النجاح الإخباري - - في غرفة المستشفى الباردة، يتقاسمان الألم والصمت..
حازم ناصر الصحفي الشاب الذي أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في بطنه خلال تغطيته المواجهات في جنين الاثنين الماضي، وأحمد موقدي الذي أصيب في اليوم التالي في بطنه كذلك برصاص طائش مجهول المصدر بمدينة نابلس في الضفة الغربية.
تتشابه التفاصيل بين الاثنين.. فهما يعملان في ذات المكان في مركز إعلام جامعة النجاح في نابلس، يتلقيان العلاج في ذات الغرفة، يتشابهان في موقع الإصابة بالبطن، ويختلف مصدر الرصاصات.
يحاول ناصر أن يتحدث ليروي جزءا مما جرى، يُمسك بيد زميله الذي خرج للتو من غرفة العمليات ويقول "اعتدنا أن يستهدف الجيش الإسرائيلي الصحفيين. رصاصتي معروفة من أين أتت، لكن ما يقلقنا أكثر هو الرصاص الطائش مجهول المصدر الذي أصاب زميلي".
خلال وجودهما في نفس الغرفة بمستشفى النجاح الوطني في نابلس، يتبادل الزميلان النظرات والابتسامات والقليل من الكلمات. يرويان لبعضهما قصصهما وآمالهما وأحلامهما، ويتحدثان باقتضاب عن ذكريات العمل.
يتحدث ناصر عن لحظة إصابته وكيف أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بشكل مباشر باتجاه مجموعة من الصحفيين يضعون على رؤوسهم الخوذات وعلى صدورهم الدروع الواقية، بما يدل على مهنتهم.
يقول "كان الاحتلال يتعمد قتلنا، للحظة وأنا أركض نحو الإسعاف بعد الإصابة عادت لي ذكريات استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في مكان قريب من المكان الذي كنت واقفا فيه".
يُخبر موقدي زميله أنه رأي حلما في منامه كان فيه الاثنان في محنة.
ويسأله ناصر كيف حدثت إصابته، يلملم موقدي كلماته ويجيب "لا أعلم. ربما كان قدري، ربما كان خطأ، المهم أن تكون هذه آخر رصاصة عشوائية تصيب فلسطينيا".
* انتهاكات بحق الصحفيين
وثّقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين 902 انتهاك بحق الصحفيين من قبل الجيش الإسرائيلي خلال عام 2022.
وتشير الإحصائيات إلى مقتل صحفيين اثنين وإصابة 52 آخرين بالرصاص، واعتقال 40 صحفيا، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الانتهاكات.
وحول حادثة إصابة موقدي، قال العميد لؤي ارزيقات الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي إن القضية قيد المتابعة، ولا يمكن للشرطة أن تتجاهل حادثة مثل هذه.
وأوضح أن هناك انتشارا لسلاح غير مرخص "يستخدمه بعض المستهترين الذين لا يمتثلون للقوانين والأنظمة".
وطالبت عائلة موقدي بمراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في محيط المنطقة التي أصيب بها.
وقالت زوجته أنوار نصر لوكالة أنباء العالم العربي "كدت أن أفقد زوجي، ولا بد من وقفة حقيقية تكشف عن تفاصيل هذا العبث بحياة الناس".
ونوّهت إلى أن كافة تفاصيل الحادث لا تزال مجهولة حتى الآن.
قبل إصابته، كان موقدي يمكث مع زميله ناصر في المستشفى ويصر على البقاء معه حتى يتماثل للشفاء. في لحظة تحولت الأمور إلى مسار آخر، وأصبح الاثنان جريحين يعالَجان في ذات المكان.