النجاح الإخباري - أثارت رسوم كاريكاتيرية لشخصية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تم عرضها في رام الله، جدلًا واسعًا ورفضًا كبيرًا في الشارع الفلسطيني، وكان متحف ياسر عرفات الذي تقوم عليه مؤسسة ياسر عرفات نظَّم معرضًا فنيًّا بعنوان "كاريكاتير فلسطين وياسر عرفات" ضم عروض 104 فنانين من 43 دولة حول العالم بمجمل 150 عملًا من ضمنها رسم بورترية لياسر عرفات وأعمال حول القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال.
واستنكر الشارع الفلسطيني ككل الرسومات التي اعتبرها البعض إساءة للرئيس عرفات وسخرية منه، كما تداعت فعاليات حركة فتح بالكامل في التحرك ضد المعرض والقائمين عليه وصلت لحد تشكيل لجنة تحقيق حول تنظيم المعرض والمسؤول عن عرض هذه الصور.
موقف حركة فتح
وقالت حركة فتح- إقليم رام الله والبيرة في بيان صحفي، "إن مـا شـاهدناه مـن صـور ورسومات مسيئة لرمزيـة ياسر عرفات وشخصيته الثوريـة هـو أمـر مرفوض، وإن أي مساس برمزيـة ياسر عرفات هو إساءة لكـل أبنـاء حركـة فـتـح والشعب الفلسطيني".
وطالبت الحركة، مؤسسـة ياسر عرفات بإزالـة كـل الصـور المسيئة لشخصية ياسر عرفات الثوريـة ورمزيتـه النضالية فـورًا، وتقديم الاعتذار عـن هذا الفعل غير المسؤول، وإلا سيقومون بإزالـة هـذه الصـور بأيديهم مـع تحميـل المسؤولية لمن أعطى التعليمات بتنظيم هذا المعرض.
بدوره الناطق باسم حركة فتح كايد المعاري قال في تصريح لـ"النجاح الإخباري": "ما جرى اختلال كبير يجب أن يتحمل فاعلوه المسؤولية الأخلاقية والقانونية على حصوله مشيرًا إلى أنَّه ليس هناك قصد أو دوافع مسبقة للإساءة لشخص ياسر عرفات، لكن المنظمين مسؤولين عما جرى، ويجب أن يتحملوا المسؤولية".
وأضاف معاري أنه لا يمكن الفصل بين الشهيد ياسر عرفات وشعبه مهما بلغت درجة الدهاء والغباء لدى من يحاولون نزع عرفات من شعبه أو العكس، لافتًا إلى أنَّ المعرض الأخير يشكّل فرصة لتصويب خطأ بناء مؤسسة نخبوية تحمل اسم الشهيد إذ يجب توزيع مهامها وموازنتها على مراكز الشباب في المخيمات والقرى والمدن فهذا سيكون معبرًا أكثر عن عرفات ونهجه.
وفي السياق استنكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي، معرض الكاريكاتير المسيء للرئيس الراحل في متحف ياسر عرفات وقال في بيان صحفي: إنَّ "الخزي والعار لمنظمي المعرض الجريمة في متحفه الذي لا زال يحوي كوفيته وسلاحه ورائحته، ويشهد على فعله الوطني المقدس".
وفي معرض الرد أوضحت مؤسسة ياسر عرفات في بيان لها، أمس الإثنين، أنَّ متحف ياسر عرفات، حريص كل الحرص على الحفاظ على صورة وسيرة ومسيرة ياسر عرفات، لكن فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية وعليه فإنَّ ما تمَّ تقديمه هو عرض متحفي، ولا يمس بشخصيّة ياسر عرفات ورمزيته.
وتابعت أنَّ ما تمَّ عرضه من رسومات كاريكاتيرية في معرض (فلسطين وياسر عرفات) خضع إلى نقاش وفحص، وعلى ذلك سُمح بنشر تلك الرسومات، كما أنه لم يتم نشر رسومات فيها جدل ديني أو عرقي، كما أنَّ الرسومات المعروضة وإن كان بعضها جدليًّا نوعًا ما، تُمثل وجهة نظر راسميها في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتم رسم شخصية أبو عمار من منظورهم الفني والثقافي والاجتماعي الخاص بهم، فبعضهم رآه بمنظار صيني، وآخر جنوب إفريقي، وآخر برازيلي، وجميعهم من منظار تضامني معنا".
هذا وعاجلت حركة فتح إقليم رام الله بإزالة الصور من المعرض ومطالبة المؤسسة باعتذار للشارع الفلسطيني ككل.
آراء بعض الفنانين
وتباينت آراء الفنانين حول الرسومات بين مؤيد ومعارض، حيث وجد بعضهم أنَّ هذه هي طبيعة الفن الكاريكاتيري ولم يقصد منها الإساءة، في حين رآى آخرون أنَّ المسؤولين عن هذه المؤسسة متناقضون في استخدام وتطبيق حريّة الرأي، فيحاسبون عليها متى شاؤوا ويدينون بها من شاؤوا:
ردود فعل الشارع الفلسطيني
وفي ظل الجدل الشعبي الكبير الذي أثاره هذا المعرض بما فيه من إساءة للرمز الفلسطيني أعلن الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، تعليق الدوام في المدارس بعد الحصة الرابعة ردًا على الرسومات الكاريكاتيرية المتعلقة بالشهيد، ياسر عرفات.
واجتاح غضب عارم مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتعلت بأراء المدافعين عن الشهيد الراحل ياسر عرفات، وفيما يلي بعض منها:
