النجاح الإخباري - تشكو المواطنة النازحة سهر من عدم الحصول على مساعدات لها ولطفلها الرضيع في الذي لا يحمل اسما وليس له شهادة ميلاد حتى الآن بعدما أجبرتها الحرب الإسرائيلية في غزة على النزوح مرتين حتى استقرت أخيرا في أحد مراكز الإيواء برفح في جنوب قطاع غزة.
ولا تعلم سهر مصير زوجها بعدما رحلت عن شمال قطاع غزة نحو دير البلح في بداية الحرب قبل أن ينتهي بها المطاف في خيمة بمركز إيواء في رفح مع رضيعها وأطفالها لكنها تشكو من الوضع المتأزم والمعقد بسبب عدم تسجيل مولودها حتى الآن.
وقالت "ابني طفل صغير تمت ولادته في الحرب. مولود حرب. حتى الآن ليس له اسم ولا أعرف ماذا أطلق عليه. هل أطلق عليه اسم حرب أم سلم؟ الولد هذا محروم من كل شيء. لا شهادة ميلاد ولا حقوق طفولة ولا أي شيء نستطيع عمله كي يستفيد به. طبعا هذه الحرب على الكل وتسبب أذاهم".
وأضافت "نريد أن يعيش الأطفال ويحصلون على حقوقهم من مأوى وملابس وطعام وشراب. هؤلاء أطفال صغار ليس لهم ذنب في ما يعيشونه. لا يمكننا توفير حياة لهم. أنا غير قادرة على توفير حليب أو حفاضات أو أي شيء له. زوجي ليس معي ولا أعرف عنه أي شيء. هل استشهد، هل لا يزال حيا، هل مات؟ لا أعرف عنه أي شيء".
وتطالب سهر الجهات المختصة بالتدخل مع عدم حصولها على مساعدات من مركز الإيواء في رفح لأنها غير مسجلة في المكان سواء هي أو أطفالها وهو ما يجبرها على الإنفاق من مالها الخاص.
وقالت "أنا طبعا عندما ألجأ إلى المدرسة يقولون لي إن المولود ليس له اسم. ليس له حليب أو حفاضات . حتى أنا نفسي غير مسجلة في المدرسة (مركز الإيواء) على أساس أنني كنت في منطقة دير البلح وجئت إلى هنا. لم يقبلوا بإضافتي هنا. أنا أشتري الأكل والشرب بنفسي".
وأضاف "لا أجد من يتعاطف معي أو مع المولود الصغير. ولا أي مؤسسة ولا أي لجنة ولا أي شخص. حتى ابني المولود أنا غير قادرة على الحصول له على ملابس وحفاضات وحليب. أنا معي تسعة أفراد وغير قادرة على الصرف عليهم أو الحصول لهم على أي شيء".
وتواجه الأسر الفلسطينية النازحة أزمة بسبب عدم استصدار شهادات الميلاد لأطفالهم، وهو ما يحرمهم من المساعدات نتيجة عدم إضافة المواليد مع عدم الحصول على الرعاية الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة.
كما أن عدم استخراج شهادات الميلاد يقف عقبة في طريق سفر الأطفال من غزة بسبب عدم إدراجهم في الأوراق الرسمية للخروج من القطاع المحاصر.
وتشكو المواطنة النازحة تهاني حمد من عدم تسمية حفيدتها حتى الآن منذ ولادتها أثناء الحرب وهو ما يحرمها من الحصول على أي نوع من المساعدات في مراكز الإيواء.
وقالت وهي تجلس بجانب زوجة ابنها في خيمة للنازحين في رفح "لم يتم تسمية الطفلة حتى الآن. هي مولودة أثناء الحرب. لها أسبوع الآن. ليس لها اسم ولا مساعدات. ليس لها حفاضات ولا حليب ولا أي شيء".
وأضافت وهي تحمل المولودة بين ذراعيها "حتى الأم تعبانة وليس لها من يعيلها. زوجها وهو ابني لا يعمل. لا يوجد مصدر رزق. أتمنى من الجهات المختصة أن توفر لهم الحفاضات والحليب على الأقل. أي شيء".
وتسببت الحرب في حرمان المواليد الجدد من الخدمات في غزة بسبب عدم توثيق الأسماء في السجلات الرسمية، وهو ما يتزامن مع شح الحفاضات وندرة الحليب والعناصر الغذائية المهمة لنمو الأطفال بسبب إغلاق المعابر منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.