منال الزعبي - النجاح الإخباري - في مشهد مؤثر ومحزن، كان الصحفي أحمد موقدي  ابن مركز إعلام النجاح يقوم بزيارة تضامنية وإنسانية لزميله الصحفي حازم ناصر، الذي يرقد في مستشفى النجاح بعد أن أصابته رصاصة الغدر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيته لأحداث جنين الإثنين الماضي، وكان أحمد يحمل كاميرته لتوثيق حالة حازم ونقل رسالته للعالم، عندما اخترقت جسده رصاصة طائشة من مصدر مجهول، مما ألقاه في غرفة العناية المكثفة، حيث يشارك صديقه وزميله حازم معاناته وآلامه.”

حادثة صادمة تحيل النظر إلى ضرورة حسم أمر إطلاق الرصاص الطائش الذي تسبب في خمس حالات قتل وقعت منذ بداية هذا العام والكثير من الإصابات ليس آخرها إصابة الزميل في مركز إعلام النجاح أحمد موقدي في رصاص طائش مجهول المصدر أثناء تأديته عمله كمصور أمام مستشفى النجاح الوطني الجامعي، في ظاهرة خطيرة تهدد أمن وحياة المواطنين.

ظاهرة باتت منتشرة مؤخّرًا ومتعددة الأسباب في مختلف المناسبات والأحداث، سواء كانت احتفالية أو حزينة أو سياسية نتيجة فوضى السلاح وضعف الرادع القانوني والأمني.

كيف حصلت القصة .. زوجة موقدي تروي:

وعبّرت زوجة الصحفي أحمد موقدي، أنوار نصر، عن حزنها وغضبها من إصابة زوجها برصاصة طائشة أمام مستشفى النجاح في نابلس، أثناء تأديته واجبه الإنساني والوطني.

وقالت نصر لـ"النجاح" إنها تلقت الخبر فجأة، وعندما نزلت إلى المستشفى وجدت زوجها يستعد للخضوع لعملية جراحية؛ لأن الرصاصة اخترقت مكانًا حساسًا عند القلب ونزلت إلى الرئتين. وأضافت أن عائلته طالبت بمشاهدة كاميرات المراقبة لمعرفة مصدر الرصاصة، ولكن لم تتضح الملابسات حتى الآن.

وأشارت نصر إلى أن زوجها يرقد في العناية المشددة، وأن حالته مستقرة نسبيًا، وأن الرصاصة متمركزة خلف البنكرياس. وطالبت بسرعة التحقيق في هذه الحادثة، ومعاقبة المسؤولين عنها معربة عن استيائها من ظاهرة إطلاق الرصاص الطائش، قائلة: “حسبي الله ونعم الوكيل في اللي بطخو عشوائي وما بحسبو حساب حياة الناس وما بتهمهم حياتهم”. ودعت إلى وضع حد لهذه الظاهرة، التي تودي بأرواح أبرياء.

موقف الأجهزة الأمنية 

مدينة نابلس شهدت في الآونة الأخيرة عدة حوادث مأساوية نتج عنها سقوط قتلى وجرحى من المدنيين جراء إطلاق الرصاص الطائش، حيث شهدت وقوع 3 حالات قتل إثر العبث بالسلاح والرصاص الطائش.

الأجهزة الأمنية الفلسطينية تسعى بكل جهدها لردع هذه الظاهرة ووقف إطلاق الرصاص العشوائي الذي لا يخدم سوى الاحتلال، حيث حذر الناطق باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات من ظاهرة الرصاص الطائش والعبث بالسلاح في مدينة نابلس، التي تسببت في سقوط قتلى وجرحى من المواطنين في مختلف المناسبات.

وقال ارزيقات لـ"النجاح" نأسف لما وقع للصحفي أحمد موقدي، الشرطة والأجهزة الأمنية تتابع عن كثب هذه القضية، حتى تتضح ملابساتها الغامضة حتى الآن، لافتًا إلى أنَّ الأجهزة الأمنية لا تتهاون مع المخالفين.

وأكّد ارزيقات أن هذه الظاهرة تنتج عن اقتناء السلاح بشكل عشوائي وغير مرخص من قبل بعض المستهترين، الذين لا يجيدون استخدامه ولا يمتثلون للقوانين والأنظمة.

وأوضح أن نابلس شهدت منذ بداية العام ثلاث حالات قتل وكانت الأعلى بين المحافظات بسبب العبث بالسلاح وإطلاق الرصاص الطائش.

وطالب ارزيقات المواطنين بالابتعاد عن هذه الظاهرة الخطيرة، التي تهدد حياتهم وأمنهم، والتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي حالة إطلاق نار غير قانونية. كما دعا إلى تعزيز دور المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية في نشر ثقافة احترام الأرواح والممتلكات والأمن العام.

عائلة مركز الإعلام تقف مع  ابنيها

مركز إعلام النجاح بإدارته وموظفيه استنكروا بشدة ما حصل مع زملائهم موقدي وحازم، موجهين رسائل صارمة من واقع العمل الصحفي بضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية وعدم الاستهتار بأرواح الناس ووقف إطلاق الرصاص الطائش، ومطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحفيين من رصاص الاحتلال الذي يستهدفهم ويمنعهم من تأدية واجبهم الصحفي.

ودعا مركز الإعلام الصحفيين والمؤسسات الوطنية والمدنية إلى وقفة تضامنية غدًا الخميس أمام مستشفى النجاح، لنقل موقفهم ورسالتهم للعالم أجمع، وقد كان لنقابة الصحفيين موقفًا مشرّفًا بالتضامن مع زميليهم المصابين، والمسارعة إلى زيارتهما في المستشفى، للاطمئنان عنهما، والتنديد بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين.

دعوات لوقف ظاهرة إطلاق الرصاص الطائش

ودعا مسؤولون وفصائل فلسطينية إلى وقف ظاهرة إطلاق الرصاص الطائش مهما كانت أسبابها ودواعيها، مؤكدين أن هذه الظاهرة تشكل خطرا على حياة وأمن المواطنين، وتسيء إلى نضالهم وكفاحهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر أبو جيش لـ"النجاح" إنه من المؤسف أن يصاب مواطن بريء يؤدي عمله برصاصة طائشة كادت أن تنهي حياته، وهو ما حصل مع الصحفي أحمد موقدي، لافتًا إلى أن  إطلاق الرصاص يتم عادة من قبل مستهترين لا يجيدون استخدام السلاح، ولا يمتثلون للقوانين والأنظمة، مضيفاً أن هذه الظاهرة لا تخدم الشعب الفلسطيني ولا تخدم القضية الفلسطينية، وأنه يجب أن تكون فوهة هذه البنادق موجهة إلى زعرنة وبلطجة المستوطنين وليس في الهواء.

وشدد أبو جيش أنَّ جميع المؤسسات الأمنية والمدنية والفصائلية في البلد يكثفون الجهود والحملات والمبادرات التوعوية التي تحارب مثل هذه الفوضى والفلتان والقتل العبثي.

وطالب المواطنين بالابتعاد عن هذه الظاهرة الخطيرة، التي تهدد حياتهم وأمنهم، والتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي حالة إطلاق نار غير قانونية.

يشار إلى أنَّ الزميلين أحمد موقدي وحازم الناصر يرقدان الآن على أسرّة الشفاء في مستشفى النجاح الوطني الجامعي ويتلقيان كامل العناية والرعاية اللازمة، وهما صديقان في العمل والحياة، جمعتهما الكثير من الظروف والمواقف وحتى الرصاص.