النجاح الإخباري - سيكون على النازحة الفلسطينية مقبولة سليمان أن تمضي شهر رمضان هذا العام من دون أولادها وأحفادها بعدما انهار المنزل عليهم في خان يونس بعد قصف إسرائيلي على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة بنهاية العام الماضي.
ولا تزال جثث الأولاد والأحفاد قابعة تحت أنقاض المنزل منذ 31 ديسمبر كانون الأول الماضي وهو ما يجعل النازحة الفلسطينية تشعر بألم لا يوصف له وهي تتذكر ما حدث.
وقالت وهي تحاول أن تحبس دموعها "أنا أم الشهيدين مدحت ومحمد رشاد الأسطل، محمد استشهد وبناته الثلاثة وابنه وزوجته ومدحت استشهد ومعه ثلاثة أولاد وبنت وزوجته، الحمد الله على كل حال. الحمد الله ربنا أكرمهم بالشهادة، إنا لله وإنا إليه راجعون".
وأضاف "لكن أنا أطالب الصليب الأحمر وأطالب ان يحظوا بدفن ملائم فهم من 31 ديسمبر (كانون الأول) حتى اليوم على مكانهم تحت ركام منزلهم" .
ومع فقدان كل هذا العدد من أفراد العائلة باستثناء ابنها الأصغر خالد سيلمان وأسرته الصغيرة، ستستقبل الأم والجدة المكلومة شهر رمضان هذا العام بمرارة لن يمحيها الزمن بسهولة.
وقالت وهي تجلس أمام خيمتها في مركز إيواء بخان يونس "هذا أسوأ رمضان سيمر علينا، لأننا فقدنا الكثير يعني 12 فردا من أحفادي وأولادي".
ويحاول الابن الأصغر مواساة والدته لكنه يدرك صعوبة الأمر عليها وهو ما جعلها لا تصدق خبر مقتل أفراد الأسرة في البداية حتى عرض عليها مقطعا مصورا للمنزل وقد تحول إلى أنقاض.
وقال "والله أمي الله يصبرها، هي تقول الحمد لله. كل شيء من الله حلو، ولكن الأمر صعب عليها، هي غير قادرة على التصديق، كل مرة تقول لي أن أذهب إلى الدار لأعثر عليهم، وأنا أقول لها إنني شاهدت الدار مهدومة عليهم جميعا".
وأضاف "لم تصدقني. كنت أول من ذهب لتفقد المنطقة بعد خبر القصف وقلت لها إن إخواني استشهدوا. لم تصدقني ونعتتني بالكذاب حتى عرضت عليها فيديو للدار مهدومة".
ولن يكون رمضان بالطبع كسابق عهده بالنسبة خالد الذي تحدث وهو يحتضن أصغر أطفاله خوفا من فقدانه هو الآخر خلال الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقال "رمضان لن يكون كالسابق، لن يكون له طعم، لقد فقدت إخواني، كنا نمضيه معا. نزور إخوتي وعماتنا وخالاتنا. لست قادرا على تصديق أن رمضان سيكون من دونهما".