نابلس - رشا حنني - النجاح الإخباري - في أحد زقاق بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس، تجلس السيدة أم بسيل المفعمة بالحيوية والأمل في حاكورة منزلها، وهي تنسج بأناملها بالإبرة والخيوط الملونة على قطعة قماش لتمارس حِرفة التطريز الفلسطيني بكل حب وشغف.
السيدة أم بسيل تبلغ من العمر 58 عاماً، قضت من عمرها ثلاثين عاماً بالتطريز، حيث بدأت حكايتها مع التطريز عندما كانت مغتربة مع زوجها وأولادها في الأردن لعشر سنوات، فرأت جارتها وهي تقوم بالتطريز، ومن أول مرة حاولت أم بسيل التطريز نجحت فيه دون أن يعلمها أحد فهي تحب هذه الحرفة منذ صغرها، ومن هنا بدأت حكاية أم بسيل مع التطريز ولم تنتهي بعد.
وتعبر أم بسيل عن حبها للتطريز قائلة:" على الرغم من أن هذه الحِرفة متعبة جداً، إلا أنني أُحِبها فهي هوايتي وأقوم بالتطريز بحب وشغف، وأشعر عندما أنجز عملي كأنني قمت بشيء مفيد، وأرى أنه إنتاج رائع لأنه جزء من تراثنا الفلسطيني وهدفي ليس مادياً بل هو مضيعة للوقت بشيء يحافظ على هويتنا الفلسطينية ״.
وبعد عشر سنوات الغربة من الغربة عادت أم بسيل وعائلتها لبلدتها، ولاحقها التطريز وبقي معها، فقد كان يشغل الكثير من وقتها، استمرت بالتطريز إلى أن تعرفت على سيدة في بلدتها تريد أن تفتح مشروعاً صغيراً بالتطريز اليدوي، فانضمت أم بسيل ومجموعة من نساء البلدة مع هذه السيدة وبدأن بالعمل الجماعي بالتوزيع لانتاج أفخم المنتوجات، وحالياً كل أعمالهن تقوم السيدات بنشرها على صفحة في الفيس بوك خاصة بهن، ولا يقتصرالتطريز على الأثواب والشالات بل كل شيء يستطعن أن يضفن عليه التطريز من شُنط ومكتات والصحون وصواني التقديم وإلخ... . وإنجاز طلبيات لكافة المناطق بالوطن والدول الخليجية فهناك إقبال على التطريز الفلسطيني.
وتتابع أم بسيل مسترجعة الذكريات عندما عادت لبلدتها بيت فوريك :" في ظل انتشار التطريز الآلي في الأونة الأخيرة إلا أنه هناك الكثير من السيدات اللواتي ما زلن يتعلقن بالتطريز الفلاحي اليدوي وأنا كنت واحدة منهن فلم استطع التخلي عن هذه الحرفة فهي أصبحت كجزء لا يتجزء من حياتي".
وتضيف:" التطريز الفلاحي الفلسطيني مشهد فني وثقافي وهو تراثنا الذي يتعرض للسرقة من الاحتلال، فعلينا التمسك به ودعمه وعدم التخلي عنه".