أمل صدقة - النجاح الإخباري - بمجرد دخولك مكتب الأخصائية الإجتماعية فلسطين القاضي الواقع في مركز الصحة النفسية في منطقة المخفية غرب مدينة نابلس، يتبدل حالك من الراوي، للمستمع الإيجابي الذي يعكف على إحداث التغيير، وتقديم كل نافع وجديد.
بداية القصة
وصفت القاضي لبرنامج ذوو الهمم، الذي يبث على "فضائية النجاح" تفاصيل حادث سَير تعرضت له في مراحل عمرها الأولى، تسبب لها في ضربة حادة على رأسها من الجهة اليسرى، أدخلها في غيبوبة استيقظت منها بعد أسبوع كامل بإعاقة حركية، تصنف على أنها شلل نصفي طولي في يديها وقدمها اليمنى.
وتابعت القاضي:" تقبل الأمر لم يكن سهلاً على عائلتي في البداية، لا سيما أن وضعي في بداية الحادثة كان حرجاً، ويتطلب العلاج المكثف والتنقل من منطقة إلى أخرى، غير أن مساندة الأهل كانت كفيلة في تجاوزي لمشاعر التذمر والسخط " لماذا أنا؟ لماذا يدي بهذا الشكل؟" التي بدأت تتجلى بصورة أكثر وضوحاً في شخصيتي مع بداية مشواري الأكاديمي، في وقتٍ انقسمت فيه الهيئة التدريسية بين حاضنة وأخرى رافضة للدمج ورسالته".
فرص وتحديات
في سياق حديثها عن رحلة البحث عن ذاتها أوضحت القاضي أنها قامت ببذل كل ما بوسعها لاستغلال فرص تثبت جدارتها، فتمكنت في المرحلة الثانوية من الانخراط في مخيمات عسكرية وتدريبات أمنية صقلت من مهاراتها القيادية، ووسعت علاقاتها الإجتماعية، الأمر الذي شجعها على الاستمرار بالرغم من التحديات الصعبة المفروضة عليها بفعل النظرة المجتمعية السلبية عن ذوي الإعاقة سواء من ناحية الاعتماد على الذات، أو من ناحية القدرة على العطاء والمشاركة في أنشطة لامنهجية
وأضافت عند عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك عدم لباقة في التعامل معي طبياً ما دفعني لأوقف العلاج لفترة، وأكمل في التدريبات العسكرية دون الحاجة لأي جهاز مساند، لأعود وأشعر بلذة الانتصار عند انتهائي من فترة التدريب بالكامل، وعودتي للعلاج الجراحي، الذي تحسن معه وضعي الصحي شيئاً فشيئاً
الإعاقة من المحنة إلى المنحة:
قالت القاضي " تعرفي على اتحاد المعاقين ساعدني في التعرف على أشخاص يعانون من إعاقات مختلفة تشاركني الهدف والقضية"، وبفعل عطائها الدؤوب مع مؤسسات مختصة بالعمل الإنساني، تمكنت القاضي من الحصول على وظيفة في الهلال الأحمر، فتحت لها آفاق جديدة لتعود وتعكس نموذج ذوي الإعاقة المنتجين حتى في المهمات التي تطلب قدرات جسدية عالية.
واستكملت القاضي حديثها عن منحٍ عديدةأُتيحت لها لتمثل فلسطين في مجالات كثيرة تنوعت بين العمل الحقوقي، والإنساني بما فيها قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة لتثمر تلك الجهود في حصولها على وظيفة في الصحة النفسية في مدينة نابلس، التي وعلى الرغم من صعوبتها " أصعب شيء أن تعمل مع أشخاص منعزلين عن العالم ولهم عالمهم الخاص" استطاعت الوصول إليهم، واحتوائهم بطريقة سلسلة تلخص خبرة تفوق العشر سنوات في العمل الإنساني.
وفي الختام وجهت القاضي رسالة تؤكد على مبدأ التشاركية في انصاف ذوي الإعاقة من ابتداءً من الشخص نفسه، مروراً بالأهل، وانتهاءً بالمجتمع الحاضن لكل الفئات، والاحتياجات، والحقوق.