النجاح الإخباري - تغيب مظاهر عيد الأم الذي يصادف بداية فصل الربيع في 21 مارس آذار عن قطاع غزة، حيث تنكب النازحات الفلسطينيات على لملمة جراحهن والسعي اليومي لتأمين قوت عائلاتهن.
وتحولت غالبية الأمهات في غزة إلى نازحات يجاهدن للاستمرار رغم ما يصيبهن من ويلات وسط صعوبات معيشية بالغة مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها السادس.
وتتحسر النازحة فاطمة محمود على الوضع الذي تعيش فيه مع حلول موعد عيد الأم حيث تسكن خيمة في مركز إيواء بدير البلح في وسط قطاع غزة ولا يحيط بها سوى مظاهر الألم.
وقالت "يوم عيد الأم نحن في اكتئاب، لا يوجد عيد أم، ليس لدينا إلا جرحى وأموات وقتل ودمار وجوع، كل شيء لدينا. نحن هربنا من ديارنا وانتهينا في خيمة، الله قال أن نجلس في خيمة وننتظر أن يأتينا أحد بصحن الطبيخ، ورغيف الخبز".
وتتذكر فاطمة فرحة عيد الأم في السنة الماضية عندما كانت تنتظر زيارة أبنائها بشوق ولهفة، لكن كل شيء تبدل اليوم بعدما عم الحزن جميع أرجاء القطاع.
وقالت بنبرة غاضبة "عيد الأم في السنة الماضية كان في فرحة، كنت أنتظر أن يزورني ابني، اليوم على من ستحزن. هناك الكثير من الشهداء ونحن في موت في خراب ديار".
وأضافت "ماذا يمكنني أن أقول لك، ذهبت إلى مستشفى الأقصى اليوم ورأيت جثث الشهداء مكدسة، ماذا يمكن أن يكون شعوري برأيك؟ أنا أنتظر دوري. إن شاء الله أكون شهيدة".
ولم يعد لعيد الام أي قيمة لدى النازحة رحاب الخروبي التي فقدت زوجها واثنين من أولادها منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقالت وهي تتحدث بصعوبة وبحزن عميق "عيد الأم فيه الكثير من الحزن لي لأنني فقدت أولادي وزوجي، ولم يعد لي معيل ولا من يحن علي".
وفي خيمة مجاورة تجلس آلاء بنات لإعداد طعام الإفطار وتتذكر أنها كانت تزور أهلها في جنوب قطاع غزة أثناء الفترة الأخيرة من حملها عندما اندلعت الحرب.
ولم تتمكن آلاء من العودة إلى شمال غزة لتفقد زوجها الذي لا تعرف عنه شيئا الآن قبل أن تنجب طفلا عاش لثلاثة أشهر فقط قبل مقتله في قصف إسرائيلي بعد ثلاثة أشهر فقط من مولده بينما نجا شقيقه البالغ من العمر سنتين.
وتحبس الشابة الفلسطينية دموعها بصعبة وهي تقول بخيبة أمل "كنت أنتظر عيد الأم لأخرج أنا وزوجي ويكبر ابني ويحضر لي هدية مثل كل أم. لم يبق عيد أم، لا قدرة لنا على الفرح، على ماذا سأفرح؟ على الحرب التي نحن فيها أو على أولادنا وأزواجنا".