نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - نجح المهندس شادي عطاطرة، في زراعة الفراولة في تربة من الفحم من خلال دورة بيولوجية يستخدم فيها نظام الزراعة المائية المعلقة (تقنية الأكوابونيك)، وتكرار مياه الري في تربية الأسماك وتنقيتها وإعادة ري المزروعات فيها. وهي سابقة في فلسطين.
المهندس الكهربائي شادي عطاطرة من يعبد في جنين، يقول للنجاح الإخباري إنه أنشأ مزرعة للفراولة باستخدام فتات الفحم ومعالجته، في بلدة مهددة بالمصادرة من قبل قوات الاحتلال، وهي بلدة كفيرت.
فكرة تقنية الزراعة المائية المعلقة ( الأكوابونيك)
بدأ المشروع بفكرة من صديقه د. هشام الحجاج، وهو من مصر الشقيقة، وهناك تواصل فيما بينهما بالأبحاث الزراعية، وهو من نصحه بالتوجه للزراعة بالفحم.
مبدأ عمل نظام الأكوابونيك، هو وجود خزان مائي كبير يحتوي على أسماك يقوم بتربيتها للاستفادة منها، كما يعتمد على المياه في ري المزروعات وتكرارها وعودة الزائد منها للبركة وهكذا، الأمر الذي يقلل من استهلاك المياه في منطقة تعاني من شح بالمياه، وتكلفة مياه البلدية المتوفرة عالية لأنها ليست مياه زراعية.
يحتوي خزان أو بركة الأسماك على أكثر من 20 ألف سمكة، أما مخلفات الأسماك، يقول عطاطرة، جعلنا للبكتيريا بيئة حاضنة مع خروج المياه من البركة ومرورها عبر الفحم المعالج، تعمل البكتيريا على معالجة الأمونيا الموجودة، حيث تتركز البكتيريا النافعة في الفحم مثل النايتروبكتير واللاكتوبسيلس، وهي بكتيريا تحول الأملاح لمواد نافعة، والأمونيا لنتريت والنتريت لنترات، والأحماض ومعادلتها. وهنا قمنا بتنشيط الفحم والزراعة عليه.
أول تجربة بالزراعة على الفحم " الصعوبات والتحديات"
حول الصعوبات والتحديات قال المهندس عطاطرة إنه في بداية المشروع واجهتنا بعض الصعوبات وهي تجميع الكميات المطلوبة من الفحم الناعم، وتجاوزنا هذه المرحلة وبفضل تقنية الاكوابونيك بإمكاننا إعادة استخدام الفحم للزراعة فيه لعشر سنوات أخرى على غرار الأتربة التقليدية مثل البتموس الذي يمتلئ بجذور الفراولة فيضطر المزارعون للتخلص منه.
ومن الصعوبات التي واجهتنا في بداية المشروع هي المخاطرة بحد ذاتها؛ لأنها كانت أول تجربة بالزراعة بالفحم من خلال الزراعة المائية المعلقة من ثم تم تحويل المشروع لتقنية الأكوابونيك من خلال بركة الأسماك.
كما أن منطقة كفيرت، من المناطق المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال، كما يمنع فيها التطوير الزراعي، لأنها تقع بين مستوطنتين، إضافة لصعوبة الحصول على المياه، ماجعلنا نتجه لنظام أكوابونيك.
ميزات الزراعة بالفحم
تقليل استهلاك الموارد من مياه وأسمدة.
جودة المنتج وحلاوة الفراولة ورائحتها الزكية وطعمها الواضح فاقع التوقعات مقابنة بالفراولة المنتجة بالأنظمة الزراعية التقليدية.
إمكانية إعادة استخدام الفحم في العام القادم ولسنوات قادمة كذلك، من غير استبدال التربة كما يتم الحال مع البتموس.
التوقعات بزيادة الإنتاج ومضاعفته بالسنوات القادمة، حيث إن الدونم ينتج حاليًّا من 7 - 10 طن من الفراولة، ولكن نتوقع مع نهاية الموسم مضاعفة الكمية.
يذكر أن المهندس شادي عطاطرة مهندس كهربائي وليس زراعي، ولكنه يهوى الزراعة ويهوى التجربة ومهتم بالجانب الزراعي وتطويره.. وتراه يتجول سعيدا بين حبات الفراولة التي نضجت وأثمرت ليمسكها بكل ثقة ويطعمها لزوار المزرعة واثقا بجدوتها وحلاوة طعمها، في نجاح رأينا صداه في عينيه يلمع.. فمشروع الفراولة المزروعة بالفحم لم يتجاوز عمرها أربعة شهور.