نابلس - النجاح الإخباري - لم تعد العيون التي ترحل كل يوم إلى القدس كافيةً لتشبع الشوق للبعيد المغرب عن أرضه، أو للمتشوقين في أن تضم قلوبهم المدينة بأسرها، فالمدينة وان كان دهرها متغيرٌ إلا أن دهر الاحتلال طال أمده وشوق المدينة إلى اصحابها لا يسعفه إلا الدموع الحارقة..
فهذا المغترب الذي لا تحمله قدمها من إثر الشوق المثقل به، يسير نحو الساحات كما يسير الغمام إلى الارض الجرز فتمطر عيناه دمعاً، فيعجز عن وصف ما أصابه لا لثقل الكلمات فحسب بل للمنظر الذي يتشوق له ملايين المسلمين.
المغترب: "طالعين الدرج بعتقد لما نطلع من الدرج راح نشوف قبة الصخة والساحة الكبيرة ايون ما شاءالله ما شاءلله ما شاءالله".
هذا حال كثيرين في ظل ما تمارسه قوات الاحتلال من فرض قيود على الفلسطينين ، في محاولة لتفريغ المدينة وتهويدها والعمل على فرض واقعٍ جديد يتمثل في تقسيم المسجد المبارك تقسيماً زمانياً ومكانياً.
ناهيك عن ما يفرضه من شروط وإجراءات مشددة للسماح للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية بدخول القدس، منها تجاوز سن الأربعين للرجال وأن يكون دون سن الـ12 للأطفال.
وفي وقت غير بعيد قبل عامين حاول الاحتلال نصب أبواب الكترونية تفرض على المصلين رقابة مشددة عند دخولهم المسجد الأقصى، لكن المقدسيين لم يرضخوا لمثل هذه العنجهية الاحتلالية، فسقطت البوابات، ليزيح المقدسيون قيود حديدة كانت ستضاف الى قيد السجان للمدينة كلها.
كل هذه السياسيات الاحتلالية زاد بلتها بسياساته تجاه القدس خاصة وتجاه القضية الفلسطينية على وجه العموم في وقت يحاول الفلسطينيون الوصول لقدس بدموعهم واجسادهم المثقلة بالتعب يأتي السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسسون جرينبلات، ليفتحوا نفًقا بمعاول أمريكية ليهدموا حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم.
ومنذ احتلال القدس عام 67 أخذ الاحتلال بمحاولة تغيير معالم المدينة، والعمل على الاستيلاء على احيائها ومنازلها، وفرض رقابة مشددة علىأهلها، وما خفي أعظم مما يحاول الاحتلال تغييره تحت المدينة المقدسة للوصول للهيكل المزعوم كما يقول مراقبون.