النجاح الإخباري -  بينما ينشغل النازحون الفلسطينيون في مراكز الايواء بتوفير احتياجاتهم اليومية، تهتم الشابة منة الله حمودة برسم لوحات فنية تعبر فيها عن واقعها الأليم وحياتها التي تغيرت بشكل كامل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي مع بداية الحرب على قطاع غزة. 

وتجمع الشابة التي تعيش مع عائلتها في خيمة بمركز إيواء في دير البلح بجنوب قطاع غزة ما تيسر من طبشور وفحم تحصل عليه من مواقد النازحين قبل أن تحول الجدران المتصدعة بفعل القصف المستمر إلى لوحة تصرخ ألما. 

وتتحدث منة الله عن حياتها قبل الحرب عندما كانت تمارس هوايتها بشكل طبيعي في مرسمها بشمال مدينة غزة قبل أن تتغير الأمور تماما منذ ما يزيد على أربعة أشهر.

وقالت بحسرة "كنت ما قبل الحرب كنت أمارس هوايتي بشكل طبيعي جدا، كان لدي مرسم ومركز تدريب، كنت اعمل مدربة رسم وأعمل مع مؤسسات تنشيط أطفال. كما أحمل شهادة صم وبكم".

وأضافت "في الوقت الحالي لست قادرة على ممارسة هوايتي بشكل طبيعي لأننا نزحنا ما يقارب الخمس مرات، وفي كل مرة كنا نتعرض للقصف وإطلاق النار. كنا نشاهد الإبادات الجماعية وفي المرات الخمس نجونا بأعجوبة".

وفقدت الشابة الفلسطينية قدرتها على رسم الفرح والألوان، فالأحداث الحالية أخذت منها الكثير وسجنتها في دوامة من العنف والحزن وسط الحرب ورحلة النزوح الأليمة.

وقالت "كنت قبل الحرب أرسم أشياء مبهجة، مناظر طبيعية، أطفال، براءة أطفال، أشياء عن السلام، كل شخص كان يشاهد رسوماتي كان يفرح على هواها. في الوقت الحالي عندما حاولت الرسم عجزت عن رسم المناظر عينها التي كنت أرسم".

وأضافت "كل الذي تمكنت من رسمه مناظر الدماء والقتل وناس مرمية في الشوارع ناس تصرخ من الألم وناس ميتة، طفل يحضن أخته تحت الردم وناس تحت الردم هذا ما تمكنت من إخراجه من المشاعر كبت بداخلي والمناظر التي نشاهدها في الحرب".

وتغيرت أحلام منة الله بعد كل هذه الأهوال، ليصبح كل ما تفكر فيه وترغب به حاليا أن تنتهي الحرب وأن تعود إلى منزلها الذي لا تدري إذا كان لا يزال صامدا أم لا وسط قصف متواصل لا يتوقف.

وقالت "أتمنى أن أعود إلى حياتي ما قبل الحرب عندما كنت أمارس هوايتي بشكل طبيعي ومريح جدا، منة ما قبل الحرب كان لديها أحلام كبيرة ".

وأضافت "كانت ترغب بأن تطور مرسمها والمركز التدريبي وأن تكون فنانة تشكيلية معروفة تشارك في معارض دولية. هذا ما كنت أرغب به. في الوقت الحالي حلمي الوحيد هو أن أعود إلى بيتي وأن تنتهي هذه الحرب".