شبكة النجاح الإعلامية - لمى العايدي - النجاح الإخباري -
الطلبة والأهالي في فلسطين يعبرون عن استيائهم من تأخير تسليم الكتب المدرسية للعام الدراسي الجديد 2023/2024.
مدير تربية نابلس يقول إن الوزارة تحرص على توفير الكتب في أقرب وقت ممكن، ويبرر التأخير بعدم جاهزية المطابع ونقص في المخزون.
الناشط رشيد اللفتاوي ينتقد سياسات وزارة التربية والتعليم، ويطالب بتوفير كتب جديدة وجودة تعليمية عالية للطلبة.
أثار تأخير تسليم الكتب المدرسية للطلبة في فلسطين جدلاً واسعًا بين الطلبة والأهالي والمجتمع المدني، الذين اعتبروا هذا التأخير يعكس اهمالًا وفشلاً في إدارة قطاع التعليم من قبل وزارة التربية والتعليم. فقد أكد العديد من الطلبة والأهالي أنهم لم يستلموا كتبهم المدرسية حتى الآن، رغم مرور أكثر من عشرة أيام على بدء العام الدراسي الجديد 2023/2024. وأضافوا أن بعض المدارس قامت بتوزيع كتب قديمة ومستعملة على الطلبة، ما يؤثر سلبًا على جودة التعليم وحقوق الطلبة في التعلم.
في هذا السياق، تحدثنا مع مدير تربية نابلس أ. احمد صوالحه عن تأخير تسليم الكتب المدرسية للطلبة، وقال: "إن الوزارة تحرص أن تكون جميع الكتب متوفرة بداية العام الدراسي، وأنها تعمل بجهد كبير لحل هذه المشكلة".
وأشار إلى أن هناك تأخير في المطابع، التي لم تستطع طباعة جميع الكتب في الوقت المحدد، وأن هذا التأخير ليس مقصورًا على مديرية نابلس فقط، بل يشمل المديريات كافة في فلسطين. وأضاف أن هناك حوالي 25 عنوانًا لم تصل إلى مخازن المديرية حتى الآن، وأنه يتوقع وصولها مع نهاية الشهر الجاري.
وبخصوص تسليم بعض المدارس كتب قديمة ومستعملة للطلبة، قال أ. احمد: "إن هذا النظام ليس موضوعًا جديدًا، وإنما هو موجود في آلية عمل التربية والتعليم باستثناء بعض المراحل الأساسية، وأن هذه الكتب تكون نظيفة وصالحة للاستخدام". وأوضح أن هذه المبادرة جاءت من بعض المدارس لاستكمال العملية التعليمية وسد العجز الموجود، حتى يتمكنوا من توزيع الكتب الجديدة على الطلبة فور وصولها.
وبهذا الخصوص تحدث الناشط الاجتماعي رشيد اللفداوي حول سياسات وزارة التربية والتعليم، وقاللـ "النجاح": "إن وزارة التربية عندما أعلنت عن استعدادها للعام الدراسي وهي لم تقم بتوفير الكتب المدرسية، فهذا يعني أنها تسخر من الشعب وتهين حقوق الطلاب في التعلم". وأضاف: "إن تسليم الكتب القديمة للطلاب أمر مرفوض، ويجب أن نسعى لتطوير التعليم وأن نوفر كتب جديدة وجودة تعليمية عالية للطلاب".
وأوضح اللفداوي أنَّ هذه المشكلة تستدعي تحركًا عاجلاً من قبل المجتمع المدني والأهالي للضغط على الحكومة لإيجاد حل سريع وجذري.
ورغم أهمية التعليم في فلسطين إلا أن هناك الكثير من التحديات والمعيقات بدءًا من الفاقد التعليمي الذي خلفته جائحة كورونا لمدة سنتين كاملتين، تلاها إضراب المعلمين الذي تخلل العام الدراسي الماضي، والذي لا زال يهدد مسيرة العملية التعليمية لهذا العام، وعليه فإنّ مستوى التحصيل الأكاديمي للطلبة في مختلف المراحل التعليمية تراجع بشكل ملحوظ، وأن نسبة النجاح في الامتحانات النهائية انخفضت بشكل كبير، مقارنة بالأعوام السابقة. وأوضحت الدراسات أن هذا الانخفاض يعود إلى عدة عوامل، منها:
- عدم توفر البنية التحتية والموارد اللازمة لتطبيق التعلم عن بُعد، مثل الإنترنت والأجهزة الذكية والبرامج التعليمية.
- عدم تأهيل المعلمين والطلبة والأهالي للتعامل مع طرق التعلم الجديدة، وعدم توفر الدعم والإرشاد لهم.
- عدم تحديث المناهج والمقررات التعليمية لتتناسب مع طبيعة التعلم عن بُعد، وتخفيف الضغط على الطلبة.
- عدم توفر بيئة مناسبة للتعلم في المنازل، بسبب الضجيج والازدحام والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.
وحذرت الدراسات من أن هذا الفاقد التعليمي سيؤثر سلبًا على مستقبل الطلبة والمجتمع، وسيزيد من معدلات التسرب والهدر المدرسي، وسيقلل من فرص الطلبة في الحصول على فرص عمل أو تعليم عالٍ. وأوصت الدراسات بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح نظام التعليم في فلسطين، وتقديم المساعدات والموارد لتحسين جودة التعليم، وتقوية قدرات المعلمين والطلبة والأهالي، وإشراك جميع الشركاء في صناعة القرار التعليمي.
يشار إلى أنَّ حراك المعلمين الموحد أطلق دعوة لإضراب تحذيري جزئي لثلاثة أيام في بداية شهر سبتمبر 2023، للمطالبة بالرواتب الكاملة وإنشاء جسم نقابي، في حين بررت الحكومة الفلسطينية التأخير في صرف الرواتب بالأزمة المالية، وتنفي أن تكون التنقلات بين المعلمين عقوبة على مشاركتهم في الإضراب.
ووجه الأهالي والنشطاء دعوة إلى جميع الأطراف المسؤولة أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تبذل الجهود كافة لإصلاح نظام التعليم في فلسطين، وأن تضع مصلحة الطالب فوق كل اعتبار.