النجاح الإخباري - بصوت خشن وأعصاب تالفة يتحدث الشاب عارف عرفات عن نتاج عمل عشر ساعات أمضاها مع متطوعين آخرين في نقل مصابين وانتشال جثث من تحت أنقاض مبنى مؤلف من أربعة طوابق في رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال بعدما حل عليه الصباح دون حضور فرق الدفاع المدني وعدم وجود معدات للمساعدة "نحن متطوعون نعمل منذ الساعة 11 ليلا. هنا لا يوجد دفاع مدني ولا شيء. كما تشاهدون هذا هو الوضع".
وأضاف "انتشلنا 14 شهيدا وربما هناك 10 شهداء تحت أنقاض البيت، لا نستطيع القيام بالمزيد. لا يوجد إمكانيات، ولا دفاع مدني، فقط شباب متطوعين، نحن أهل الحارة".
وعرفات واحد من بين عشرات الشبان الذين يهرعون كلما حصلت غارة أو قصف قريب، من أجل تفقد المكان ونقل الجرحى إلى المستشفيات وانتشال الجثث والبحث عن أخرى تحت الأنقاض.
وتعاني الكوادر الطبية وفرق الإسعاف والطوارئ عجزا كبيرا في العربات والمعدات اللازمة للإنقاذ بفعل الاستهداف الإسرائيلي المستمر لها منذ بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ويشير الشاب عمر جمعة إلى منزل أصابه الدمار حيث لم تحضر عربات الإسعاف إليه عند استهدافه إلا بعدما نقل متطوعون المصابين وجثث الضحايا إلى أحد المستشفيات.
وقال "في بعض الأحيان عندما يحصل استهداف (قصف) نفقد التواصل مع المستشفيات والطواقم الطبية. أنا كمتطوع عندما يحصل استهداف في مكان قريب أذهب للمشاركة في إنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء وننقلهم إلى المستشفيات حتى وصول سيارات الإسعاف".
وأضاف "في ظل انقطاع وسائل الاتصال والتواصل لا يعرف المسعفون أن هناك استهدافا في المكان الفلاني إلا عندما تبدأ الإصابات بالوصول إلى المستشفيات".