نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - في مبنىً من ثلاثة طوابق محاط بأشجار النخيل في قلب بلدة قبلان جنوب نابلس ثلة من الشبان والفتيات اجتمعوا على الخير يرتلون آيات الله ويحفظونها كبارا وصغارا حتى غدت دار القرآن الكريم منارة لكل من أراد الفلاح.
أسست الدار على يد لجنة زكاة قبلان عام 1989م في مساجد البلدة التي كانت مدارس لتعليم القرآن، بعد عشرة أعوام تطور الأمر وزاد الإقبال فخصص مبنى حمل اسم دار القرآن الكريم، ولا زالت لجنة الزكاة هي الراعية والحاضنة الأولى للدار.
بادئ الأمر اقتصرت حلقات التحفيظ على الشبان إلا أنهم لم يحرموا الإناث من هذه المتعة والفرصة لصياغة ذات قوية قادرة تضيف لأنوثتهن علما ونورا ويقينا.
وتهدف الدار لتعليم الطلاب كتاب الله تلاوة وحفظًا وتجويدًا وتفسيرًا وتعليمهم السنة النبوية الشريفة، وتخريج حفظة للقرآن الكريم، وخلق جيل ذي خلق وعلم ودين.
مدير الدار عصام زيادة قال لـ "النجاح الإخباري": "إنَّ الدار تهدف بالدرجة الأولى لصقل شخصية الطلبة وخلق الشخصية البناءة والإيجابية التي تحرص على بناء الوطن وتحافظ على الدين والخلق".
وأضاف أنَّه تم تخريج 120 حافظة و7 حفاظ لكتاب الله منهم 66 حافظة حصلن على إجازة حافظ من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، موضحًا أنَّ الدار على تواصل مستمر مع دور التحفيظ في فلسطين دعما وتعاونا.
كما تخرج عشرات المجازات والمجازين بأحكام تجويد القرآن الكريم والمئات من حفظة الأجزاء الذين أنهوا مستويات مختلفة من القرآن، وتم من خلال الدار تمثيل فلسطين في عدة مسابقات محلية ودولية وحصدت على العديد من الجوائز.
في هذه الدار نبغ الطالب نور الدين الأزعر ابن الصف العاشر الأساسي الذي أتم الحفظ وحصل على الإجازة في الترتيل، كما امتلك موهبة المطالعة ليكون أحد فرسان تحدي القراءة ويحقق فوزا لمدرسته ومنطقته، كما حصل على عمرة من الدار هدية لإتمامه الحفظ وتفوقه فيه ليكون نموذجا للشباب الباحثين عن صقل الذات وبنائها.
وعن تجربته، قال الطالب نور الدين إن شعوره لا يوصف وإن حفظ القرآن منحه تميزا برز في كل مكان يحل فيه.
ومن أبرز أنشطة الدار عقد مسابقات الحفظ الرمضانية المحلية ومسابقات التفسير والمؤتمرات القرآنية المحلية وتنظيم رحلات العمرة، والمشاركة في النشاطات المجتمعية ودعم مؤسسات المجتمع المحلي.
الطابق الأول من الدار خصص للفتيات اللواتي يقصدنها للحفظ وتدارس القرآن ليتخرجن حافظات مرتلات مستثمرات لوقتهن بكل مفيد.
منسقة قسم الإناث منى عواد قالت إن الدار عبارة عن منارة في قبلان لكل قرى نابلس بل في فلسطين لقيمتها الكبيرة تضم 300 طالبة 120 حافظة 51 طالبة بإجازة والبقية حافظات دون إجازة.
الطالبة الحافظة لكتاب الله سارة الأزعر نصحت الطلبة ببدء الحفظ مبكرا إذ يستغرق 8 سنوات وتوجهت لمن لم يتمكن من زميلاتها بالحصول على الإجازة في حفظ القرآن أن يكرر المحاولة حتى نيل المراد فالأمر يستحق لما فيه من خير الدارين الدنيا والآخرة.
أناشيد وترتيل ومجموعات تتدارس شؤون القرآن والدين و حصاد وفير لهذه الجهود المبذولة العشرات يتخرجون من هذه الدار وينطلقون لأهدافهم كالسهم بعد أن شحذوا همتهم وامتلأوا طاقة في خير دار، دار القرآن الكريم.