غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - " من طلب العلا سهر الليالي" هذه القاعدة الأولى التي انتهجتها المعلمة لينة عادل خليفة مُدرسة العلوم الحياتية والثقافة العلمية في مدرسة زهرة المدائن في قطاع غزة، للوصول إلى أعلى المراتب والحصول على العديد من الجوائز الدولية، ضاربة بعرض الحائط جميع الأزمات والمشكلات التي يعانيها قطاع غزة من انقسام وحصار لا زال مستمراً لأكثر من 14 عاماً.
ففي عام 2007 بدأت المعلمة خليفة طريقها في التدريس، لكنها انتهجت أسلوباً مغايراً كسرت من خلاله روتين التعليم وحلّقت نحو العالمية.
وفي حديثها لـ"النجاح"، قالت خليفة:" من بداية عملي في التعليم منذ أربعة عشر عاماً، وأنا أطور من مهاراتي ومعارفي التربوية والإلكترونية، وخلال فترة كورونا وأثناء جلوسي في البيت بدأت البحث أكثر فأكثر لتطوير ذاتي في التعليم الالكتروني من خلال استخدام المنصات التعليمية".
وأضافت: " أنا من الأشخاص الذين يحبون العمل ولدي اخلاص كبير في العمل، فبدأت بتنفيذ العديد من المبادرات أهمها صوب هدفك نحو مهنة المستقبل من خلال نشاط داخل المدرسة، بالإضافة إلى أنني اتعامل مع طالباتي كبنات لي".
كل هذه المبادرات والنشاطات بالإضافة إلى انشائها منصة "التعليم يجمعنا" للتدريب الالكتروني والتنمية البشرية جعلها تظفر بالحصول على جوائز عالمية ومسميات دولية.
جوائز دولية
كان أخر الجوائز التي حصلت عليها خليفة لقب "أفضل منجزٍ عالمي لعام 2021" من مؤسسة "EDUKOS Unite" في الهند التي تهتم بتطوير التعليم، حيث أصبحت المعلمة خليفة الأولى التي تظفر بعضوية فريق EDUKOS Unite على مستوى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وأوضحت أنها قدمت للمسابقة في شهر 12 الماضي من خلال جمع انجازاتها ومبادراتها المدرسية والالكترونية للمؤسسة الهندية، وبعد أيام حظيت على هذا اللقب.
اضافةً الى جائزة أفضل منجزٍ عالمي لعام 2021" لم يكن اللقب الاول ولا الأخير للمعلمة لينا خليفة، فتقول في حديثها لـ"النجاح الاخباري" أنها حصلت على "لقب "أفضل امرأة عالمية لعام 2020-2021"، من نفس المؤسسة الهندية.
وأشارت إلى أنّها حصدت العديد من الألقاب العالمية أبرزها: سفير منصة ويكليت التعليمية، وسفير منصة بونسي التعليمية، وسفير أسبوع التعليم العالمي T4، وأسست فريق التعليم يجمعنا للتعليم الإلكتروني والتنمية البشرية الدولي، كما تعمل كمدربٍ معتمدٍ من مايكروسوفت ومنظمة الألكسو، وسفير مناعة المجتمع، ومنسقة منصة قصة التعليمية التونسية، وحصلت على لقب خبير مبدع مبتكر مايكروسوفت 2020/2021، ولقب فرسان المحتوى الرقمي الفئة الأولى عام 2020 وهي مسابقة لوزارة التعليم، كما تم اختيارها ضمن أفضل 50 مدرباً تربوياً على مستوى الوطن العربي.
ورأت خليفة أن هذه الألقاب والجوائز تعطيها ثقة زائدة في الاستمرار والعطاء بالعمل، لافتة إلى أنها جاءت بعد مشوار شاق وسهر الليالي وتعب طويل.
وتابعت: " كل نجاح يعطي للشخص دافعية للاستمرار في العمل.. عندما أجد نفسي أنني لقيت ثمرة تعبي ولو بشيء بسيط هذا انجاز كبير".
وتركز جوائز EDUKOS Unite Global Achiever على تقديم التقدير لمن يطور في العمل التربوي وينفذ أفكاراً جديدة على مستوى العالم، حيث حصلت المعلّمة خليفة على جائزة تقديريّة تشرّفها هي وكل لاجئ فلسطيني يحبّ التعلّم والحياة في آنٍ واحد.
الصعوبات والتحديات
وعن الصعوبات والمعيقات التي واجهتها، ذكرت خليفة أن طريق النجاح ليس مفروشاً بالورود، وهناك صعوبات تواجه أي مثابرٍ في هذه الحياة، مشيرة إلى أن من هذه الصعوبات "انقطاع التيار الكهربائي وما ينتج عنه انقطاع النت، وضعف "الإنترنت" حيث اللقاءات عبر الزوم أو التايمز أو الميت مع الطالبات والمتدربين يحتاج إلى إنترنت قوي، وفارق الوقت بيننا وبين البلدان الأخرى المجاورة، واختلاف الثقافات واللهجات والمنهاج بين المتدربين".
وأكدت أن الانقسام كان أحد المعيقات في عملها كمعلمة خصوصاً وأن هناك قرارات تأتي من وزارة التربية والتعليم في رام الله والتعليم في غزة، "الامر الذي حيّرنا كمعلمين في تنفيذ الطلب سواء من هنا أو هناك"، على حسب تعبيرها.
وفي ختام حديثها وجّهت خليفة رسالتها للجميع قائلة: " دائماً ابحث عن العلم ولا تنتظر العلم يأتيك.. وابحث عن التطوير ولا تنتظره يأتيك".
وفي وقتٍ سابق، قالت التعليم في قطاع غزّة في بيانٍ لها، أنّ المعلمة لينة خليفة من مدرسة زهرة المدائن الثانوية للبنات فازت بلقب "أفضل منجز عالمي لعام 2021"، مُؤكدةً أنّها أبدعت في تطبيق أساليب ووسائل جديدة في التدريس منذ تفشي فيروس "كورونا" في قطاع غزّة وتعطل التعليم الوجاهي، حيث أنجزت العشرات من اللقاءات الافتراضية والبرامج التدريبية باستخدام تقنيات التعليم الإلكتروني المختلفة.