نابلس - النجاح الإخباري - تتوجه الانظار خلال الشهر المقبل للانتخابات الامريكية، وسط العديد من التساؤلات حول ما ستقدمه الادارة الامريكية الجديدة في حال خسر الرئيس الحالي دونالد ترامب، امام منافسه الديموقراطي جو بايدن، لكن السؤال الاهم في حال خسر ترامب، ما الذي يمكن ان يقدمه الرئيس الامريكي الجديد للقضية الفلسطينية، خاصةً وان السياسة الامريكية الخارجية لم ولن تتغير، تجاه حليفها التاريخي"اسرائيل".
محللون وأساتذة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أكدوا أن الإدارات الأمريكية المختلفة تعمل على تحقيق مصلحة "اسرائيل" في الصراع "الفلسطيني- الاسرائيلي"، مؤكدين ان الاختلاف فقط في التفاصيل الا ان الهدف العام هو نفسه.
فوز ترامب بولاية ثانية إنهاك للشعب الفلسطيني
د. رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، قال أن النخبة الفلسطينية والشارع السياسي منشغل بشكل كبير بالإنتخابات الأمريكية نظراً للحالة السياسية التي يعيشها الفلسطينييون، والمرتبطة بمواقف الإدارة الأمريكية اتجاه القضية الفلسطينية، مشيراً الى ان الكثيرين لا يهتمون بنتائج الانتخابات الامريكية كونها لن تحدث تغيير دراماتيكي لحياة الفرد الفلسطيني.
وأوضح في حديث لـ"النجاح"، أن سياسة ترامب ستسمر بالنهج المتعارف عليه خلال العامين الماضيين من ضغط وإهمال للقضية الفلسطينية والإتجاه نحو العالم العربي للبحث عن علاقات تطبيع جديدة مع "إسرائيل".
وأشار نعيرات الى أن فوز ترامب بولاية ثانية بمثابة إنهاك للشعب الفلسطيني وتشتيت الدول العربية بشكل أكبر عن القضية الفلسطينية .
الولايات المتحدة المحرك الاساسي للصراع
أستاذ السياسة الدولية د. علي الجرباوي، وفي حديثه عن المحددات التي ترسم السياسة الأمريكية الخارجية اتجاه القضية الفلسطينية أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تملك ملف التسوية السياسية في الصراع "الفلسطيني الإسرائيلي" ومحركها الأساسي، مشيراً الى ان هدفها تحقيق المصلحة الإسرائيلية.
واضاف في حديثه لـ"النجاح": لا فرق بين إدارة وأخرى إلا بالتفاصيل، ولكن رؤيتهم إتجاه تسوية الصرع "الفلسطيني الإسرائيلي" واحدة لأن المصلحة العليا هي "لإسرائيل" .
وتابع الجرباوي:" ترامب حاول أن يأتي بحل للصراع وهو حل غير مناسب للفلسطينيين جملة وتفصيلا ً وسيستمر على هذا النهج، بينما توجه الديمقراطيين في إدارة الصراع سيكون بعيداً عن فرض الحلول، وفي حال فوز جو بايدن فإنه سيعمل على عودة المفاوضات، ولن يأتي بأكثر من ذلك".
وفيما يتعلق بعملية تغييب الشرق الأوسط من المناظرات الأمريكية، قال:" الناخب الأمريكي لا يهتم بالسياسة الخارجية للدولة ودورها صغير في التأثير على قراره الإنتخابي، والشرق الأوسط عبارة عن نفط ومصالح إقتصادية وسوق استهلاكي للأمريكي، والقضية الفلسطينية ليست محط اهتمامه".
وأوضح الجرباوي أن استمرار ترامب لـ(4) سنوات أخرى في حال فوزه بالانتخابات ستكون عملية ضغط على الشعب الفلسطيني ليقبل بدولة محددة المواصفات بالشروط "الإسرائيلية".
ترامب ليس "سوبرمان"
مدير عام مدى الكرمل الجمعية الفلسطينية للدراسات التطبيقية الدكتور مهند مصطفى، أكد ان التحولات الاقليمية بالمنطقة واهمها فقدان العالم العربي مركزه وتأثيره السياسي القوي قي سوريا ومصر والعراق، ساهمت بشكل كبير بظهور ترامب بهذه الصورة، مضيفاً:" ترامب ليس "سوبرمان".
وأضاف خلال حديثه، لـ"النجاح": الدول اصبحت تبني استراتيجياتها ومصالحها بناء على التحولات الإقليمية، وفي المنطقة العربية تتمثل في ظهور محور إيران ومحور تركيا والمحور الإسرائيلي الامريكي.
وفيما يتعلق بالتطبيع من قبل بعض الدول العربية مع "اسرائيل" قال مصطفى:" التطبيع نتاج محاولات ابتزاز أمريكية تجاه الدول العربية ، وهذه السياسة تجعل ترامب قريبا من قواعده الانتخابية المسيحية والإنجيلية وإقناعها بالتصويت له، ولا يمكن فصل الانتخابات الأمريكية عن "التطبيع".
يذكر أنه من المقرر اجراء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من نوفمبر المقبل، في 59 ولاية، واشارت نتائج إستطلاعات الرأي الأمريكية إلى تقدم جون بايدن المرشح عن الحزب الديمقراطي في عدة ولايات.