النجاح الإخباري - بعدما ترك أطفال قطاع غزة فصولهم الدراسية ونزحوا مع أهلهم بعيدا عن الديار بسبب حرب إسرائيلية متواصلة للشهر السادس، تحول كثير منهم إلى باعة في الشوارع ضمن مهن عديدة عملوا بها كي يكسبوا قوت يومهم ويساعدوا عائلاتهم على تحمل نفقات المعيشة.
عن هذا الوضع الصعب يقول الطفل الفلسطيني محمد عيسى الشواف (13 عاما) الذي يبيع بعض المنتجات في رفح جنوب القطاع "وضعنا الاقتصادي صعب جدا، المعيشة بها غلاء شديد. أعمل بائعا على هذه البسطة التي يملكها أحد الأشخاص حتى أستطيع أن أساعد أخي وأبي".
ويضيف "أبي عمره 75 سنة لا يقوى على العمل. عملت في أعمال كثيرة، بعت البضائع، عملت في تكسير الأنقاض وجمع قطع الخشب من المنازل المقصوفة لأننا لا نملك مالا لشراء الخشب كي نستخدمه في الطهي. الوضع صعب جدا. وغلاء لا يتصوره أحد".
أما والده عيسى الشواف فقال "أرسل هذا الصبي للعمل، فمرة يبيع الخبز، أو يأخذ بعض المال حتى يعمل ويتاجر ويدبر بعض نفقات معيشتنا، أو يجمع الخشب من المنازل المقصوفة حتى يتكسب من بيعه، وأنا أخشى عليه من كل هذا، فما زال طفلا قد يعتاد التشرد من هنا إلى هنا".
وفي رفح أيضا يبيع الطفل النازح محمود الجرجير رقائق البطاطا المقلية للأطفال كي يكسب بعض المال للمساعدة في نفقات أسرته المكونة من ثمانية أفراد.
ويتحدث محمود عن عمله هذا بقوله "نبيع رقائق البطاطا حتى نستطيع إعالة أسرتنا. عملت بأكثر من عمل، لكن الحياة هنا بها غلاء لا يمكن تصوره. مستلزمات الأطفال غالية الثمن. لي أسرة تضم 8 أفراد، ومن شدة الحال لا نستطيع أن نعيش".
وتقول منظمات دولية إن السواد الأعظم من أهالي القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون نازحين وسط ظروف قاسية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.