نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يترقب الشارع الفلسطيني الانتخابات الأمريكية المقررة الشهر القادم، بين المرشح الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن، التي تشير أغلب الاستطلاعات إلى تقدم الأخير حتى الآن، ويأتي هذا الترقب لما لهذه الانتخابات من انعكاسات على العالم والمنطقة وبالأخص القضية الفلسطينية.
المواطن الفلسطيني يتمنى فوز مرشح الديمقراطيين جو بايدن على نظيره الجمهوري ترامب، الذي وجه عداءً ضد الشعب الفلسطيني خلال الأربع سنوات الماضية "فترة رئاسته للبيت الأبيض"، الأمر الذي زاد من اهتمام الفلسطينيين لمتابعة ما ستؤول إليه الانتخابات.
وتجري الانتخابات الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر المقبل، حيث سيقرر الناخبون الأمريكيون ما إذا كان دونالد ترامب سيبقى في البيت الأبيض لأربعة أعوام أخرى أم أن بايدن سيعتلي كرسي "البيت الأبيض".
المواطن أبو العبد مطر يرى بأن اهتمامه بعملية الانتخابات الأمريكية هذه المرة يزيد عن الأعوام الماضية، خصوصاً أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية لها علاقة كبيرة في القضية الفلسطينية.
وقال مطر في حديث لـ "النجاح الإخباري": "خلال فترة حكم ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، ونحن رأينا كيف كان مواليًّا للاحتلال الإسرائيلي، على غرار الرؤساء الأمريكيين السابقين، وهذا أثر على الوضع الفلسطيني كثيراً".
وأضاف أنه "يتمنى خسارة ترامب الذي كن عداءً كبيراً للفلسطينيين واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة وغيرها من القرارات المعادية لنا"، معربًا عن اعتقاده بأنَّ منافسه بايدن سيفوز في هذه الانتخابات وهذا ما يتمناه العالم كله، حسب مطر.
المواطن خالد أيوب يوافق سابقه الرأي، حول تزايد اهتمام الفلسطينيين بنتائج الانتخابات الأمريكية، خصوصًا أنَّ الكل الفلسطيني يتمنى خسارة "الحاقد ترامب" حسب وصفه.
وأوضح أيوب لـ "النجاح الإخباري" أنَّ بايدن مختلف تمامًا عن ترامب، مضيفًا "بايدن يبدو وكأنَّه أكثر عقلانية وإنسانية من ترامب الحاقد، الذي فعل الكثير لصالح الاحتلال الإسرائيلي وضد الشعب الفلسطيني".
وتابع: "ننتظر نتائج الانتخابات الأمريكية ونتمنى فوز بايدن، الذي وعد بتحسينات للفلسطينيين ونحن ما نريده هو أن يعود الدعم لنا بعد أن قام بقطعه الرئيس ترامب".
الموقف واحد مع اختلاف الرئيس
أما المواطن أبو أحمد عيسى فاختلف رأيه عن سابقيه، حول فوز بايدن أو ترامب، قائلاً "في حال فوز بايدن أو ترامب، لا أعتقد أن ذلك سيغير من موقف الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لقضيتنا الفلسطينية".
وأضاف أبو أحمد في حديث "النجاح الإخباري": أنَّ "موقف أمريكا من فلسطين معروف منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، فجميع الرؤساء الأمريكيين يدعمون الاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة وهذه سياسة أمريكية لا أحد من الرؤساء الأمريكيين قد تخلى عنها".
وتابع: "سنشاهد ونرى في حال فوز بايدن هل سيدعم الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين؟ و هل سيقوم بإرجاع السفارة الأمريكية إلى تل أبيب؟ وهل سيلغي اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل؟ "لنتابع ونرى ذلك بعد نتائج الانتخابات".
ويشير أحدث استطلاع للرأي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة 51% مقابل 43% فقط لمنافسه الجمهوري ترامب.
تأثير الانتخابات الأمريكية على فلسطين
ويرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، بأنَّ الاهتمام الفلسطيني بالانتخابات الأمريكية له ما يبرره، لأنَّ السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط أو في المنطقة العربية تتم بتوجيهات إسرائيلية.
وقال عوض لـ "النجاح الإخباري": طالما أننا نشتبك مع الاحتلال الإسرائيلي، فعمليًّا البيت الأبيض ومن يحكمه يؤثِّر علينا جدًا لأنَّنا في صراع دولي وليس إقليمي، كما أنَّنا نشتبك مع المحتل الإسرائيلي وهو مسيطر وذات نفوذ في العالم"، مشدّدًا على أنَّ حاكم البيت الأبيض يؤثر جدًا على القضية الفلسطينية وفق سياساته وتوجيهاته وقراراته.
