ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - كشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتنفيذ ما وصفته بالمشروع الهندسي الضخم الذي يتضمن بناء طريق بطول 8 كيلو متر يشق قطاع غزة من منتصفه، ويفصل شماله عن جنوبه، وهو ما يثير القلق في العالم، على حد قولها.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جاكوب ناجل، إن «الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وبقية القطاع. من غير المرجح أن يجري بناء أي جدار مجاور للطريق، لكن من الممكن إنشاء نقاط عبور بين الشمال والجنوب ستجري حراستها».

ووصفت الصحيفة الأميركية الطريق الذي يقوم جيش الاحتلال بتشييده عبر قطاع غزة بأنه "واحد من الجهود الهندسية التي تقوم بها إسرائيل لتغيير الجغرافيا في القطاع وتمكين الجيش من حرية الحركة والسيطرة على المنطقة".

وأثارت العديد من المصادر بالفعل مخاوف من أن إسرائيل تقوم بفرض حقائق لا رجعة فيها في أراضي قطاع غزة.

وبحسب العديد من التقارير يأتي بناء الطريق كجزء من خطة أكبر للاحتلال تتضمن إنشاء "منطقة عازلة": منطقة خالية من السكان تهدف إلى تشكيل الواقع الأمني الجديد بعد الحرب-.

فالمنطقة العازلة -بحسب وول ستريت جورنال- ستكون بعمق كيلومتر داخل قطاع غزة، علما بأن الطريق الذي شقته إسرائيل يشكل حزاما عسكريا يمنع عودة نحو مليون فلسطيني إلى منازلهم.

وبحسب المسؤولين العسكريين الذين استندت إليهم الصحيفة، فإن المهندسين العسكريين الإسرائيليين يخططون لتدمير منازل ومبان على طول الطريق في غزة.

-معارضة أميركية-

ووفقًا للصحيفة، حذر المسؤولون الأمريكيون الكبار إسرائيل مرارًا وتكرارًا من تغيير حدود غزة أو تقسيمها، وأعربوا بالفعل عن معارضتهم لإنشاء المنطقة العازلة.

وتظهر الصور الجديدة التي تم توفيرها للصحيفة من قبل شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية، أن الطريق - الذي تم الكشف عن بعض أجزائه مؤخرًا في القناة 14 الإسرائيلية- كطريق ترابي واسع، يتعرج عبر القطاع من الجنوب إلى مدينة غزة عبر مناطق نسبيًا قليلة السكان، مع وضع سواتر ترابية على جانبي الطريق.

ونقلت وول ستريت عن الباحث الإسرائيلي أور فيالكوف، قوله إن "ما يجري يتعلق بعقبة كبيرة تقسم في الواقع قطاع غزة إلى قسمين، فإسرائيل تبني سهمًا بين مدينة غزة وبقية أجزاء القطاع التي تقع جنوبًا".

وأضاف: "لذا يمكنك القول 'مرحبًا بك في الواقع حيث هناك قسمين منفصلين بدلاً من قطاع غزة: شمال القطاع وجنوب القطاع'.

 

ووفقًا لفيالكوف، فقد تقرر إسرائيل في المستقبل بناء مجمعات مماثلة أخرى في قطاع غزة، كجزء من تشكيل سياسة اليوم التالي للحرب. 

وزعم أنه يتوجب على إسرائيل أن تبني حاجزًا مماثلاً أيضًا جنوبًا إلى خان يونس بحيث إذا هربت حماس مرة أخرى وسائل قتالية عبر رفح، لن تتمكن من نشرها في كافة أنحاء القطاع وستبقى فقط في رفح، وبالتالي لن تتمكن حماس في القطاع من التسلح كما فعلت في العقود الأخيرة، على حد قوله.