نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أكد الرئيس محمود عباس، اليوم الجمعة، أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه في وجه الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن "إسرائيل" والولايات المتحدة استبدلتا الشرعية الدولة بخطة الضم وصفقة القرن.
الرئيس يدعو لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات
وقال الرئيس عباس في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، :" قبلنا بالاحتكام للشرعية الدولية رغم الظلم التاريخي الذي لحق بنا منذ عام 1917 وحتى اليوم. مضيفاً أن "إسرائيل" قضت على حل الدولتين بعد تنصلها من كل الاتفاقات واعتداءاتها على شعبنا ومقدساتنا وتجاهلها للمبادرة العربية للسلام.
هذا وشدد الرئيس عباس، على أن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لم تفوض أحداً للتحدث باسم الشعب الفلسطيني. داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى الترتيب لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات للانخراط بالشرعية الدولية. مؤكداً على أنه لا سلام دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقال: بالرغم كل المعيقات نستعد لإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وأضاف: "سنستمر بممارسة حقوقنا التي كفلتها الشرائع الدولية بما في ذلك مقاومة الاحتلال".
أبو عيطة: إسرائيل تتنكر للحقوق الفلسطينية
بدوره، أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة، أن رسالة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، موجهة بالدرجة الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال "الإسرائيلي" والعالم، الذي يرى ما تقوم به "إسرائيل" من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح أبو عيطة في حديث لـ "فضائية النجاح"، أن "إسرائيل" والولايات المتحدة تتنكران لحقوق الشعب الفلسطيني، فيما أكد الرئيس عباس على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بما ينسجم مع الشرائع الدولية.
ونبه إلى أن الرئيس اكد في كلمته أن فلسطين قضية الفلسطينيين بالدرجة الاولى ولا يحق لأي دولة عربية بالتحدث باسم شعبنا.
وقال: لن نسلم برؤية ترامب المنحاز لليمين "الاسرائيلي" المتطرف وسنصمد في وجه كل المشاريع التي تهدف لتصفية قضيتنا.
وشدد على أن هناك قصور على المستوى الدولي ولكن نعلم أن أمريكا تريد أن تكون بوابة أي حل للقضية الفلسطينية وأن تمر كل الحلول من خلالها لكن أمريكا خذلت المجتمع الدولي والسلام وانحازت للاحتلال.
كما شدد على أن القيادة الفلسطينية لن تقبل بأمريكا كراعي سلام بالمنطقة.
وقال: توصلنا لاتفاق مع حركة حماس بشأن الانتخابات العامة وسيعلن الرئيس عباس عن اجتماع الأمناء العامين لاحقاً. مضيفاً أن الوحدة الوطنية هي الطريق لمواجهة مشاريع التصفية المحدقة بقضيتنا.
المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال لإجراء الانتخابات
وأكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، د. بلال شوبكي، على أن المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال لإجراء الانتخابات الفلسطينية وفق شروط.
وأوضح خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس محمود عباس عن دعوته إلى انتخابات عامة، سواء كانت رئاسية أو تشريعية، مشيرا إلى أنها دعوة ذات دلالات سياسية أكثر من كونها دعوة ستفضي إلى اجراءات عملية على أرض الواقع، بحكم أن الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967هي مسألة مرتبطة بارادة الاحتلال الاسرائيلي.
كما أكد على أن الدعوة إلى انتخابات، هي اضاءة على الوفاق الفلسطيني أكثر من كونها اعلان للدعوة إلى الانتخابات، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني أراد أن يوصل رسالة إلى المجتمع الدولي والأطراف المعنية بملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، بأن ادارة الظهر لمنظمة التحرير الفلسطينية والتسوية السياسية وحل الدولتين، لا يعني أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف اليدين، وإنما هناك توجه نحو توافق فلسطيني داخلي قد يفضي إلى خيارات أخرى لا يقبلها المجتمع الدولي.
وأضاف، "صحيح أن الرئيس الفلسطيني مازال مصرا حتى هذه اللحظة على التأكيد على التسوية السياسية وحل الدولتين، لكن ما يقرأ بين السطور هو أن الرئيس محمود عباس ليس ضامنا لاستمرارية القرار الفلسطيني بشأن حل الدولتين، وإنما هناك قرارات أخرى قد تطرح على الطاولة، وحين نقول أن هناك خيارات فلسطينية تشمل فتح وحماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكل الفصائل الفلسطينية الأخرى يعني أن المرحلة اللاحقة هي مرحلة النقاش الفلسطيني الداخلي حول ما بعد حل الدولتين وإن لم يعلن ذلك صراحة، فإن المجتمع الدولي يقرأ الرسالة".
الانتخابات الفلسطينية
وتابع أن التوقيت في ظل الحديث الفلسطيني عن وفاق داخلي، لكن مسألة اجراء الانتخابات ليست سهلة.
ورأى أن المجتمع الدولي لن يضغط على الاحتلال من أجل اجراء الانتخابات الفلسطينية، موضحا أن المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال الاسرائيلي على ترتيبات معينة من أجل اجراء الانتخابات ضمن شروط تقبل بها اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن اجراء الانتخابات دون القدس ليست معضلة، ويمكن حلها بالطرق الفنية، لكنه أشار إلى أن المعضلة الحقيقية تكمن في أن الاحتلال الاسرائيلي بإمكانه التحكم في المشهد السياسي الفلسطيني وتكثيف الاعتقالات لطرف سياسي ما، وأضاف، أنه كلما جرى الحديث عن توافق يتم الزج بقيادات حماس في سجون الاحتلال.
