منال الزعبي - النجاح الإخباري - خطوط حمراء على صفحات التقويم تبرز تواريخ مناسبات وعطل، تترقبها أعين الوزراء و الموظفين والطلاب، وصولًا إلى شهر أيار الربيعي، تحديدًا الأول منه يوم "عيد العمال"، عيد يستمتع الكل فيه باستثناء العمال، وما العمال إلا الذراع الأيمن الذي يبني الوطن.. يستيقظ العمال صباحًا، يرتدون زي الشرف ويتسلحون بالفأس أوالمعول أوأي أداة تناسب عملهم، ينسلون من صباح كسل الآخرين تاركين خلفهم عائلات بأفواه فاغرة جائعة تنتظر ثمن عرقهم على شكل طعام!
بعضهم لديه وظيفة لا تسد رمق الجوع، فيستغل الإجازات والعطل الرسمية ليحظى بقطرات رزق جديد، هم موظفون وعمال لا ينعمون بعيدٍ ولا بيوم جمعة في رحلة مطاردة لقمة العيش المغمَّسة بالهم، والأهمّ.. الجور المُثقِل لكاهلهم وهو تدني مستوى الأجور، ما يعيدنا إلى ملامح عصر السخرة والاستغلال من قِبَلِ أرباب العمل وكروشهم الممتلئة بأتعاب العمال!
عمرٌ ينقضي وسطَ الركام وأذرعٌ يخدِّرُها الإرهاق والتعب، وملامح يكسوها الهم والحزن ..لا تمسحها فسحةٌ لتفريغ الكبت وترويحِ النفس بعيش كريم وعطلٍ يقضيها المرء بين أسرته وأطفاله تشعره بإنسانيته وقيمة حياته .. نقص يُعمِّق ثغراتٍ وفجواتٍ أسريَّة بوجود ميزان لا يمت للعدالة بصلة، العامل المعيل في كفة.. ولقمة العيش في الكفة الأخرى والنتيجة:
مجتمع مضغوط مرهق، مفكك أسريًّا يكسوه الجوع لعاطفة الأبوة والأخوة المستَغرِقة في العمل.
في انتظار واقع أجمل للعمال .. ننحني احترامًا لكل عامل، سلاما لكم يا خلايا الوطن النابضة
يامن تمتلكون ناصية القوة والبناء والتعمير والمحافظة على مقدرات الوطن وحماية مكتسباته .... أنتم ثروتنا الوطنية .