نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - 103 أعوام مرت على وعد بلفور المشؤوم ولا زال الفلسطينيون يعانون آثار هذا الوعد الظالم الذي أسس للوجود الصهيوني على الأراضي الفلسطينية بوقاحة شهد العالم تفاصيلها.
بالأمس بريطانيا واليوم أمريكا حيث يتخذ وعد بلفور صبغة جديدة بنفس المضمون لكنها على قدر الطموح الصهيوني فمن مجرد وعد إلى صفقة لوّح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت مسمى "صفقة القرن"، ثم أولى مراحل التنفيذ عبر "التطبيع" وكلها مراحل تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء الوجود الفلسطيني لفرض الهيمنة الإسرائيلية المطلقة على المنطقة العربية بأسرها وتحقيق حلمهم بـ"إسرائيل الكبرى".
في السياق، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي على أن القيادة الفلسطينية ماضية في مقاومتها لمخططات الاحتلال وستواجه قرارات الضم والتهويد والاستيطان ولن تستسلم للضغوط "الإسرائيلية" والأمريكية ولن تستسلم لسياسة الامر الواقع التي تفرضها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتمرير مخططها في انهاء الوجود الفلسطيني.
وقال أبو هولي في بيان صحفي صدر عنه اليوم الاحد إن وعد بلفور "لا يزال يشكل جريمة العصر، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة من خلال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على ارضنا الفلسطينية واللاجئون الفلسطينيون المشردون والمشتتون خارج ديارهم في مخيمات اللجوء والذين ينتظرون نصرة المجتمع الدولي لهم ورفع الظلم التاريخي عنهم من خلال عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقا لما ورد في القرار 194 ".
وأكد أبو هولي على الموقف الفلسطيني الرافض لكل اتفاقات التطبيع مع الاحتلال والتي "شكلت خذلانا لشعبنا الفلسطيني، لافتا الى ان الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الوحيد من اتفاقات التطبيع داعيا الامة العربية وشعوبها الى نصرة القضية الفلسطينية ودعم واسناد نضال شعبنا الفلسطيني المشروع نحو العودة والحرية والاستقلال".
من جهته، قال النائب السابق في المجلس التشريعي المنحل أحمد بحر، في تصريح صحفي، لا بد من إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، وإرساء استراتيجية فلسطينية موحدة في مواجهة آثار وعد بلفور وكل ما يستهدف القضية الفلسطينية.
ودعا بحر الشعب الفلسطيني لاتباع خطوات للخلاص من محاولات الاحتلال القضاء على الوجود الفلسطيني، منها: تشكيل فريق سياسي وقانوني يتألف من خبراء في القانون الدولي والإنساني لرفع دعاوى على بريطانيا في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، بهدف تحميلها مسؤولية الظلم التاريخي والنكبات التي ألمت بالشعب الفلسطيني، جراء وعد بلفور وإلزامها بالاعتذار الرسمي، وتقديم كل أشكال التعويض السياسي والمالي والاقتصادي لشعبنا. بالإضافة إلى ضرورة حشد كل الطاقات الفلسطينية والعربية والإسلامية في مواجهة آثار وتداعيات وعد بلفور التي تتجلى اليوم في (صفقة القرن) وموجات الخيانة والتطبيع، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني الداخلي كمدخل رئيس لتفعيل الأبعاد والجبهات العربية والإسلامية والدولية لنصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية وإلزام الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وحلفائهم بالتقيد بنصوص ومضامين المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية التي تحمي شعبنا الفلسطيني وتمنع التغول على حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وحقه في تقرير مصيره الوطني، وعودة اللاجئين من المنافي وديار اللجوء والشتات.
بدوره عضو المكتب السياسي، لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د.يوسف الحساينة، قال إنَّ إسرائيل تسعى بدعم أمريكي لفتح الباب على مصراعيه لتشييد ما تسمى بـ "إسرائيل الكبرى".
وأضاف أنَّ "وعد بلفور المشؤوم" أسس لنكبة الشعب الفلسطيني قبل 103 أعوام، هو أصل المؤامرة التي استهدفت- ولا زالت- أمتنا العربية والإسلامية، وما مسلسل التطبيع الجاري الآن من بعض الأنظمة العربية الوظيفية، إلا مرحلة من مراحله.
وأضاف الحساينة أن الفوضى الممنهجة والموجّهة في المنطقة من قبل الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي وحلفائهما، تهدف لإشاعة جو الانقسام والضعف والوهن، حتى يسهل تمرير (صفقة القرن) التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لتصفية القضية الفلسطينية، وتمكين الاحتلال الإسرائيلي من إنهاء قضية اللاجئين، وتجاوز كل الحقوق الفلسطينية.
وشدد الحساينة على أنه بالرغم من سلوك بعض الأنظمة العربية المرتدة عن الثوابت والمنقلبة على القيم العربية والإسلامية، إلاّ أن الشعب الفلسطيني متمسك بثوابته وحقه الوطني.
بدورها دعت القوى الوطنية والاسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، إلى المشاركة في فعالية لمناسبة الذكرى الـ103 لوعد بلفور المشؤوم الذي يصاف الثاني من نوفمبر من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية تنطلق غدا الإثنين الساعة الثانية عشرة ظهرا من دوار احمد الشقيري، وصولا إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، تأكيدا على مواصلة شعبنا كفاحه الوطني المشروع لنيل حقوقه.
ويشارك في المسيرة كل من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والحركة الطلابية في الجامعات والمعاهد في رام الله والبيرة، واللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة، والاتحادات النسوية، والعمالية، والمهنية والفعاليات الوطنية والشعبية، ونشطاء المقاومة الشعبية.
وتأتي هذه الفعالية في ظرف سياسي بالغ الدقة والخطورة حيث تتصاعد مخططات الضم ضمن سياسات تكريس الامر الواقع الاحتلالي، واستمرار الهرولة لمستنقع التطبيع المجاني مع الاحتلال على حساب الحقوق الوطنية لشعبنا.
كما دعت القوى إلى تكثيف الحراك الشعبي نصرة للأسير ماهر الأخرس، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ98 على التوالي رفضا لاعتقاله الاداري، ودعت للمشاركة في الاعتصامات امام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد غد الثلاثاء، اسنادا لمعركة الامعاء الخاوية التي يخضونها، ورفضا للقمع المتواصل بحق الاسيرات والاسرى في سجون الاحتلال.
ما ألمّ بشعبنا من أذى ولجوء، كان نتاجا لوعد بلفور المشؤوم، الذي أعطته بريطانيا عام 1917 لليهود لإنشاء وطن لهم على أرض فلسطين مؤكداً بأن وعد بلفور غير قانوني ومخالفا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، ولمبادئ حقوق الإنسان، وما ترتب عليه غير شرعي.