لميس أبو صالح - النجاح الإخباري - أيام معدودة تفصلنا عن استقبال عيد الأضحى المبارك، والمتطلبات، والالتزامات التي ستشكل ثقلاً غير عادي، على كاهل المواطن الفلسطيني، في ظل الوضع الاقتصادي السيء، بسبب أزمة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد الفلسطيني المنهك، والأزمة السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي ورفض السلطة استلام أموال المقاصة ما انعكس على فاتورة رواتب الموظفين سلباً، وهو ما أنهك المواطن اقتصادياً.
التجار وأصحاب محال الملاحم، والمزارعين يشكون من ضعف الاقبال على شراء الأضاحي هذا العام، حيث أكدوا لـ"النجاح الاخباري"، أن نسبة الشراء حتى الان لا تتجاوز 20% فقط.
العرض يفوق الطلب
الوكيل المساعد للقطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة طارق أبو لبن، أكد أن الكميات كافية من الأضاحي كافة، مشيراً إلى أن كمية الأضاحي المتوافرة تفوق الطلب.
وقال أبو لبن خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري": كان لدينا اعتماد كبير على شراء المستورد، والتي توقفت هذا العام بسبب وقف الاستيراد من الجانب الاسرائيلي، بناء على قرار الرئيس محمود عباس بوقف التنسيق الامني، وبذلك توقفت كافة التعاملات مع الجانب الاسرائيلي.
وتابع:" انخفاض القدرة الشرائية عند المواطنين بسبب أزمة فيروس كورونا، وعدم صرف رواتب الموظفين نتيجة إجراءات الاحتلال ومصادرة أموال المقاصة، كل هذه العوامل أدت لانخفاض القدرة الشرائية وبالتالي انخفاض الطلب".
وأضاف أبو لبن: " لدينا من الأغنام والماعز قرابة (115) ألف رأس، لعيد الاضحى، يستكمل فيها شروط الأضحية، المطلوبة حسب التوزيع، ولدينا قرابة 18 ألف عجل، وهذه الكميات أكثر بقليل من المطلوب.
الوضع الاقتصادي سيء
واشتكى البائع إبراهيم أبو صالحة من ضعف الاقبال على الأضاحي هذا العام سواء الأبقار أو الماشية، نتيجة الوضع الاقتصادي السيء الذي نعيشه في ظل جائحة فيروس كورونا، مضيفاً:" هذا العام يختلف كثيرا عن العام الماضي حيث كان سوق الاضاحي أفضل بكثير".
وقال أبو صالحة لـ"النجاح الاخباري": 20% نسبة الاقبال على الشراء، فمن يقبلون على شراء الاضاحي هم من ذوي الدخل المرتفع، وبكل تأكيد ليسوا العمال والموظفين".
وأكد أبو صالحة أنه لا يوجد إقبال من المواطنين على شراء اللحوم الطازجة، حيث أن التوجه الأكبر إلى اللحوم المجمدة كونها أقل سعراً، بحيث يبلغ كيلو اللحمة المجمدة 25 شيقل، مقارنة بكيلو لحمة الخروف 75 شيكل، وكيلو العجل 50 شيكل.
الأسعار مناسبة لكن الوضع الاقتصادي سيء
علي صفافطة مدير مزرعة ترقوميا لتربية المواشي، أكد أن أسعار الأضاحي هذا العام مناسبة لكن الوضع الاقتصادي أثر على نسبة الإقبال، مؤكداً أن سعر الخروف الذي يبلغ وزنه (60) كيلو يبلغ ثمنه 330 ديناراً، والعجل الذي يزن (400) كيلو سعره 6 آلاف شيكل.
وقال التاجر محمد أبو القاسم من رام الله خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري": موسم الأضاحي هذا العام ضعيف جدا، فهو يختلف عن الأعوام السابقة نتيجة الغلاء المعيشي، وأزمة فيروس كورونا زادت الطين بلة، مؤكدا أن نسبة البيع لديه 15% فقط".
الاعتماد على رواتب موظفي السلطة
المحلل الاقتصادي د. بكر اشتية، اكد ان الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على دخل المواطن، إما العمال في داخل أراضي عام 48، والموظفين في السلطة الفلسطينية، أو قطاع التجارة الداخلية.
وأكد اشتية خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري" أن هناك أزمتين اجتمعتا بنفس الوقت أولا فيروس كورونا، والإغلاقات والإجراءات، وثانيا أزمة الرواتب التي خلقت مشكلة أكبر من فيروس كورونا واجراءاتها.
وتابع: "موظفو الحكومة يشكلون 11% من اجمالي عدد العاملين في فلسطين، لكنهم يعطون استقرار للاقتصاد الفلسطيني، فالأسواق، وقطاعات الإنتاج برمجت نفسها على نسبة 11%، وعدم انتظامها ضرب الأسواق، وكل قطاعات الاقتصاد الفلسطيني تضررت".
وأضاف اشتية:" نحن نمر بمأزق حقيقي كفلسطينيين بتغطية المصاريف الإضافية من خلال الديون، والمزيد من الاقتراض، وهناك فترة التسجيل في الجامعات، وعيد الأضحى الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، فقدرة المواطن الفلسطيني في تحمل هذه المصاريف محدودة جدا".