وقال: "المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال على اجراء انتخابات وفق شروط معين تضمن خلق نخبة سياسية جديدة، وهذا الأمر لا يقبله الفلسطينيون.
وشدد على ان حركتي فتح وحماس لن يقبلوا بانتخابات وفق سيناريو أميركي اسرائيلي، موضحا أن الحديث عن الانتخابات من قبل الرئيس جاء للتأكيد على أننا شعب فلسطيني حر يريد الديمقراطية ويريد اقامة مؤسساته الوطنية بطريقة ديمقراطية دون أن يعني ذلك قدرتنا، وأضاف، بالتالي يجب أن نفرق ما بين الرغبة والاصرار على اقامة مؤسسات فلسطينية وما بين القدرة على ذلك، وتابع، أن الخطوة الأهم على المستوى الفلسطيني، هي تطوير الحوار الفلسطيني الداخلي باتجاه ادارة الشأن الفلسطيني على المستوى الوطني بدون ربطه باجراء الانتخابات، وأكمل، لا يمكننا أن نؤجل مسألة التوافق الفلسطيني حول رؤية سياسية جديدة تتجاوز حل الدولتين ان أصر الاحتلال الاسرائيلي على موقفه، وإن بقي المجتمع الدولي صامتا حيال سياسات الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.
ترامب يحاصر الفلسطينيين بالتطبيع لدفعهم لصفقة القرن
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، د. أسامة عثمان، على أن دعوة الرئيس محمود عباس لمؤتمر دولي للسلام لها دلالات سياسية قوية، وأوضح أنه في ظل ادارة أميركية متحيزة لدولة الاحتلال، وما يجري من انتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، وغياب للدور الروسي وضغط الاتحاد الاوروبي، فإن الدعوة تحتاج للانتظار لما بعد الانتخابات الأميركية.
وبين أن هناك أوراق متعددة يملكها الفلسطينيين والعرب والشعوب الاسلامية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، لكنه رأى أن الظروف غير مشجعة في ظل التسارع نحو التطبيع، وأزمات الحكم في عدد من الدول العربية.
وأوضح خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أن أوروبا ترفض صفقة القرن، وأن جميع دول العالم رفضتها أيضا باعتبارها تخالف وتتجاوز المرجعيات الدولية فيما يتعلق بموضوع فلسطين والاحتلال، موضحا أنه ليس هناك ما يعزز صفقة القرى سوى القوى الأميركية وفرض الأمر الواقع.
وأشار إلى أن الادارة الأميركية تعثرت في مراحلها الأخيرة عندما تم طرح مشروع الضم، وأن الولايات المتحدت آمنت بأن مشروع الضم لم ينضج، وأنها ستواجه اشكاليات اقليمية حال شرعت بذلك.
ولفت إلى أن الاستراتيجية التي تقوم عليها الادارة الأميركية، تكمن في نحاصرة الفلسطينيين بمجموعة متسارعة من الدول العربية التي تطبع مع اسرائيل لكي يصبح الفلسطينيون مضطرين لللتعاطي مع الأمر الواقع.
اسرائيل وجهت صفعة لدول التطبيع
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، هلال جرادات، أنه لا شك أن الادارة الأميركية لها تأثير على الدول العربية، وعلى دول الخليج برمتها، مشيرا إلى أن هذا الأمر واضح من خلال قضايا التطبيع مع الاحتلال، وأضاف أن الصحافة الاسرائيلية تطرقت إلى أن "عُمان والسودان" ستلتحقان بقافلة التطبيع مع الاحتلال، الأمر الذي اعتبره بأنه خطير للغاية.
وأوضح خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أن خطاب الرئيس محمود عباس يؤكد الاصرار الفلسطيني على الموقف الفلسطيني، وأنه لم يفوض أي طرف عربي سوى منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، مبينا أن السياسة واضحة من الجانب الفلسطيني في حالة صدام مع الولايات المتحدة الأميركية وكل اجراءات اسرائيل التعسفية.
وأشار إلى أن اسرائيل وجهت أمس صفعة سياسية جديدة لدول التطبيع، الامارات والبحرين، عندما أعلنت حكومة الاحتلال عن بناء 1000 وحدة استيطانية في القدس الغربية ومصادرة الاراضي في قرية دما، وغيرها من أراضي الضفة الغربية.
ولفت إلى أن الذهاب إلى اسطنبول مهم جدا من أجل انهاء الانقسام واتمام المصالحة في الوقت العصيب.
ونبه إلى أن الاصرار على انهاء الانقسام واتمام المصالحة، رسالة إلى الأمة العربية التي وافقت على التطبيع مع الاحتلال بأن شعبنا الفلسطيني قادر على أن يقف في وجه الاحتلال والادارة الاميركية وأن الضغوط المالية التي تفرضها الادارة الأميركية سواء من طرفها أو منع الدول العربية من دفع استحقاقاته كشفت أن اسرائيل تدير العلاقة بين الدول العربية وفلسطين.
وبالاشارة إلى التطبيع مع الاحتلال، أوضح أن زيارة البرهان إلى الامارات جاءت من أجل التفاوض على ثمن الخيانة مقابل تطبيع السودان مع الاحتلال، موضحا أن ذلك يأتي في خدمة ترامب أمام الناخب الأميركي.