نابلس - النجاح الإخباري - شهد العام 2021 أحداث عديدة ألقت بظلالها على قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وسجل الأسرى الفلسطينيون عدة انتصارات بالرغم من المعاناة التي ألمت بهم جراء قمع إدارة السجون لهم، وكان أبرزها الحدث الأهم والأكبر والأوسع انتشارًا، عندما قرر ستة أسرى انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه بأدوات بسيطة أسفل سجن جلبوع في الشمال الفلسطيني المحتل، إضافة إلى انتصار عدد من الأسرى على قرارات إدارة السجون وانتزاع حريتهم من الاعتقال الاداري، كما شهد العام 2021 إعادة مؤشر البوصلة المحلية والعربية والاقليمية والدولية على قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث لاقت قضيتهم اهتماما واسعا عبر المحافل الدولية.
عدد الأسرى في سجون الاحتلال
وفي شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2021، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021 نحو (4500) أسير، منهم (37) أسيرة؛ فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (450) معتقلاً؛ وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (105) أمر اعتقال إداري، بينها (30) أمرًا جديدًا، و(75) تمديدًا.
بينما بلغ في تشرين الثاني/نوفمبر من نهاية العام 2021، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو (4550) أسيراً، وذلك حتّى نهاية شهر تشرين الثاني 2021، من بينهم (32) أسيرة، و(170) قاصراً، ونحو (500) معتقل إداري. فيما كانت أعلى نسبة اعتقالات خلال تشرين الثاني؛ في مدينة القدس، باعتقال (160) حالة، من بينها (54) طفلاً وقاصراً. وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصّادرة خلال الشّهر؛ (123) أمراً، بينها (39) أمراً جديداً، و(84) أمر تمديد.
عملية نفق الحرية
وشكل انتزاع الأسرى الستة حريتهم من سجن جلبوع عبر نفق الحرية، تصاعدًا وانتصارًا للاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث فرض معادلات جديدة، تمخض عنها، هو فرض الأسرى لمعادلة جديدة على طريق نيل الحرية وتصويب قضيتهم، وكانت عملية "نفق الحرية" التي نفذها أسرى سجن "جلبوع" أقوى أدواتها.
كما تميز عام 2021 عن غيره من الأعوام بتصاعد الانتهاكات ضد الأسرى والتي قابلها تصعيدًا نوعيًا لنضال الحركة الأسيرة، كما أنه العام الأكبر من حيث الإضرابات المفتوحة عن الطعام والتي انتصر فيها معظم من خاضها من الأسرى وفرضوا معادلتها على السجان.
وتمكن الأسرى الستة وهم: محمود العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومناضل نفيعات وأيهم كممجي من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة في 6 ايلول (سبتمبر) الحالي عبر نفق حفروه من زنزانتهم، بما بات يعرف بعملية “نفق الحرية”، وهو ما شكل ضربة للمؤسسة الإسرائيلية الأمنية.
وأعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في بيان له أن عام 2021 يعتبر من أكثر الأعوام التي شهدت توترًا واستعدادًا من الأسرى داخل السجون، والأكثر انتهاكًا وأخذًا للقرارات ضدهم من حكومة الاحتلال.
قرارات وسن قوانين ضد الأسرى
وأوضح أن العام 2021 شهد اتخاذ قرارات وسن قوانين ضد الأسرى بينها قانون منع الإفراج المبكر عن الأسرى، وقرارات ضد الإداريين لمحاولة مواجهة موجة الإضرابات الناجحة التي شهدتها السجون وما تزال.
وأكد أن أكبر حدث شهده عام 2021 هو حادثة "نفق الحرية"، موضحا أنها تعد أكبر عملية بطولية نفذها الأسرى في تاريخ الحركة الأسيرة، وبغض النظر عن إعادة اعتقال الأسرى الستة الذين نالوا حريتهم عبر النفق، إلا أنها شكلت انتصارًا للحركة الأسيرة.
وأشار إلى أنه بعد عملية "نفق الحرية"، بدأت وتصاعدت الاقتحامات والاعتداءات على الأسرى، موضحا أن دولة الاحتلال أرادت من خلال ما فعلته بالسجون عقب حادثة النفق أن تغطي على فشلها أمام الأسرى بالتنكيل بهم لمحاولة إرضاء الرأي العام داخل دولة الاحتلال.
اضراب جماعي
وفي ايلول/سبتمبر من عام 2021 خاض 1380 أسيرًا إضرابًا جماعيًا، وسرعان ما أعلنوا وقفه بعد موافقة إدارة سجون الاحتلال على مطالبهم، وكانت هذه من أبرز الأحداث التي شهدتها السجون بعد حادثة “نفق الحرية”.
وتعتبر إنجازات الأسرى التي تميز بها عام 2021، الإضرابات الفردية، التي خاضها عشرات الأسرى، ووصل عدد منهم إلى ما عن 120 إلى 180 يومًا في إضرابه.
واعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إصرار المضربين خاصة الإداريين على مطالبهم رغم تعرض معظمهم لخطر الموت، أدى لانتصارهم ما شكل دافعًا قويًا لأخرين لخوض ذات التجربة للدفاع عن قضيتهم ونيل مطلبهم المتمثل بإنهاء بالاعتقال الإداري.
وتصاعدت الإضرابات عن الطعام وسط الأسرى عام 2021، وحسب هيئات شئون الأسرى فقد بلغ عدد الذين خاضوا إضرابات 18 أسيرًا معظمهم انتصروا بمطالبهم بإنهاء اعتقالهم الإداري.
ويواصل من الإداريين المضربين الـ18 سوى الأسير هشام أبو هواش المضرب لليوم 132، حتى تاريخ 27 كانون الأول/ديسمبر من العام 2021، فيما ويبلغ عدد الأسرى المعتقلين إداريًّا في الفترة الحالية نحو 520 معتقلاً.
شهداء نتيجة الاهمال الطبي
شهد عام 2021 استشهاد أسرى ومحررين كان أخرهم سامي العمور من مدينة دير البلح، والذي ارتقى إثر تدهور وضعه الصحي، ليرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 أسيرًا منذ عام 1967.
وباستشهاد العمور ارتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال إلى 8، حسب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية.
وكشف اللواء قدري أبو بكر أن عام 2021 شهد تصاعدًا بسياسة الإهمال الطبي، التي استشهد بسببها عدد من الأسرى، معتبرًا أن الوقفة الرسمية والشعبية والحقوقية وغيرها الذي “لم يكن بالحجم المطلوب”، شجع على استمرار القتل البطيء للأسرى.
ولفت إلى أن الأسرى هذا العام كانوا يحاربون وحدهم بالحد الأقصى، ورغم الوقفات والنشاطات والفعاليات الرسمية والشعبية تجاه قضيتهم، إلا أنها لم تكن بالحجم المطلوب.
صفقة تلوح في الأفق
وخلال عام 2021 ازدادت التوقعات بقرب إتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، خاصة بظل زيادة توصيات الاحتلال باستغلال الهدوء مع قطاع غزة والإسراع في إبرام صفقة تبادل أسرى "معقولة للجانبين" مع المقاومة.
وتدّعي التقديرات الإسرائيلية الأخيرة أن المقاومة الفلسطينية ستكون مستعدة للموافقة على صفقة ذات ثمن معقول تشمل الإفراج عن أسرى أدينوا بقتل مستوطنين وجنود من قوات الاحتلال، لكنهم ليسوا من ضمن قائمة كبار الأسرى، فيما تشترط المقاومة الإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم من "وفاء الأحرار" مقابل الخوض بأي مفاوضات حولها.
ومع انتهاء عام 2021 الذي يستمر الاحتلال فيه باستنزاف أعمار الأسرى، ويستبشر الأسرى بعام 2022 الجديد أملًا في انتظارهم لصفقة تبادل جديدة تضع حدًا له، خاصة بظل الارهاصات القوية على قرب إتمامها.
يذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2021، نحو 4550 أسيرًا، بينهم 32 أسيرة، و170 قاصرًا، ونحو 500 معتقل إداري، ويتوزع الأسرى الفلسطينيون على 23 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف، تصفهم المؤسسات الحقوقية بالأسوأ على المستوى العالمي.