لميس أبو صالح - النجاح الإخباري - بدقة وإتقان تبدع أنامل هؤلاء الأكفاء وسط البلدة القديمة في نابلس بصنع المكانس بأنواعها المختلفة من القش والخشب بطريقة يدوية، تحتاج لجهد عضلي وذهنيّ، بهدف تنمية مواهبهم وفتح آفاق العمل وأبواب المعرفة أمامهم والاندماج مع المجتمع بكل فعالية.
قال الحرفي محمود دبوس:" بأن هذه الصنعة تكاد تكون الوحيدة التي يستطيع الكفيف أن يتعلمها ويعمل بها ؛ وناشدنا المجتمع بافساح المجال للكفيف بأن يكون له دوره وعمله لئلا يكون عالة على الناس".
يعمل الحرفيون كخلية نحل من أجل كسب لقمة العيش بعرق جبينهم إلا أن الدعم الذي تتلقاه جمعية رعاية المكفوفين شحيح جدا، عدا عن غزو المكانس الجاهزة التي تحارب المصنوعة يدوياً، الأمر الذي أدى الى تراجع نسبة الطلب عليها.
وأضاف الحرفي عماد سلامة :" الصعوبات التي نواجهها هي تسويق المنتج الذي نقوم بانتاجه ؛ففي فترات سابقة كان المعتمد في هذا التخصص هو السوق المحلي وما نقوم بصناعته وكان الناس يقومون بشراءها باستمرار لأنهم كانوا يعتبرون العمل اليدوي أفضل من المستورد ولكن مع غلاء القش وغلاء الخشب ومع غزو البضائع المستوردة للسوق أصبح هناك غزوف من الناس تجاه المنتج المحلي".
وعلى الرغم من فقدانهم لنعمة البصر، إلا أنهم ببصيرتهم وإصرارهم يعملون بحرفة فنية يدوية تعتبر جزءً من التراث الفلسطينيّ الأصيل.