندس لفريق بناء.. يعني تكونت من أكثر من فريق لإنشاء هذه الخيمة.. لأن الكل حب يوصل فكرة المعاناة إللي إحنا عايشينها".
هذه الخيمة ليست مجرد مأوى، بل هي رمز للإبداع والأمل، وتقف شاهدة على قوة الإرادة والتعاون في أصعب الظروف.