نابلس - خاص - النجاح الإخباري - دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الخامس، وسط تصعيد تصعيد غربي "أوروبي" تزداد حدته يوما بعد يوم في توسيع العقوبات الاقتصادية والسياسية ضد روسيا، وانضمام دول جديدة إلى فرض عقوبات على موسكو، كان آخرها سويسرا، فضلا عن الدعم الاوروبي العسكري لأوكرانيا، في الوقت التي بدأت فيه أولى جولات المفاوضات بين موسكو وكييف وانتهت جولتها الأولى بمناقشات النقاط التي طرحت خلال الجولة الأولى من المفاوضات، لكن المعارك على الأرض تشتد من حين لآخر.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عاشور، أن روسيا دولة قوية وزاد تأثيرها عالميا وخصوصا في الشرق الأوسط في السنوات العشر الأخيرة خصوصا مع فرض معادلتها في سوريا، وبالمقابل، أوكرانيا دولة لا تتحمل الهجوم العسكري الروسي، رغم أن المقاومة الأوكرانية شكلت صمودا خلال الخمسة أيام الأولى ووفق الإعلام الأوكراني تم دحر عدد من قواتها التي دخلت إلى العاصمة الاقتصادية "خاركوف".
وأوضح لـ"النجاح" أن الصمود الذي حققته القوات الأوكرانيا لن يدوم طويلا مقابل الآلة العسكرية والقدرات والتطوير العسكري النوعي لروسيا ولعب الأخيرة على عامل الوقت.
وأشار إلى أن العملية الروسية في أوكرنيا والاصطفاف ضد روسيا سيغير من خارطة العالم السياسية وسيفرض واقعا جديدا، موضحا أن هذا مبني على قدرة روسيا في بسط سيطرتها على أوكرانيا وخلق دولتين جديدتين،إضافة إلى إعادة احياء القارة العجوز من جديد وتطوير قدراتها العسكرية وتقوية حلفها العسكري.
ولفت إلى الدول الأوروبية ستبحث استيراد الغاز من دول أخرى غير روسيا الأمر الذي قد يدخلها في صراعات جديدة وخصوصا محاولات أميركا بتصدير الغاز الصخري لها المرفوض اوروبيا.
واختتم الوفدين الروسي والأوكراني بمدينة غوميل في بيلاروس.جولتهما الأولى من المفاوضات بالاتفاق على دراسة النقاط التي طرحت ف يالاجتماع، وأهمها وقف اطلاق النار والأعمال العدائية في أوكرانيا.
وفشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروع قرار حول أوكرانيا اقترحته الولايات المتحدة وألبانيا.
وجاء الفشل نتيجة استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن.
وأشار نص مشروع القرار إلى الأسف لغزو روسيا أوكرانيا الذي بدأ بعمليات عسكرية منذ صباح الخميس الماضي.
وصوت لصالح مشروع القرار،11 عضوا في مجلس الأمن، وامتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت على نص المشروع الذي صاغته الولايات المتحدة.
ورجح الكاتب والمحلل السياسي، حسام عرار أن تستمر روسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق شروطها ومطالبها بتغيير الحكومة وخلع الرئيس الأوكراني الحالي وتعيين بديلا موالي لروسيا لضمان استقرار أمنها الاستراتيجي.
وبين لـ"النجاح" أن روسيا اكتسبت خبرة كبيرة من خلال ادارتها لقوى التوازن العالمي خلال العقود والصراع في سوريا خلال العقد الأخير، ومحاولتها اعادة التمحور كقوة عظمى عسكريا في العالم، لاسيما وأن حليفتها الصين القطب الاقوى اقتصاديا، مما يجعلنا أمام تغير سياسي وعسكري في ميزان القوى إضافة إلى أنه قد نشهد تغيير جغرافي في دول الاتحاد السوفيتي سابقا.
ونبه إلى أن أوكرانيا تدار من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وبات القرار الأوكراني غير واضح، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني خرج في تسجيل مصور يطلب المفاوضات، وعندما وافقت روسيا تراجع، مما يدلل أن هناك وصايا خارجية، وبالتالي هي من ستأجج الصراع وستطيله.
وصباح يوم الخميس الماضي أعلنت روسيا بدء العملية العسكرية الروسية في دونباس الأوكرانية، وأجاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتن العملية العسكرية، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، وشدد على أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.