أمل صدقة - النجاح الإخباري - لم يكن أول شخص فلسطيني تخترق جسده رصاصة احتلالية حاقدة، لكنه كان أول فلسطيني يَحصل على لقب اللاعب الحر" الليبرو" أي من يُجيد الدفاع والاستقبال في الوقتِ نفسه، واستطاع أن يُحافظ على رونق هذا الاسم حتى بعد الإصابة.
إنه معلم التربية الرياضية في مدرسة تلفيت الثانوية المُختلطة أ. نصر الصفدي، الذي ظن الكثير أن شغفه في الرياضة قد مات بعد تعرضه لإصابةٍ بليغة في الفخد، تسببت له بقطعٍ في الشريان الرئيسي، مع إصابةٍ مزدوجة في العصب الحسي والحركي، ليقطع صفدي الشك باليقين بعد مرور6 سنوات على الحادثة بانضمامه إلى اللعب، ومن ثم التدريب في مجال رياضة المعاقين"عُدتُ للعب، لكنني لم أستطع أن أمارسها وقوفاً، فكان خياري باللعب جلوساً".
وُلدِ الصفدي وسط أسرة رياضية، نمت فيه حب الرياضة، ودفعته لأن يطور ذاته وينتقل من عالم اللعب إلى عالم التدريب، فكانت وجهة الصفدي عام 2011 إلى ألمانيا، ليترك جامعة "لايزك" ويعود لأرض الوطن بعد خمسة أشهر، مُلماً بكافة أنواع الرياضة المختصة بتدريب المعاقين، وليس في كرة الطائرة فقط.
وخلال سرده لرحلته في عالم التدريب أشار إلى أنه عمل نادي المستقبل في مجال تدريب ذوي الإعاقة البصرية على كرة الهدف، إضافةً إلى تمكين ذوي الإعاقة الحركية ومبتوري الأطراف على ألعاب القوى وسباق الجري.
وتابع استطاع النادي بفضل جهود جماعية أن يحصل على ميداليتين فضيتين في بطولتين متتاليتين لكرة الطائرة جلوساً.
وذكر أن هذا الإنجاز لن يكون الوحيد للنادي، غير أن هذه الإنجازات لم تُحرك حتى اللحظة أحداً من الجهات المختصة لتبني المعاقين رياضياً، ما استدعى اقتصار التدريب في الفترة الأخيرة على كرة السلة باستخدام الكراسي المتحركة.
ومن على منبر برنامج ذوو الهمم الذي يبث عبر " فضائية النجاح" لخص الصفدي المطالب الأساسية لعودة الحراك الرياضي في نادي المستقبل كما كان بتوفير صالة مغلقة، وتوفير الدعم اللوجستي والمادي، بما يضمن مشاركة اللاعبين في بطولات خارجية وداخلية، تحول واقع رياضة المعاقين في فلسطين من مجرد تسلية إلى بيئة احترافية تنافسية على المستويين العربي والعالمي.
يذكر أن نادي المستقبل حصل على ترخيصه القانوني في العام الحالي، إلاّ أن بدايته الرياضية كانت في عام 2011 تحت مُسمى " لجنة المستقبل"، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى دعوات للحضور والمشاركة في مبارياتٍ مختلفة بوصفه النادي الوحيد الذي يعير كرة الطائرة بالجلوس اهتماماً على مستوى الضفة الغربية.