نابلس - النجاح الإخباري - فيما مضى، قيل إن موقع فيسبوك "أب"الثورات العربية، وذلك لدوره في حشد المتظاهرين وتوفيره لنافذة للتعبير عن الآراء دون رقابة السلطان. لكن في بلاد الأرز كل شيء مختلف، فها هو الواتس اب يصنع ثورة !
يعتمد اللبنانيون في حياتهم اليومية على مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب غلاء أسعار مكالمات شركات الاتصالات المحلية، فكان إعلان الحكومة فرض ضريبة على مكالمات "تطبيق واتس اب" بمثابة الشرارة التي أشعلت الأرض المتختمرة، فلبنان من بين الدول الأكثر مديونية في العالم، واقتصاده منكمش، بحيث يطرق الدين العام باب الـ 110 مليار دولار.
تراجع الحكومة اللبنانية عن سلة الضرائب الجديدة لم يهدأ الشارع الذي خرج غاضبا، وأمست تظاهراته ككرة ثلج متدحرجة، وبات من الصعب على الناس الغاضبة الرجوع عن مطالبها التي يلخصها شعار واحد من ثلاث كلمات يصدح في كل الساحات والميادين "كلن... يعني كلن"-.
"الواتس اب" نجح في تجميع ما فرقته السياسة والطائفية، فلا صوت يعلو على نغمته، فهو الخدمة الأكثر شعبية في بلد مزقته الحروب ونهشته الطائفية على مدار عقود مضت.
وعندما تشتعل ثورة تكون أقوى من سابقاتها، فالشعوب تتعلم من بعضها، والعرب بطبعهم يعشقون التقليد، لكن للبنانيين وحدهم ما يميزهم من خفة دم وسخرية قد تصل في أحيان كثيرة إلى حد يعتبره البعض "خدشا للحياء العام".
يتعلق اللبنانيون في هذا التطبيق ذو العلامة الخضراء كثيرا لدرجة أنهم في حال تعطله لساعات بسبب خلل تقني ما يقف مستخدموه على رؤوس أصابعهم. فهل تكون "ثورة واتس اب" نقطة تحول في لؤلؤة الشرق؟