وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - أكد رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، عبد الناصر العجرمي، إعادة تشغيل ثمانية مخابز منذ مطلع يناير كانون الثاني الماضي، بينها مخبزان في دير البلح وسط القطاع وستة في رفح جنوبا، اثنان منها آليان بشكل كامل وأربعة مخابز نصف آلية.
وكان قطاع غزة قبل الحرب يضم 140 مخبزا، نصف عددها مخابز آليّة والنصف الآخر مخابز نصف آلية ويدويّة.
وأوضح العجرمي في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن تشغيل هذا العدد المحدود من المخابز جاء بعد تدخّلات دولية وأجنبيّة مع الجانب الإسرائيلي لإعادة تأهيلها والمساهمة في توفير مُدخلات الإنتاج عبر المنظّمات الأممية، خصوصا الطحين (الدقيق).
وأكد استمرار أزمة الخبز، مع عدم قدرة غالبية الفلسطينيين في القطاع على إعداده في المنازل وفي أماكن النزوح بسبب انقطاع الكهرباء والشح الشديد في غاز الطهي والحطب، وهو ما يؤدي إلى استمرار اصطفاف الطوابير الطويلة أمام المخابز لفترات طويلة.
الصعوبات والتحديات
وعزا العجرمي هذه الأزمة المتفاقمة إلى محدودية إنتاج المخابز قياسا بحجم الطلب في أماكن تركّز النازحين، خاصة أن الخبز يُعدّ جزءا أساسيا على مائدة العائلات في قطاع غزة.
وقال إن استمرار المخابز المتبقية في العمل واستئناف تشغيل غيرها مرهون بمواصلة تدفق جميع مدخلات الإنتاج، محذرا من أن نفاد أي من تلك المدخلات سيعني توقف العمليّة كلها.
أضاف "المواطنون مجبرون على الوقوف في هذه الطوابير، لأنه لا توجد بدائل لديهم، كونهم يحتاجون جهدا ووقتا وتكلفة إضافية، قياسا بسعر ربطة الخبز بوزن ثلاثة كيلوغرامات التي يشترونها بخمسة شواقل فقط (حوالي 1.37 دولار أميركي)، لأن الدقيق (الطحين) مقدم مجانا من برنامج الأغذية العالمي، بينما تبلغ تكلفة إعداد الخبز منزليا أربعة أضعاف".
وتابع "التوجّه خلال هذه المرحلة، سواء لدى المؤسسات الأممية أو أصحاب المخابز، هو لتأهيل مزيد من المخابز وإعادة تشغيلها في المنطقتين الممكن العمل فيهما، وهما رفح ودير البلح، لتخفيف الأزمة ولو قليلا، خصوصا وأن جنوب قطاع غزة يحتضن الأعداد الكبيرة من النازحين".
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن 30% من المخابز خرجت عن الخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر جرّاء عمليات القصف والاجتياح الإسرائيلي.
دور المؤسسات الأممية
وأشار العجرمي إلى استمرار التنسيق مع المؤسسات الأممية، التي قال إنها تلقّت كشوفا بأسماء مخابز يدويّة في رفح لإعادة تأهيلها وتشغيلها خلال الفترة المقبلة، تضم نحو 28 مخبزا يدويا ونصف آلي.
كما أشار إلى أخذ موافقات أمنيّة إسرائيلية لتشغيل المزيد من المخابز في مخيّم النصيرات وسط القطاع، مع استعداد برنامج الأغذية العالمي لتوفير الاحتياجات ومعالجة المشكلات خلال الأيام القادمة، فضلا عن مخابز أخرى في رفح.
وذكر أن جميع المخابز أغلقت أبوابها لمدة 50 يوما خلال الحرب بسبب نفاد مدخلات الإنتاج من طحين ووقود وغيرهما، قبل استئناف عمل بعضها في الأونة الأخيرة.
وحذّر رئيس جمعية المخابز من إمكانية توقّف هذه المخابز التي عملت في الآونة الأخيرة من جديد، حال عدم توفّر أي من مدخلات الإنتاج أو تراجع كميّات إدخالها إلى القطاع من الخارج.
واستبعد العجرمي إعادة عمل المخابز في مدينة غزة وشمال القطاع خلال المرحلة الحالية، على الرغم من تركّز المخابز الآلية بشكل كامل في المدينة، إضافة إلى توقف كل المخابز في خان يونس، كون جميع سكّانها في حالة نزوح وتخضع لاجتياح إسرائيلي.
وأشار إلى ان العمل سيُستأنف بشكل أساسي في رفح ودير البلح إذا لم تحدُث أي تطورات جديدة من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال "رفضت إسرائيل عمل المخابز في غزة والشمال، على الرغم من وجود مساع دولية حثيثة لعودتها للإنتاج، وهي المساعي التي تتواصل من أجل الوصول إلى إنجاحها بشكل أو بآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات الميدانية الكثيرة".
وأردف قائلا "المؤسسات الدولية أُبلغت بأنها يُمكن أن تُدخل بعض احتياجات إنتاج الخبز، خصوصا الدقيق، إلى نقاط محددة في مدينة غزة، ولكن لا ضمان لوصولها إلى المخابز، فضلا عن غياب ضمانات سلامة العاملين وغيرها من الاحتياجات التي تحول ظروف غزة والشمال دون إنجازها".
وأشار إلى أن وفدا أمميا زار غزة وشمالها، وكان ملف تشغيل المخابز على أجندة جولته، قائلا إنه كان هناك إبداء للاستعداد لإمكانية تسليم مدخلات الإنتاج عند مدخل مدينة غزة؛ لكنه قال إن نقل هذه الإمدادات إلى وسط المدينة غير ممكن في ظل المخاطر المتعلّقة بالجيش الإسرائيلي وغياب الحماية الأمنية الفلسطينية.