نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أدى جو بايدن، مساء اليوم الأربعاء، اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، كما أدت كامالا هاريس اليمين،كأول أميركية تتولى منصب نائبة لرئيس أميركا، بينما غادر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب البيت الأبيض تاركا خلفه المزيد من الملفات العالقة التي من المنتظر أن يواجهها بادين سواء على صعيد الحرب التجارية الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والعلاقة مع روسيا، والاتحاد الاوروبي، وملف الصراع في الشرق الأوسط، إضافة إلى ملف كورونا.
الملف التجاري الأميركي الصيني
ورأى الكاتب والمحلل السياسي المصري، أحمد عاشور، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترك خلفه ملفات عدة عالقة أبرزها الملف التجاري الأميركي الصيني والذي تصاعدت وتيرته مع ذروة تفشي فيروس كورونا، مما قد يقود بايدن إلى اعادة صياغة اتفاقية التجارة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، كما أن تقييد شركة هواوي من قبل ادارة ترامب وتقييد تطورها التكنولوجي سوف يؤثر بشكل مباشر على العلاقة وسيكون ملفا حاضرا في اللقاءات بين الطرفين.
العلاقة مع روسيا
واعتبر عاشور أن الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أن توتر علاقاتها بروسيا، خصوصا في ظل الاتفاقيات الموقعة للحد من انتشار الأسلحة النووية، وبروز روسيا كقوة عالمية بعد أن استعادت عافيتها على خريطة الصراعات العالمية، وخصوصا في ملف سورية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي من لبنان حسام عرار لـ"النجاح الاخباري" أن لروسيا أصبح دور مهم في الصراعات المفتعالة بالشرق الأوسط، بدأ بسورية، ومن ثم اليمن والعراق وليبيا، وفلسطين.
وبين أن الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أن تتجاوز روسيا الذي استعادت قوتها في المنطقة، وأصبح لها دور مميز في تطويق الصراعات ومحاربة الارهاب والتطرف في سورية وليبيا وبعض دول افريقيا، مرجحا أن يكون هناك تعاون بين البلدين بهدف تطويق الصراعات والخروج بحلول منصفة، والقضاء على الجماعات المتطرفة وتسهيل العملية الدميقراطية في عدد من بلدان الشرق الأوسط.
العلاقة مع الاتحاد الأوروبي
وأشار "عاشور" لـ"النجاح الاخباري" إلى أن علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالاتحاد الاوروبي مرت بأزمة صعبة في عهد الرئيس دونالد ترامب، موضحا أن ما استفادته أوروبا في عهد ترامب هو توحيد بلدانها أكثر من أجل مواجهة العلملاق الأميركي، لكنه رأى أن الرئيس بايدن أمامه الكثير من أجل استعادة العلاقة المميزة والمتينة بين الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية.
ورأى عرار أن مرحلة ترامب كانت صعبة جدا على أوروبا، لكنه يتوقع أن يعمل بايدن على استعادة ما دمره ترامب خلال سنوات حكمه الأربعة.
ورجح أن تعود العلاقة بين دول الأطلسي إلى سابق عهدها قبل تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم في الولايات المتخدة الأميركية.
الشرق الأوسط
وحول الصراع في الشرق الأوسط، أوضح "عاشور" أن ادارة بايدن تتطلع إلى الاستقرار في الشرق الاوسط، ورجح أن تعود إلى تفعيل الاتفاق النووي مع ايران، ولكن بصيغة أشد من السابقة في عهد الرئيس "أوباما"، كما ستقوم بتقديم الدعم لتركيا، والعودة إلى التحالف القديم من خلال ايران وتركيا باحتوائهما على حركات الاسلام السياسي، والتعامل من خلالهما، منبها في الوقت ذاته إلى أن أنظمة عديدة ستتأثر في الشرق الأوسط نتيجة قرارات ادارة بايدن الجديدة.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
بالنسبة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، رجح الكاتب والمحلل السياسي حسام عرار أن يعمل بايدن على اعادة الدعم للشعب الفلسطيني من خلال المؤسسات الأميركية، كما عودة الدعم للأونروا، وفتح القنصلية الأميركية في القدس، والعمل على احياء عملية السلام مع الرباعية وكافة الأطراف المشاركة.
وشدد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عاشور على أن الادارة الأميركية الجديدة "الديمقراطية" تتطلع إلى ارساء قواعد وأسس السلام ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في كل أنحاء العالم، موضحا إلى أن هناك ملفات داخلية ستشغل بايدن عن قضايا وهموم الصراع في الشرق الأوسط، وأبرز هذه القضايا الاقتصاد وجائحة كورونا.
جائحة كورونا
ورأى عاشور أن ملف كورونا سيكون الأبرز إلى جانب ملف الاقتصاد على الصعيد الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية، لذا سيوظف كل جهوده من أجل توفير التطعيم لكل الأميركيين والمقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، كما سيقوم بخطة تدريجية للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة.
يذكر أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ينتظره عدة ملفات هامة على الصعيد الداخلي والخارجي، وأمامه الكثير لاعادة اصلاح ما أفسده سلفه ترامب في العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي وكندا وايران والصين وتركيا، فضلا عن الملفات الداخلية وأبرزها الاقتصاد وكورونا.