نابلس - لميس أبو صالح - النجاح الإخباري - لم يقتصر تجريم التطبيع الإماراتي البحريني مع الكيان الإسرائيلي على السياسيين والشعبي والثقافي فحسب، بل أمتد إلى إجماع رجال الدين الإسلامي والمسيحي، على حرمة التطبيع شرعاً، من الناحية الشرعية الإسلامية، وخيانة للقضية الفلسطينية ومعادية للإنسانية من جهة رجال الدين المسيحي.
التطبيع مخالف للشرع مخالفة صريحة
قال خطيب المسجد الأقصى فضيلة الشيخ د. عكرمة صبري، أن ما يحصل مع الاحتلال في هذه الأيام ليس غريبا، فقد حصل مثيله أيام الفرنجة الصليبيين بينما كانت الدويلات تتخاصم فيما بينها، وتتحالف مع الفرنجة ضد بعضها، فهذا الإجراء متوقع ممن يخضعون للنفوذ الأمريكي الصهيوني.
وأوضح الشيخ صبري في حديث لـ "النجاح الإخباري"، من الناحية الشرعية فهذا أمر بلا شك مخالف للشرع مخالفة صريحة، لأنه تحالف مع الشيطان، وليس فيه مصلحة للمسلمين، فهو إقرار بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين.
وتابع: أن الدعاة الذين أفتوا بشرعية ما حصل في هذه الأيام قد ناقضوا أنفسهم ما ذكروه سابقا، ونؤكد على أن الاحتلال هو بذاته غير شرعي، وما يبنى على باطل فهو باطل، لافتا إلى أن يتقوا الله في فتاويهم، وأن يعودوا إلى القران الكريم، وإلى السنة النبوية المطهرة بلا تحريف، ولا تأويل".
وطالب الشيخ صبري بضرورة إعادة النظر في المواقف غير الشرعية، أي المواقف الاستسلامية، فلا بد من العودة إلى حضن الأمة العربية والإسلامية، ليكون موقفنا موقفا واحدا موحدا، مؤكدا "نحن أصحاب الحق، وأقوياء في وحدتنا، وأن فلسطين ليست لأهلها فحسب بل لجميع العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة، فهي أمانة في أعناقهم، وأن الأقصى شأنه اشأن مكة المكرمة، والمدينة المنورة، فلا يجوز أن نتهاون في مقدساتنا".
الأزهر الشريف: الصهيوني عدو وكيان لقيط
بدوره قال أحد علماء الأزهر الشريف الشيخ عبد الله رشدي، أن الصهيوني عدو غاشم غاصب قاتل، ونظامهم إنما هو كيان لقيط قائم على استلاب حقوق الفلسطينيين وانتهاب ثرواتهم.
وطالب رشدي خلال حديثه لـ "النجاح الإخباري": يجب على العالم كله أن يجعل القضية الفلسطينية نصب عينيه، وحين نقول القضية الفلسطينية فإننا نعني إزالة كافة أشكال العدوان التي يمارسها ذلك الكيان نحو إخوتنا الفلسطينيين.
وأضاف: هذا هو موقفي في كل وقت، ولن يتغير، فمن يستحل أرضنا ومقدراتِنا ودماءنا هو عدوي لا غير، موضحا "أن التصرفات السلطانية والعهود السياسية، فمرجعها للمختصين بالشأن السياسي من ولاة الأمور، ومن يقوم مقامَهم لا لي".
وشدد الشيخ رشدي على ضرورة الاستمرار في توعية الناس بالقضية الفلسطينية كي لا تضيع على يد الصهيوني الغاشم وتتناساها الأجيال، فالحق لا يسقط بالتقادم.
وأكد أن فلسطين بلادنا والصهاينة المحتلون أعداؤنا، موجها دعوة للدعاة المطبعين "نسأل الله أن يردنا وإياهم للحق مرداً جميلاً".
رجال الدين المسيحي التطبيع خيانة للقضية
وقال رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلم، :"أن التطبيع يتلاعب بالهوية الفلسطينية، ويضرب7 ملايين فلسطيني في الخارج، فالمطبعيين يكسروا البعد القومي للفلسطينيين أرضا، وشعبا، ومقدسات.
وأوضح مسلم خلال حديثه لـ "النجاح الإخباري"، أن ما يقوله الحاكم ليس بالضرورة ما يقوله الشعب، نحن كفلسطينيون نرسل إلى الشعوب العربية في البحرين، والامارات أجمل التحيات، وكل المحبة والتقدير لهم، لأنهم رفضوا التطبيع، لافتا إلى أن الحكومات هي شيء عابر، وإرادة الشعب هي إرادة الله، وإرادة الله تقول لا للتطبيع".
وتابع: أنا كمسيحي أرى أن التطبيع هو ضد حياة الإنسان، واحترام أملاكه، وهدوءه، وممارسته لدينه، فما دام التطبيع يضرب الطمأنينة، والهدوء، ويلمس العبادة فهو خطر.
ووجه مسلم رسالة للدعاة المطبعين أن تصدقوا الله يصدقكم، وأن لم تعبدوا، وتتوبوا، وترجعوا إلى شعبكم، لا تستطيعوا ان تتوبوا وترجعوا الى ربكم.
عطالله حنا: التطبيع خيانة
في السياق ذاته، اعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس الأب عطا الله حنا، نوع من الخيانة بحق الفلسطينيين، وبحق القضية الفلسطينية، ونتنج في إطار المؤتمرات، والمشاريع الهادفة إلى تصفية القضية.
وبين الأب حنا خلال حديثه لـ "النجاح الإخباري": نحن نعتقد أن التطبيع مخالف للشريعة الأخلاقية والإنسانية، ونرفض ذلك جملة وتفصيلا، موضحاً أن كل رجال الدين والمثقفين، وكل إنسان عنده أخلاق يجب أن يكون إلى جانب القضية الفلسطينية التي لها أبعاد أخلاقية، وإنسانية، ومن منطلق الديني والانساني، والروحي، يجب أن نكون مع فلسطين، ومن تخلى عن فلسطين تخلى عن إنسانيته، وقيمه.
وشدد على عدم شرعية التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، لأنه ينكر حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ويقر زوراً بحق اليهود عليها.
يذكر، أن دولتي الإمارات والبحرين أبرمتا اتفاقي تطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، في الـ15 من أيلول بالبيت الأبيض، وبرعاية من الرئيس الامريكي دونالد ترامب.