النجاح الإخباري - في ظل مزاعم اوردتها تقارير إسرائيلية عن وجود اتصالات بين جيش الاحتلال وجهاز المخابرات الفلسطيني من أجل تنسيق استلام الأمور في شمال قطاع غزة، قال محللون وخبراء فلسطينيون إن هذه التسريبات تهدف لشق الصف الفلسطيني، وهي كذلك تعبر عن خلافات داخلية في حكومة الاحتلال، التي وضعت مجموعة أهداف لحربها، تتمثل في اضعاف التمثيل الفلسطيني وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
- إفلاس إسرائيلي-
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، قال لـ"النجاح": المسألة الأمنية في قطاع غزة أعتقد أنها تأتي في إطارين، الإطار الأول إسرائيل على مدار الأشهر الماضية حاولت أن يكون هناك وكيل لها في قطاع غزة وفشلت لدى العشائر، والأمر الآخر أن إسرائيل ترى بأن أي وكيل يمكن أن يكون لها في قطاع غزة، لذلك هي تنظر من الناحية العنجهية على اعتبار أن أي طرف في السلطة الفلسطينية يمكن أن يقبل الحصول على هذه الوكالة على غزة إذا جاز التعبير على غرار ما يتعلق بالوكالات التجارية".
وقال حرب: "الذي يريد أن يناقش مسألة الأمن في قطاع غزة أو إدارة قطاع غزة. يمكن أن يناقشها مع الجهة الرسمية وهي السياسية وليست الأمنية. لذلك بغض النظر عن الأسماء التي تطرح في وزارة الجيش الإسرائيلي، فإنها تعبر عن إفلاس إسرائيلي وفشل إسرائيلي في هذه الحرب، أو في استثمار نتائج لعمليات التدمير التي جرت في هذه الحرب للشعب الفلسطيني، وهي بذلك تحاول من جهة أخرى، كما فعلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على مدار سنوات طويلة في زمن الاحتلال الإسرائيلي، هو إيجاد فوارق أو فرق تسد بين الفلسطينيين من خلال ادعاءات لم تكن أو على الأغلب لم تكن موجودة".
- بذور الفشل في الفكرة-
وأضاف جهاد حرب: "لذا لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي ذهب للحديث مع المؤسسة الأمنية الفلسطينية لاستلام الأمن في قطاع غزة، وهي تدرك أن السلطة الفلسطينية وضعت شرطين رئيسيين لعودتها. واللواء ماجد فرج، وهو شخصية مهمة في النظام في النظام السلطة الفلسطينية، وهو يعني موظف سام في السلطة الفلسطينية، لكنهم يدركون أنها حدود الوظيفة الأمنية أو الإدارية لها سقف ومرجعية سياسية، بالتالي هم يحملون حتى وإن كان هذا نقاش داخلي لدى الإسرائيليين، هم يحملون بذور فشل هذه الفكرة".
واختتم حديثه بالقول: "وفي ظني أنه جزء من الصراع بين وزارة الجيش ورئيس الحكومة الإسرائيلية. أريد أن أقول في ذلك أن رئيس الحكومة الإسرائيلية قال لا عودة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. فيما وزارة الجيش تقول أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دورا في قطاع غزة. وبالتالي هذا التناقض القائم بين الجهتين أعتقد أنها ينم عن خلاف سياسي داخل المؤسسة الإسرائيلية".
- نتنياهو لا يريد أي تمثيل فلسطيني-
أما الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، فيقول لـ"النجاح": نتنياهو لا يريد أي تمثيل يحمل بعدا سياسيا للفلسطينيين في أي مكان. هو يريد أن يضعف الفلسطينيين. هو يبحث عن عشائر ويبحث عن عصابات ويبحث عن عملاء ويبحث عن روابط قرى".
وأضاف منصور: "كل من يعتقد أن إسرائيل قد تتساهل في مسألة عودة السلطة أو بقاء حماس أو غيرها هو مخطئ تماما. إسرائيل ذهبت إلى هذه الحرب في ظل حكومة أهدافها واضحة إضعاف التمثيل الفلسطيني والحضور الفلسطيني والمؤسسة الفلسطينية الجامعة وتهجير الفلسطينيين، تفريغ تفريغ الضفة، تفريغ غزة، إضعاف التمثيل الفلسطيني في كل مكان وتفتيت المجتمع، هذا ما تريده إسرائيل، وهذا ما تبحث عنه، وهذا ما تقوم به إما بالحرب أو بالسياسة أو بالاستيطان أو بغيرها".