وأضاف أنَّ " حاكم البيت الأبيض يعامل إسرائيل دائمًا معاملة خاصة وهذا الرجل أو هذا الحاكم عملياًّ ما هي أفكاره وسياساته، وهذا يؤثر فينا وكأنَّنا جزء من هذه السياسات ليست الداخلية فقط بل الخارجية أيضًا"، مبيّنًا أنَّ الانتخابات الأمريكية ونتائجها تؤثر على العام أجمع سواء اقتصاديًا أو صحيًّا أو ثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا.
وعن تمنيات الشارع الفلسطيني خسارة دونالد ترامب في هذه الانتخابات، أرجع المحلل عوض أنَّ ترامب منذ توليه الحكم أطلق 22 قرارًا ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى محاصرتهم سياسيًّا وماليًّا ونزع الشرعية عنهم، "وأطلق صفقة مجرمة تجردنا من حقنا وتفككنا في الجغرافيا والديمغرافيا، لذلك ترامب بالنسبة للفلسطينيين مجرم حقيقي ونكرهه".
وتابع: "لأنَّ هذا الرجل أحد أهم أعدائه الفلسطينيين لأن إسرائيل ضدنا وترامب وإدارته تدعم الاحتلال الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنَّ جو بايدن الديمقراطي له رؤية مختلفة عما يقوم به ترامب، وإن لم يتخل عن استعمارية أمريكا وامبرياليتها.
وأنهى حديثه: "ترامب أتى للعالم بالبلطجة والاعتداء على القانون الدولي والإساءة للدول بالتالي كثير من الشعوب تكرهه". وفق عوض.
وكان ترامب قد اتخذ 22 قراراً ضد الفلسطينيين أولها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس وقطع المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية بالإضافة إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ودعمه لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وتشجيع التطبيع العربي مع الاحتلال.
تحولات فلسطينية
من جهته، أكد المحلل السياسي هاني حبيب أن هناك أسباب عديدة لاهتمام الشارع الفلسطيني بالانتخابات الأمريكية؛ لانعكاس هذه الانتخابات ونتائجها على قضية الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، موضحاً أن هناك تأثيرًا كبيرًا لمن يسكن البيت الأبيض على خريطة هذا الصراع وهذا كان دائماً يجعل الجمهور الفلسطيني يراقب باهتمام عملية الانتخابات.
وأشار حبيب خلال حديث لـ "النجاح الإخباري" إلى أنَّ الاهتمام المتزايد بالنسبة للفلسطينيين بالانتخابات الأمريكية، لأنَّ هناك قضايا وقرارات كثيرة تهم القضية الفلسطينية اتّخذت مؤخراً من قبل الإدارة الأمريكية الحالية ضد الفلسطينيين.
ومن أهم هذه القضايا "خطة الضم في إطار صفقة القرن" "وتشجيع الولايات المتحدة للدول العربية على المزيد من التطبيع مع الاحتلال"، مشدداً على أنَّ من يسكن البيت الأبيض بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، سيكون له علاقة مباشرة بهذين الملفين الذين يعتبران في عمق المسألة الفلسطينية.
وقال حبيب: يزداد الاهتمام الفلسطيني بانتخابات أمريكا لأنَّ الشعب الفلسطيني مقبل على تحولات جدية في المستقبل القريب، منها مواجهة هذين الملفين "صفقة القرن والتطبيع" ونحن بانتظار اجتماع للأمناء العامين وتوافق وطني شامل على إجراء انتخابات وإنهاء حالة الانقسام".
وأضاف: " ربما سيرتبط المرسوم الرئاسي لهذه الانتخابات التشريعية، ثمَّ لاحقًا الرئاسية وثمَّ بعد المجلس الوطني ارتباطاً بنتائج الانتخابات الأمريكية"، لافتًا إلى أنَّ الجمهور الفلسطيني يتمنى فوز بايدن لاهتمام الحزب الديمقراطي بالقضية الفلسطينية.
وتابع المحلل السياسي: "أيضاً لأن بايدن وعد بالتصدي لمشاريع ترامب في المنطقة وعلى الأخص صفقة القرن وخطة الضم والالتزام بحل الدولتين والشرعية الدولية في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، ومن هنا يأتي التأييد لبايدن على هذا الأساس".
وأمام اهتمام الشارع الفلسطيني للانتخابات الأمريكية وتمنياتهم خسارة ترامب أمام جو بايدن، فهل سيحقق الأخير طموحاتهم ويضع حدًا للتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهل سيتحقق حل الدولتين؟ أم أنَّها أمنيات للتخلص من شخص ترامب الذي كشف عن وجهه العدائي للفلسطينيين منذ توليه الرئاسة الأمريكية قبل أربع سنوات، اتَّخذ خلالها إجراءات مجحفة مخالفة للقوانين الدولية بحق الفلسطينيين.