نابلس - أمل صدقة - النجاح الإخباري - بروحها الشغوفة، وعفويتها الجميلة، تمكنت منى الحاج أحمد ابنة بلدة عرابة غرب مدينة جنين، من تغيير واحدة من المعتقدات السائدة عند البعض بأنه إذا صلح مظهرك الخارجي، صلح الانطباع الأول عنك في قلوب الآخرين، غير أن الحاج أحمد تمردت على ذلك المعتقد مُذَكِرةً المجتمع بأسره بصحة لسان الفرزدق عندما قال" لا خير في حُسن الجسوم وطولها، إِن لم تَزِن حُسنَ الجسومِ عقولا".
بداية الإعاقة وسر الاحتواء
نوهت الحاج أحمد في بداية حديثها لبرنامج ذوو الهمم والذي يبث عبر فضائية النجاح، بأنها تعاني منذ الولادة من إعاقة حركية " قُصر قامة" أو ما يعرف لدى البعض باسم "التقزم"، ومن اللحظة تلك وأسرة الحاج أحمد ومحيطها يعتبرون بمثابة البيئة الحاضنة الداعمة لها ويشدون على يدها، باعثين لها رسائل بعدم الاستسلام، والمحاولة مراراً وتكراراً ، ومواصلة العمل؛ من أجل أن تكون هي مصدر التغيير الذي يضمن لها مستقبل أفضل من جهة، ويلهم غيرها للإنتاجية وعناق الحياة بحُبٍ وود يشكل يجعل من تحقيق أحلامهم وطموحاتها هدفاُ سهل المنال.
شغفٌ فني يولد آخر
وحول مواهبها قالت الحاج أحمد بعد إنهائي للتعليم الأكاديمي، اتجهت للتعليم المهني، وتعلمت تصميم الأزياء لأنمي شفعي، وحسي الفني المزروع بداخلي منذ الصغر، فبدأت في تصاميم متواضعة، وبسيطة، حتى غدوت اليوم قادرةً على تصميم ملابسي بشكل كلي وبالحجم الذي يناسبني أيضاً، لأجد نفسي بعدها أفتح مشروعاً خاص متمثل بصنع هدايا للمناسبات بطريقة فنية، وجذابة استحوذت على إعجابي الكثير من الناس تحولت من مجرد هواية، وإعادة تدوير إلى مصدر رزق" حتى ولو كانت من خامات بسيطة، كنت أقسمها أجزاءً صغيرة وأصنع منها أشكال كبيرة، تحولت فيما بعد إلى طلبات تدر علي دخلاً إضافياً. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى شغف التصوير الذي بدأت ملمحه تظهر بوضح على شخصية الحاج أحمد، خلال عملها كمنسقة في نادي جنين الرياضي، حيث ذكرت الحاج أحمد أن الفضل باحترافها للتصوير يعود لزملائها المصورين في العمل، الذين نهلوا عليها بعلمهم، بحكم طبيعة عملها معهم كميسرة لتدريبات النادي، وهناك حاجة لتوثيق التدريبات تلك.
مهنُ متعددة لرسالة واحدة
وتابعت الحاج أحمد حديثها قائلةً بأنها تشغل مناصب متعددة في الحقل الوظيفي فإلى جانب عملها كمنسقة للمتطوعين في نادي جنين الرياضي، فهي تعمل أيضاً في جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة وعملت معهم ضمن مشاريع كثير آخرها مشروع حماية الذي ما زال مستمراُ حتى اللحظة، ويأتي دور الحاج أحمد فيه منسقة للنشاطات التي تندرج تحت هذا المشروع في محافظة جنين.
وفي السياق ذاته أشارت الحاج أحمد أنها تعمل متطوعة مع عاملات التأهيل في مدارس البلدة التي تقطن فيها، عدا عن كونها مدربة وتدير دورات كثيرة في مجالات مختلفة، تنوعت بين الكشافة، والسكرتارية، والرسم،وغيرها الكثير الذي بالنسبة لها مهما اختلف نوعه تبقى رسالته واحدة تمكن في ضرورة إحداث التغيير والوصول إلى النجاح الذي يصنع شخصية الإنسان ولا يرضى له بأن يكون فريسة المجتمع، والبقاء على حاله كما هو، بل على العكس تماماً يبقيه مرفوع الرأس يؤكد وجوده، ويسمح للآخرين الاستفادة من خبراته فهي تقول" إذا يومك لم يكن فيه تغيير، فأنت لا تمتلك شخصية نفسك".
وختمت حديثها موجها رسالة لأفراد المجتمع قاطبة بالتقبل الشيء مهما كان، فالعقبات والصعوبات موجدة في حياة كل إنسان، ولكن الأهم كيف نتجاوز هذه الصعوبات أن بحبنا لذاتنا حتي يُحبنا الآخرين.