النجاح الإخباري - دون أن يرف له جفن، فقأ هذا الجندي عين الصحفي معاذ عمارنة الذي اختار الصورة واختارته.
هذا الجندي القاتل الذي يتقن لغة القنص، ربما سيعود إلى منزله فرحًا بما أنجز، لكنه لا يدرك أن التاريخ سيلعنه ، بينما معاذ الذين يؤمن أن العالم لا يثق في الكلمات وإنما بالصور، قدم عينه كدليل على حجم الجريمة.
تلك الجريمة التي تستهدف ناقلي الحقيقة- الصحفيين-، الذين وصل عدد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم أكثر من 600 انتهاك منذ بداية العام الحالي حتى نهاية أكتوبر المنصرم، منهم 60 صحفيًّا أصيبوا بجراح بالغة الخطورة، ما يزال بعضهم يعاني حتى اللحظة ويتلقى العلاج.
لكن معاذ آخر الضحايا وأولهم في تقديمه عينه - رأس ماله في عمله- لا زال يخضع للعلاج، ورغم ذلك يبتسم متحديًا الآلام، مستقبلاً الفاجعة بالأمل والتحدي.
فقد هذا الصحفي الفلسطيني الذي طالما وثقت عدسته جرائم الاحتلال عينه اليسرى، أثناء تغطيته لعمليات استيلاء الاحتلال على أراض في بلدة صوريف شمال غربي الخليل.
يقال دائما أن هناك شخصان في كل صورة، هما المصور والمشاهد، ومعاذ قدم أكبر دليل حرفي على ذلك.