نابلس - النجاح الإخباري - أوضح الكاتب والمحلل السياسي من العاصمة الأوكرانية، كييف، د. علاء أبو عامر، مساء اليوم الأحد، أن ما يحدث في أوكرانيا هو تدخل روسي كبير في الشرق والجنوب الوسط، مشيرا إلى أن معارك طاحنة تدور في شرق وجنوب أوكرانيا وبالقرب من جزيرة القرم، بين الجيش الأوكراني وعناصر المقاومة والقوات الروسية، لأكنه أوضح أن المعارك لم تحسم حتى الآن.

وبين في مداخلة مع "النجاح" أن المعارك الأساسية تدور في الشرق والجنوب الاوكراني، وبالقرب من البحر الأسود، حيث تشهد المنطقة عمليات انزال للبحرية الروسية، نتيجة زج القوات الروسية بـ"50%" من عناصرها.

وذكر أن القوات الروسية حاولت الدخول إلى العاصمة الأوكرانية من جهة مطار "انطونس" وهو مطار عسكري ويبعد نحو 30 كيلومتر عن العاصمة الأوكرانية من جهة الشمال، لكن القوات الروسية لم تستطع حتى الآن تحقيق اختراق.

وأشار إلى أن القوات الروسية تقوم بعمليات انزال جوي للآليات والقوات المسلحة والدبابات وغيرها، لكن حتى الآن لم يحدث أي اختراق، مشيرا إلى أن العاصمة كييف تشكل صمودا اسطوريًا رغم سوء الأوضاع الاقتصادية والفساد الذي يخيم على هذه الدولة بشكل عام، إلا أن وحدة الحال بين المقاومة والشعب هي التي غيرت المعادلات.

وأضاف، أن كل ما يسمع من اطلاق نار خلال حظر التجوال في العاصمة الأوكرانية كييف، يكون تجاه العصابات التي تحاول استغلال الحرب، وفق بيانات الداخلية الأوكرانية.

ولفت إلى أن القوات الروسية دخلت إلى العاصمة الاقتصادية "خاركوف" واحتلت أحد الأحياء ورفعت العلم الروسي، مشيرا إلى أنه تم دحرها بعد يومين وتم تصفية القوات التي دخلت.

وأضاف، اليوم الأحد تحديدا تم دخول قوة روسية إلى وسط "خاركوف" وتم القضاء عليها، وأن ما تبقى انسحب باتجاه الحدود مع روسيا.

وتابع، حتى اللحظة يؤكد أن العملية الروسية في أوكرانيا فشلت فشلا ذريعا بالاضافة إلى الفشل السياسي الذي قلب العالم على روسيا وتحول إلى نصر للغرب الذي لم يقدم الدعم إلى أوكرانيا.

ونبه إلى أن الشروط الروسية التي أعلن الرئيس بوتين عندما أعلن الحرب لن يقبلها الشعب الأوكراني ولا قيادته، لكنه أوضح أن أوكرانيا وافقت بعد يومين من المعارك على أن تكون محايدة بعد أن أيقنت أن حلف الناتو لن يقبل بعضويتها بسبب وضعها، لذلك وافقت على الحياد من أجل حقن اراقة الدماء الروسية الأوكرانية، لكن روسيا رفضت، ووضعت شروطًا مرهونة بسحب السلاح من الجيش واقالة الحكومة الحالية ومحاسبة من ارتكبوا جرائم.

وأكد أن موافقة روسيا على البدء بمفاوضات مع أوكرانيا دون شروط، يعتبر تنازل روسي كبير، ربما له علاقة بمجريات المعارك على الارض التي تجد روسيا صعوبة في الحفاظ عليها أو الدخول في المدن الكبرى التي كانت من خلالها تريد أن تفرض واقعا سياسيا وعسكريا على أوكرانيا.

وأضاف، ان روسيا تتعامل مع دونيتسك ولوغانسك التي وقعت معهما اتفاقية دفاع مشترك وحماية، مبينًا أن الهجوم الذي يتم الشرق واتجاه الجنوب الهدف منه توسيع نطاق هاتين المنطقتين من أجل المفاوضات مع أوكرانيا في المستقبل على نظام فدرالي مما يشير إلى أن الهدف منه تفكيك اوكرانيا وانشاء دولة فيها موالية لروسيا.