رغيد طبسيه - النجاح الإخباري - قتل أبو بكر البغدادي، الذي سيطر بين ليلة وضحاها عام 2014 على ثلث العراق ونصف سوريا، معلنا قيام ما تسمى دولة الخلافة المزعومة التي اجتذبت عشرات الآلاف من المقاتلين من نحو 100 دولة في العالم.
وتم قتل البغدادي على يد قوات أميركية خاصة بعدما حوصر في نفق أسفل مجمع في بلدة باريشا في محافظة إدلب السورية، وأفدم على تفجير نفسه تاركا خلفه مئات الأسئلة التي لا تزال بحاجة إلى إجابات.
استمرت مطاردة هذا الرجل الغامض لسنوات ، فهو بقي متواريا عن الأنظار رغم السعي الحثيث من أجهزة الاستخبارات في تحديد مكانه ، لكن اعتماده على عدد قليل من الحراس وعدم استخدامه للتكنولوجيا جعل الوصول إليه صعبا .
لم يظهر البغدادي إلى العلن سوى مرتين ، أحداها عندما قدم " كأمير للمؤمنين " في جامع النوري بالموصل شمال العراق، والثانية في نهاية ابريل/نيسان العام الجاري .
تعرض زعيم تنظيم الدولة الإسلامية المقلب بـ" داعش " للعديد من محاولات الاغتيال لكنها جميعها باءت بالفشل ، باستثناء المرة الأخيرة ، حيث أعلنت المخابرات العراقية أنها هي من أمدت الأميركيين بالمعلومات حول تواجده في أدلب .
والبغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم البدري ولد عام 1971 في مدينة سامراء شمال بغداد ، لعائلة فقيرة ، وكان مولعا بكرة القدم ويحلم بأن يصبح محاميًا ، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق ، وخلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003 ، شكل مجموعة صغيرة من " الجهاديين "، وتم اعتقاله لمدة أربع سنوات، وفي السجن تعرف على رجال من القاعدة ، واستغل الثورة السورية وثبت موطئ قدم في بلاد الشام ، وانشق عن القاعدة ووسع عملياته التي قد لا تكون انتهت بمقتله .