وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - بحزن بالغ استقبل أهالي غزة أمس الإثنين أول أيام شهر رمضان، الشهر الذي يجمع العائلة على طبق واحد، شهر صلة الأرحام، والخيرات والبركات، إلا أن المأساة التي تعيشها غزة اليوم تحول دون ذلك، في ظل نزوح السواد الأعظم من أهالي القطاع في خيام متهالكة غاب عنها كثير من الأحبة والجيران والأقارب الذي راحوا ضحية حرب إسرائيلية تتواصل للشهر السادس.
داخل خيمة في رفح جنوب القطاع تجمع عدد من أفراد عائلة أبو دية التي نزحت من بيت لاهيا في الشمال لتناول إفطار اليوم الأول من رمضان، بعدما أعدت الأم بعض الطعام الذي استخدمت في طهيه مخلفات الورق والبلاستيك لعدم توفر الوقود بسبب حصار شددته إسرائيل على غزة منذ بداية الحرب.
وقالت النازحة أم سامر أبو دية بحزن عميق: "الأجواء ليست على ما يرام لغياب الأهل والأحباب والأقارب عنا. تفرقنا كثيرا، افترق الأخ عن أخيه والأخت عن أختها. استقبلت رمضان وقد استشهد ابن أخي وشقيق زوجي وابن عمي، لي أخ مفقود في إسرائيل لا نعرف مصيره، أيام ليس طيبة لنا وخاصة في رمضان".
أما ابنتها ولاء فقالت، وقد جسّدت المأساة في كلماتها: "كل سنة كنا نستقبل في بيتنا الأهل حيث يوجد فناء وحديقة كنا نزينها بطريقة يتحاكى بها الكل. هذه السنة لم نستطع عمل ذلك لأن القلب مكسور ولا توجد فرحة، فقدنا عمي وابن خالي بينما خالي أسير، الفرحت ذهبت ونعيش فوق الرمل".
وأضافت: "ما يحزننا أننا فقدنا كثيرين، فقدنا الجيران، عمي وابن خالي، أيضا خالي أصيب. خالي كان يعمل في إسرائيل ما زال مفقودا حتى الآن لا نعرف مصيره. لهذا لا نهتم بإعداد طعام ولا الإفطار ولا الزينة. الشعب كله حزين".
قتل وفقد ودمار ونزوح وتشريد يعيشه القطاع المنكوب للشهر السادس على التوالي، دون أي حلول تلوح بالأفق، والتي وإن وجدت لن تعيد للقلوب أحبتها ولا للأجساد راحتها، ولا للأطفال أهلهم وتعليمهم وبيوتهم.
وزاد المشهد قتامة وقسوة أن تزامن أذان فجر اليوم الأول في الشهر الفضيل مع قصف الاحتلال المتواصل الذي لا يأبه لأي شعور إنساني.
وأعلنت الصحة في غزة أمس ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 31 ألفا و112 قتيلا بالإضافة إلى 72 ألفا و760 مصابا منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وتقول منظمات دولية إن الغالبية العظمى من أهالي القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون نازحين وسط ظروف قاسية منذ اندلاع الحرب.