غزة - حلمي شراب - النجاح الإخباري - يعيش قطاع غزة حالة من الانهيار الاقتصادي المضاعف، ازدادت سوءًا مع عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، بالتزامن مع التفشي المتسارع لفيروس كورونا.
أصحاب المحلات الغذائية يعانون من شح كبير في السلع والمواد الغذائية الأساسية، نتيجة إغلاق المعابر التجارية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكونهم لا يستطيعون التنقل بين المحافظات خشية قصف الاحتلال المتواصل، أيام من التصعيد شلت الحياة بشكل كامل في القطاع.
معاناة مستمرة
أبو محمد شراب صاحب أحد المحلات التجارية في مدينة خانيونس، يقول:" نحن نعاني من نقص كبير في السلع الأساسية مثل البقوليات والأجبان والألبان والمجمدات والمعلبات وكذلك مستلزمات الأطفال مثل الحليب.
وأضاف أبو محمد في حديث لـ"النجاح": :" على الرغم من قلة المترددين للتسوق وخطورة الحركة تحت القصف المتواصل؛ إلا أننا شهد إقبالا طبيعيا من الزبائن، في ظل نفاذ احتياجاتهم الاساسية، والبعض لم يكن يملك المال لشراء احتياجاته".
وتابع:" أغلب الموزعين وتجار الجملة الكبار تم قصف أجزاء من مصانعهم، الأمر الذي يٌصعب عملية الوصول الى المخازن، وبالنسبة للموزعين الآخرين فهم لا يستطيعون التنقل نتيجة تدمير الطرق وخطورة القصف المتواصل".
واكد أبو محمد انه في حال استمر الوضع بهذه الوتيرة سيضطر الى الإغلاق، بسبب عدم وجود السيولة، و الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، الذي يؤدي الى تلف البضائع كمثل المجمدات والالبان والعصائر وغيره من السلع.
كارثة إنسانية
مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية في قطاع غزة ماهر الطباع أكد أن هناك مشكلة كبيرة يواجهها أصحاب محلات البقالة الصغيرة، والتي أصبح يعتمد عليها المواطنون في مناطقهم للتزود باحتياجاتهم، والتي أصبحت شبه خالية نتيجة عدم التمكن من تزويدها وإمدادها من تجار الجملة والمستوردين الذين توقفت شاحناتهم عن التنقل والتوزيع بسبب الحرب.
وتابع الطباع في حديث لـ"النجاح": قطاع غزة يشهد نقصا حادا في السلع التموينية الأساسية، نتيجة اغلاق معبر كرم أبو سالم الذي يعد الرافد الأساسية للبضائع في قطاع غزة، وهذا من شأنه أن ينذر بكارثة إنسانية كبيرة في قطاع غزة، مشددا على ضرورة الضغط والتحرك الفوري والعاجل لفتح المعابر".
كارثة صحية
من جانبها، حذرت وزارة الصحة بغزة، من خطر تواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة، حيث أن الطواقم الطبية تبذل طل جهدها للحفاظ عليه من الانهيار خاصة وان العدوان يتزامن مع تفشي فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم صحة غزة، أشرف القدرة أن استمرار العدوان يهدد بتقويض جهود وزارة الصحة في مواجهة وباء كورونا حيث تواجه الفرق الطبية صعوبة في التحرك لمتابعة المعزولين منزليا وإجراء المسوحات واستكمال برنامج التطعيم".
وأضاف في حديث لـ"النجاح": عدوان الاحتلال على غزة، يحول دون وصول الطواقم الطبية إلى أصحاب الأمراض المزمنة والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مراكز الرعاية، اضافة الى الضغط الناجم عن ارتفاع معدل الدخول إلى أقسام المبيت والعناية المركزة في المستشفيات".
وحذر من خطورة الوضع الصحي في مراكز الإيواء والتي فتحت لاستيعاب العائلات التي فقدت منازلها جراء العدوان المتواصل في ظروف بيئية وصحية صعبة، لافتا إلى أن الأمر ينذر بـ”كارثة صحية” تتفاقم معها فرص تفشي فيروس “كورونا” في تلك التجمعات وبالتالي نكون أمام موجة ثالثة من الوباء لا يمكن توقع نتائجها.
ونوه القدرة للتأثير الخطير الناجم عن انقطاع التيار الكهربائي عن غرف العمليات وحضانات الأطفال والعناية المركزة والمختبرات وأقسام التصوير الطبي، مبينا أن هذا الأمر يستدعي العمل لساعات طويلة على المولدات الكهربائية التي تستنزف كميات كبيرة من الوقود، إضافة إلى تعرض الأجهزة الطبية للتلف بفعل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
يذكر ان عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة اسفر عن ارتقاء 219 شهيداً، بينهم 63 طفلاً، 36 سيدة، و16 مسناً، اضافة الى 1500 اصابة بجراح مختلفة.