نابلس - تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - مع اقتراب العام الدراسي الجديد في 20 من شهر أغسطس الجاري، تنشط الحركة التجارية في الأسواق بشكل عام لاستقبال العام الدراسي بكسوة الطلبة من زي مدرسي وحقائب وقرطاسية، إلا أن هذه الحركة تتأثر بالعوامل الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الضفة الغربية.
وتعد مدينة نابلس في فلسطين واحدة من المناطق ذات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، حيث تعتبر مركزًا تعليميًا وتجاريًا مهمًا. وفي ظل الوضع السياسي والاقتصادي المعقد الذي تعيشه فلسطين بشكل عام، يجد السكان وأصحاب الأعمال في نابلس أنفسهم أمام تحديات تتطلب التكيف والابتكار. فتأثير القيود الاقتصادية والحركة المحدودة على التجارة والتبادل يمثل تحديًا رئيسيًا، عدا عن أن التذبذب وعدم الاستقرار في الوضع السياسي للمدينة يؤثر بشكل واضح على الإمكانيات التجارية والاستثمارية في المدينة.
أستاذ الاقتصاد في قسم الاقتصاد بجامعة النجاح الوطنية د. سامح العطوط، أوضح في حديث لـ "النجاح الاخباري"، أن واقع التجار في نابلس وفلسطين يشهد ركوداً لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الدولار مقابل الشيكل الذي يعد سببا رئيسيا في تضخم الأسعار، وهو ما ألقى بضلاله على قدرة الناس على الانفاق الاستهلاكي، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الفوائد من البنوك وخاصة القروض في عملة الدينار والدولار، ما سبب ركود وتآكل في الاستهلاك الفردي وعمل على ركود الحركة الاقتصادية، إلى جانب الأسباب السياسية والأمنية، ولا يمكن الإغفال عن أن هذا الصيف هو الأقل من ناحية عودة المغتربين من الخارج بسبب المشاكل السياسية والتي أثرت بشكل واضح أيضا على الحركة الشرائية."
ويعتبر موسم المدارس بالنسبة للتجار فرصة ذهبية، لتعويض ما فاتهم من أيام ركود، ورغم تراجع الحركة الشرائية إلا أن المواطن لا يمكنه الا ان يحرص على كسوة أبنائه الطلبة لاستقبال العام الدراسي الجديد، وإلى جانب حركة الأسواق فهناك نشاط تجاري يعتمد على التسوق الالكتروني، وهو ما يخفف الجهد على الأهالي ويخفف الاكتظاظ في الأسواق.
يقول أحد المواطنين معلقا عبر تطبيق الفيس بوك "في عالم الأون لاين ما في مستحيل نفس الشنط ونفس الأغراض الأخرى بسعر أقل ب 60 %وفعليا هذا سعرهم الحقيقي فليش ندفع أكتر؟"
أما شفيق بعارة صاحب مكتبة الاتحاد والتي تعد من كبرى المكتبات في مدينة نابلس فيقول لـ "النجاح الاخباري" أن هناك حركة نشطة نوعا ما في السوق النابلسي ، إلا أن هناك مشكلتين حقيقتين تواجهنا: أولها هو تخوف الناس من الاضرابات التي يتحدث عنها اتحاد المعلمين وبالتالي عزوف الأهالي عن الشراء، والثانية هي الانفلات وعدم ضبط السوق، موضحاً أن بعض التجار الكبار يستغلون كل "موسم بموسمه" فعلى سبيل المثال في موسم السجاد يعمل أصحاب المولات التجارية على شراء السجاد بكميات كبيرة وبيعها بسعر زهيد وفي موسم المدارس كذلك الأمر يشترون كميات كبيرة من مواد القرطاسية ويبيعونها بأسعار زهيدة وأقل من سعرها في الصين، ما يؤثر على التجار أصحاب المحال التجارية الصغيرة.
ويرى بعارة في عدم ضبط وزارة الاقتصاد لهؤلاء التجار فرصة لخروج التجار الصغار من السوق خلال سنتين على الأكثر.
وعن دور وزارة الاقتصاد في هذا الخصوص، يعلق بشار الصيفي مدير مكتب وزارة الاقتصاد الوطني في نابلس في حديث لـ "النجاح" قائلا: "إن طوقمنا عملت مؤخرا على حصر مصادر بيع القرطاسية وأن ما يهمنا في هذا الموضوع أن يوفر السوق أصناف لطلبتنا الأعزاء تلبي احتياجاتهم من ناحية الكمية والجودة، حيث أن الكثير من أنواع القرطاسية من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على صحتهم فنشترط ان تكون المواد الموجودة في الأسواق مطابقة للشروط الفنية والمقاييس، ونناشد المواطنين بضرورة التوجه لدعم المنتج الوطني حيث هناك الكثير من المصانع التي تنتج السلعة ذات الجودة العالية .
المواطن حسام السفاريني يقول "ليس دفاعا عن التجار ولكن في صلب مبادئ التجارة الحرة ما يهم المستهلك هو الحصول على السلعة بأقل ثمن ممكن وليس التعاطف مع البائع، صاحب المكتبة الذي يخاف على مكتبته من المنافسة عليه أن يبحث عن سبيل لتنمية قدراته التنافسية بدلا من استجداء تعاطف الزبائن أو اللجوء إلى السلطات لحمايته من تاجر له القدرة عن بيع نفس السلعة بسعر أقل ".
وبالرغم من كافة التحديات الا العديد من المحال التجارية في نابلس تحاول الاستفادة من حماسة العودة إلى المدارس والجامعات. يقول أحد أصحاب المحال القريبة من جامعة النجاح: "إن الفترة الماضية شهدت تراجعًا في الحركة التجارية بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها مدينة نابلس من اغلاقات واضرابات، ولكننا نرى أن العودة المتوقعة للطلاب إلى المدارس تشكل فرصة لزيادة المبيعات، خصوصًا فيما يتعلق بالملابس والمستلزمات الدراسية."
يشار الى أن الأحد الموافق 20 اب / أغسطس 2023 سيشهد عودة قرابة المليون و300 الف طالب وطالبة في مدارس الضفة الغربية وقطاع غزة .
.