غزة - خاص - النجاح الإخباري - أعلن الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، عن البدء بعملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "الدرع والسهم" بدأها بموجة اغتيالات لقيادات عسكرية كبيرة في حركة الجهاد الإسلامي، استهدفت ثلاث شخصيات من الصف الأول في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
واستشهد 12 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وأصيب 20 على الأقل بجروح بينهم حرجة وخطيرة، فجر اليوم الثلاثاء، في سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
محللون سياسيون يرون أن رد المقاومة على جريمة اغتيال القادة الثلاثة سيكون مدروساً وكبيراً يرتقى بحجم الجريمة، مشيرين إلى أنه سيكون مرهون بمدى رؤية الفصائل والغرفة المشتركة.
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" أن السياسة الإسرائيلية أصبحت تخضع في الفترة الأخيرة لابن غفير الذي دعا لضرب المقاومة في غزة، مشددين على أن عملية الاغتيال تنذر بتصعيد كبير قادم ليس فقط في غزة وإنما في الضفة الغربية.
ويرى المحلل السياسي حسن عبدو أن الفرضية الأكثر احتمالاً أن يكون رد المقاومة مدروس وقوياً بحجم الجريمة نظراً لضرورة هذا الرد؛ لأن تمرير هذه الجريمة يعني عودة إلى ما قبل عام 2012، عندما كان الاحتلال يقوم بالاغتيال في أي وقت يريد وفي أي مكان وتحت أي ذريعة.
وقال عبدو لـ"النجاح الاخباري": إن " المقاومة دفعت ثمناً كبيراً حتى استطاعت أن تقيّد جيش الاحتلال الإسرائيلي وتمنعهم من الاغتيالات مقابل الهدوء، وعودة الاغتيالات يعني إنهاء هذا التوازن القائم الذي أُبرم بوساطة إقليمية (الهدوء مقابل الهدوء)".
رد قوي ومؤثر
وأضاف أن "رد المقاومة متوقع أن يكون كبيراً ومؤثراً، ويحرم اليمين العنصري من أي مكاسب سواء على صعيد الداخل الإسرائيلي من خلال استطلاعات الرأي، أو على صعيد تماسك الائتلاف ووحدته"، متوقعاً أن يكون الرد غير تقليدي لأن الجريمة كبيرة وغير عادية.
وأوضح أن الرد لن يكون كما هو متوقع من قبل الاحتلال "إطلاق مجموعة من الصواريخ، ومن ثم يتدخل الوسطاء الإقليميون ومن ثم نعود إلى مربع التهدئة"، لافتاً إلى أن هذا السيناريو الممل غير وارد حسب تقديره في هذه المواجهة التي جاءت نتيجة الجريمة الإسرائيلية التي ارتكبت فجر اليوم، وفق رأيه.
وكان وزير جيش الاحتلال "يوآف جالانت" أعلن عن تطبيق حالة خاصة في المناطق التي تبعد حتى 40 كم من قطاع غزة، حيث تم حظر التجمعات في تلك المناطق من اليوم وحتى مساء غد الأربعاء.
جريمة غدر ومباغتة
في ذات السياق، وصف المحلل السياسي شرحبيل الغريب جريمة الاغتيال بـ"جريمة الغدر والمباغتة"، منوهاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أراد أن يكسر معادلات فرضتها المقاومة الفلسطينية في مشهد الصراع معه.
وبيّن في حديث خاص لـ"النجاح الاخباري" أن اغتيال ثلاثة من القيادات طالت عائلاتهم جريمة كبيرة وبحاجة لرد قوي ومدروس، مردفاً: " أتوقع أن يكون هناك رد يرتقي لمستوى الجريمة، بعد تشييع جثامين الشهداء ظهر اليوم، وهذا مرهون بمدى رؤية الفصائل الفلسطينية لا سيما فصائل المقاومة والغرفة المشتركة في تحديد طبيعة الرد".
وتابع الغريب: "من يقرأ بيان الفصائل يدرك بأن هناك لغة تصعيدية كبيرة، الجهاد الإسلامي يقول ان الرد سيكون من النقطة التي انتهى بها التصعيد يوم استشهاد الأسير خضر عدنان، وهذا يعطي مؤشراً واضحاً بأن الرد سيتجاوز مناطق غلاف غزة، وهذا من شأنه أن يطيل أمد المواجهة".
وزاد القول: " هناك من يقول بأن هذه المواجهة سقفها يوم أو يومين، وإطلاق بعض الصواريخ على مناطق الغلاف وتنتهي، ولكن الرد سيكون أكبر من ذلك في تقديري"، منوهاً إلى أن توجه من حركة حماس في المشاركة بالرد على هذه الجريمة، وهذا واضح في كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
ورجّح المحلل غريب أن يكون سيناريو الرد من خلال غرفة العمليات المشتركة التي من المتوقع أن تقوم برد مدروس يرتقي لحجم الجريمة الإسرائيلية، التي راح ضحيتها أكثر من 12 شهيداً فلسطينياً.
ليست جديدة
من جهته، اعتبر المحلل السياسي إبراهيم أبراش جريمة الاغتيال فجر اليوم ليست بالجديدة ولا المباغتة، لأن الاحتلال قبل أيام أعلن وهدّد أنه سيقوم بعمليات اغتيال لقيادة المقاومة، مشيراً إلى أن هدف جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملية الاغتيال ضمان عدم إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وقال أبراش لـ"النجاح الاخباري": إن "الاحتلال أرد أن يعاقب حركة الجهاد الإسلامي في الفترة الأخيرة، ويلقنها درساً حسب رأيهم بأنهم لن يتساهلوا مع مطلقي الصواريخ من غزة، وفي نفس الوقت تعزيز حالة الانقسام الداخلي في قطاع غزة، وضرب مقولة وحدة الساحات وهذا جربوه في المواجهة الأخيرة التي كانت بين الجهاد وإسرائيل ولن تتحرك حماس".
وأضاف أن "الاحتلال يريد أن يخلق فتنة داخلية بين الجهاد الإسلامي وحماس، وهذا معناه تشتيت الساحات بدلاً من وحدة الساحات"، منوهاً في ذات الوقت إلى أن السياسة الإسرائيلية أصبحت تخضع في الفترة الأخيرة لابن غفير، الذي أكد على ضروروة ضرب غزة وقادة المقاومة بشدة"، وبالتالي نتنياهو أصبح أسيراً لسموتريتش من جانب وبن غفير من جانب ثاني، هذا ينذر بتصعيد قادم أكبر ليس فقط على غزة بل على الضفة الغربية.
وأشار أبراش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق أوضاعاً في قطاع غزة جعل من الصعب أن ترد حماس على مثل هذه الجريمة، خصوصاً في ظل سيطرتها على السلطة بغزة، موضحاً أنه ربط الوضع المعيشي واستقراره في غزة بالعمال الذين يعملون داخل إسرائيل وبالمنحة القطرية، بالإضافة إلى الضمانات المصرية.
وتابع: "حماس تخشى أن تفقد كل شيء حتى سلطتها في قطاع غزة إذا ما قامت بالمشاركة في الرد على جريمة الاغتيال"، مشيراً إلى أن هناك ضغوطاً كبيرة على حماس من خلال قطر ومصر، حتى أن الولايات المتحدة وأطراف أوروبية أخرى لا تريد تصعيد في غزة.
الجدير بالذكر أن خطوة العودة لسياسة الاغتيالات تعد إحدى الشروط التي وضعها بن غفير للعودة للتصويت صالح الحكومة.