النجاح الإخباري - في قلب الكويت، منتصف ستينيات القرن الماضي، ولدت الشخصية الكاريكاتيرية "حنظلة"، التي ابتداعها الفنان الفلسطيني العالمي ناجي العلي، واشتهرت عندما كان يعمل في المجلات والصحف الكويتية مثل الطليعة والسياسية والقبس التي ظهرت هذه الشخصية الخالدة على صدر صفحاتهن، قبل أن ينتقل ناجي إلى لبنان للعمل في جريدة "السفير" ويكتف "حنظلة" يديه خلف ظهره احتجاجا على حالة التطويع والتطبيع التي شهدتها المنطقة العربية بعد حرب عام 1973، ورفضه لحلول التسوية الأميركية في المنطقة.
ثم يرحل ناجي العلي عام 1987 في عملية اغتيال غامضة، لكن شخصية "حنظلة" التي ابتدعها لا تزال حاضرة، حتى أنها عادت من جديد إلى الكويت- مسقط رأسها- في إعلان أعدته شركة "زين للاتصالات الكويتية ضمن حملتها الدعائية بشهر رمضان المبارك، وحمل عنوان "مرافعة زين لرمضان 2024.. سنعود".
الإعلان الذي لاقى تفاعلا وأعجابا من قبل متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، يبدأ بعبارة "لأن الكبار سكتوا سيترافع الأطفال.. وستنصفنا الشعوب إذا ميزان الساسة مال"، وهي إشارة إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، كما حمل الإعلان رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والعالم بأكمله، معبراً عن استيائه من صمتهم على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 6 أشهر.
وقدم الإعلان الترويجي، الذي استغرق 4 دقائق، "مرافعة تمثيلية" أمام مجلس الأمن، حيث ظهر أطفال غزة الشهداء وهم يترافعون أمام المجلس ضد ما يجري في غزة.
حيث يبدأ الفيديو بدخول "حنظلة" يرافقه مجموعة من الأطفال إلى مبنى مجلس الأمن الدولي أثناء انعقاد إحدى جلساته.
ويبدأ "حنظلة" بالغناء ويعبر عن مشاعره قائلاً: "توقفي عن التصوير لنكتفِ بهذا القدر أنا حنظلة الصغير وخلفي طابور أطفال بلا عمر، جئت أقول لكم أمام الله من عذر، يا مجلس أمن هذا العالم كله".
ثم يستمر حنظلة والأطفال الذين يقفون خلفه في الغناء، مطالبين بالحق في المرافعة ضد إسرائيل، ويرفعون لافتات تطالب بحق النقض "الفيتو" للتكلم عن المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال في قطاع غزة الذين استشهد منهم الآلاف في العدوان الإسرائيلي.
ذات يوم قال ناجي العلي إن "حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية"، وتأتي عودته في إعلان زين في وقت وصل صمت وتخاذل الأنظمة العربية إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ.