نابلس - النجاح الإخباري - اعتاد سكان مدينة نابلس ، تزيين المنازل والشوارع في البلدة القديمة، مع حلول ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل عام، في محاولة منهم للحفاظ على تراثٍ ورثوه من أجدادهم في إحياء تلك الذكرى، وإيجاد أجواء تليق بها، ضمن عادات نابلسية قديمة، اعتاد أهالي المدينة على إحيائها سنويًا.
فمنذ ساعات الصباح، يبدأ أصحاب المحال التجارية توزيع الحلوى على الزبائن والمارة، طالبين منهم الصلاة على الرسول محمد، فيما ارتفعت أصوات المدائح والأناشيد الدينية عبر مكبرات الصوت في الأسواق، ويبدأ أهالي القرى المجاورة بالتوافد إلى المدينة للمشاركة في الاحتفالات.
اجواء الاحتفالات
الحج حسام أبو صالح 46 عاماً أحد مقامات نابلس والمؤذن في شبكة الأذان الموحد منذ 20 عاماً، وهو في عمر الست أعوام مولع بهذه الأجواء والاحتفالات فتعلم على أيدي الصوفية وكبار الشيوخ وسار على هذا الدرب فمنذ الصغر تولد عنده حب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويتحدث حسام أبو صالح لـ"النجاح" عن عادات أهالي نابلس في هذه الذكرى ويقول:" الاحتفال بالمولد النبوي عادة قديمة تميز نابلس عن بقية المحافظات، وتتجلى مظاهر جميلة في هذا اليوم والذي اعتدنا عليه منذ الصغر فهذا ينمي فينا حب النبي".
ويضيف " تجول الصوفيين في شوارع البلدة القديمة وترتيل الاناشيد وتوزيع الحلوى يزيد البهجة على سكان تلك الأحياء".
وتابع أن الاحتفالات سوف تقام غداً الثلاثاء أمام باب الساحة وحارة الشيخ مسلم والزوايا وجامع الحج نمر.
وبرغم أن هذه العادة كانت متبعة في معظم المدن والبلدات الفلسطينية، فإن أهالي نابلس يحاولون إيجاد جوٍّ خاص بتلك الذكرى في مدينتهم، فيما تحاول وزارة الأوقاف الفلسطينية أن ترعى احتفالات سنوية في الكثير من المساجد تلقى فيها الكلمات الدعوية والفقرات الإنشادية.
ويحاول أبو صالح، والذي يتقن فن النشيد الإسلامي والمدائح النبوية، إيجاد جو للفرحة والبهجة لذكرى المولد النبوي في منزله، وتشجيع جيرانه وتجار مدينته، من خلال إقناعهم بتزيين منازلهم وأمام محالهم التجارية وشوارع المدينة، ولا يتردد في تعليم الصغار والشباب عن هذا العادات في مسجد الحج نمر.
أهمية استذكار المولد النبوي
من جهته، اكد المحاضر في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية د.غسان بدران على أهمية استذكار المولد النبوي، فهذه العادة يجب أن تكون بذكر مناقبه وصفاته سيرته، وأخلاقه، وبطولاته الاعتراف بفضله على الأمة الإسلامية و الاستمرار باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كما علينا الاقتداء بأخلاقه الكريمة والثبات على الإيمان وعلى دين الإسلام والمحافظة على سنن النبي عليه السلام.
وأوضح أن الاحتفالات يجب أن تكون جزء بسيط من استذكار هذا اليوم فبجانبها يجب الاكثار من الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ويجب أن تستغل بكل ما هو مفيد في عمل الخيرات وتقديم الصدقات واستذكار الاحاديث النبوية الشريفة.
وينصح الأهالي بتجميع أبناءهم وأطفالهم في جلسات لتعريفهم على نبيهم وقدوتهم حتى يتمثلو بطباعه وحسن أخلاقه في جميع معاملاتهم إضافة إلى حضورهم الاحتفالات الدينية.