شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - الموهبة زهرة تتفتح بالتشجيع، وتذبل بالإحباط، وإذا أردت التَّميز، لابد أن تكون جريئًا"، قاعدة تبنتها شهد حوح التي جعلت من وجها البريء وملامحها المرحة مسرحًا لشخصيات عدّة تفجرت داخلها، هي ابنة مدينة نابلس وصاحبة الأذن الموسيقية التي درست قواعدها وأبحرت فيها علمًا وتخصصًا من خلال دراستها علم الموسيقى في كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية.
شخصية صاخبة أطلت منها عدّة شخصيات، فكيف كان ذلك؟
منذ صغرها عشقت شهد الألوان والمكياج، إلا أنّها أصرّت أن تكون استثنائية، فبدأت ترسم ما تتخيله على وجوه الآخرين، أخواتها وصديقاتها ومن هم في محيطها، متّخذة ذلك مادة للتجربة والتّندر، حتى اكتشفت دهاليز فن المكياج السينمائي، وجسّدت من خلاله شخصيات عدّة دمجت فيها الرسم والتمثيل والصوت والأداء في لوحة متكاملة جاذبة جديدة على مجتمعنا الذي لا زال ضعيفا في مجال السينما والمسرح.
استطاعت شهد اعتلاء منصات التواصل الاجتماعي بفيديوهات صممتها من ألفها إلى يائها باستخدام أدوات تمثيلية من حيث الأداء والأزياء والاكسسوارات اللازمة لاستحضار الشخصية، كما صدّرت رموز تعبيرية بلغة صامتة تحمل الكثير من الرسائل في مواضيع اجتماعية مختلفة كالمرأة والعنف والجمال وغيرها الكثير.
وعرّفت شهد المكياج السينمائي بأنَّه إبداع حالة غير حقيقية مماثلة للحقيقة، تعكس رؤية معينة باستخدام عدة أدوات متل البواريك، والرموش والشوارب والأزياء والكثير من الأمور مستثمرة أداءها التمثيلي وصوتها.
وأوضحت في حديثها للنجاح الإخباري أنَّها بعيدة عن عالم المكياج والتجميل، وأنَّ ما تحاول خلقه هو حالة تجسيدية تعبيرية أقرب ما تكون إلى عالم السينما وما تحتاجه من حبكة لايصال مشاهدها وتحقيق أهدافها بطرق إبداعية.
ولفتت شهد إلى أنَّ المواد اللازمة لهذا الفن غير متوفرة وتكاد تكون نادرة، حيث تشتري ما يلزم موهبتها عبر الإنترنت، بالإضافة إلى استخدامها أدوات تحضيرية.
وحول تطويرها لذاتها قالت: " إنَّ الموهبة تدفع صاحبها لتحقيق قفزات نوعية من خلال الثقافة والمشاهدات والتلقيد للشخصيات، والاندماج بروح الشخصية والمحاولات المتكررة، حتى ينضج العمل، ويتحقق الهدف.
وأضافت أنَّ لكل إنسان طريقته في التعبير عن مكنونات ذاته وأنَّها وجدت في المكياج السينمائي بابًا للتعبير والتفريغ النفسي.
وحول الشخصيات التي جسّدتها، مثل، أم كلثوم، والشيخ إمام، ومايكل جاكسون، والموناليزا قالت إنَّ اختيارها معتمد على حبها لهذه الشخصيات ورغبتها بإحياء الفن الأصيل واستحضار أصحاب البصمة الفعلية في عالم الفن، لافتة إلى أنَّها تتبنى القصص التي تثير تفاعلًا مع الجمهور ،وتعتبر قصص رأي عام كقصة فتى الزرقاء على سبيل المثال.
وأضافت أنَّها تستخدم خيالها الذي تشحذه بالمطالعة والمتابعة والبحث الحثيث مستفيدة من الإنترنت كمادة دسمة تلهمها لابتداع رموز تعبيرية صامتة تمكنها من إيصال الرسائل كالتعبير عن العنف من خلال الخيال والحركات التعبيرية.
وعن الصعوبات التي تواجهها قالت: "لا شكّ أن هناك صعوبات؛لأن المكياج السينمائي هو فن تجسيدي يحتاج الجهد والحس للحصول على نتائح حقيقة مطابقة للواقع، إذ يُمكن وضع مكياج للشخص ليبدو أكبر سنًا أو يتغير شكله وحتى نوعه أحيانًا، كتحويل رجل إلى أنثى أو العكس، كما يُمكن إضافة الندوب والإصابات والتجاعيد وتلوين الجلد بمهارات الفنانين، كما يحتاج صنع الحالة بالمكياج والتدريب ساعات طويلة لإنشاء خيال إبداعي إذ إنّ المكياج السينمائي يُستخدم لخلق الأوهام وتحسين الملامح وتغيير المظاهر، قبل تصوير الفيلم وإخراج المادة المطلوبة إلى النور.
وتهدف شهد إلى بلوغ العالمية بكل ما تبذله من جهد وما تنتجه من أفكار هي وليدة المبادئ والأخلاق ومجموعة القيم التي نشأت عليها حسب رأيها، لذا اختارت اسمًا يحمل حلمها " creative shahd" حيث أرادت أن تكون مبدعة حقيقية وخلاقة غير مقلدة لأحد.
ووجهت رسالة لوزارة الثقافة الفلسطينية بأن تلتفت إلى هذا النوع من الفن وتركز عليه ليتم تطوير البيئة الحاضنة له وهي السينما والمسرح الذي لا زال في بداياته، وأن يصل صوت القضايا التي تثيرها كفلسطينية، فكل ذلك من شأنه الارتقاء في المستوى الفلسطيني الإعلامي.
عالميًا كان المكياج السينمائي المادة الأساس التي تعتمد عليها أفلام الرعب، أما اليوم فهو يدخل في أغلب الأفلام والمشاهد المصورة التي تتطلب إثبات مشاهد حيّة تجذب المشاهد وتضعه أمام خيال أقرب إلى الحقيقة.