نابلس - النجاح الإخباري - ستة أشهر مرت على العالم، غيرت في توازنه وثقله، أكثر من نصف مليون وفاة واصابات تجاوزت حاجز ال 10 ملايين. ومازال باب الامل مغلقا حتى اللحظة أمام اكتشاف لقاح يقف في مواجهة فيروس كورونا المستجد ويضع حدا له.
يستند العالم اليوم على بعض الادوية التي من الممكن أن تؤدي الى الشفاء للحالات المستعصية، لكن الاهم كان وما زال هو الحجر المنزلي وعدم الاحتكاك، والتزام كل سبل الوقاية من غسل للايدي وارتداء الكمامات. لكن العالم ما لبث أن خرج من جحره وبدأ الناس يعودون الى الحياة تحت نظرية التعايش.
انتهى النصف الاول من عام 2020 والجميع يترقب أي دولة ستنقذ العالم من هذا الوباء القاتل، والخوف ما زال يخيم على البشرية من سيناريو خطير ينذر بالاسوأ اذا استمر الحال كما هو عليه الان.
يعمل العلماء على أربعة مناهج لتطوير لقاحات ضد الفيروسن لكن أي منها لم يثبت فعالية كبيرة على نحو آمن، في هذا السياق يقول أخصائي الامراص الصدرية والجهاز التنفسي د. انطوان أشقر في حديث ل"النجاح الاخباري"، ان أي لقاح يتطلب وقتا لاكتشافه وتجربته السريرية وصناعته بعد ذلك ومن ثم يتم تداوله في الاسواق، مضيفا " ان هذا يتطلب في الحالات العادية أكثر من سنة. نحن نتعايش مع هذا الوباء منذ ستة أشهر، وهناك دول استطاعت السيطرة على انتشار هذا الوباء مثل اوروبا الشمالية، فرنسا،المانيا. في حين ان دولا اخرى خاصة دول الشرق الاوسط وافريقيا وامريكا الجنوبية حيث النظام الصحي فقير جدا وهناك كارثة انسانية حذرت منها منظمة الصحة العالمية. "
وفيما يتعلق بمفهوم سيطرة بعض الدول على انتشار فيروس كوورنا، أوضح ان مفهوم السيطرة مبني على عاملين، تخفيف الضغط على المستشفيات خاصة أسرة العناية الفائقة، والعامل الثاني هو سرعه انتشاره (سرعة العدوى).
وأضاف أشقر ان خطورة هذا الفيروس تكمن عندما تصيب الرئتين لانها تتسبب بضيق تنفس حاد وحالة وفيات اذا لم يكن هناك عناية فائقة أو جهاز تنفس اصطناعي، وهذا ما يسبب تخثر بالدم الامر الذي ادى الى وفيات كثيرة في البداية وقبل اكتشاف الدواء المسيل للدم، مؤكدا أن معظم حالات الوفاة ناتجة عن مضاعفات للقلب والرئتين والكبد والكلى.
وتابع قائلا:" الخطر يزداد بشكل أكبرعند أصحاب الامراض المزمنة وكبار السن، بمعنى اغلبية الوفيات كانت فوق عمر 65 عاما، او لديه امراض مزمنة بالقلب او الرئتين او ضعف المناعة بسبب زرع اعضاء او سكري أو عند الشباب ممن يعانون من سمنة مفرطة".
اما بالنسبة لمفهوم التعايش مع هذا الفيروس، بيًن ان التعايش يعني ان هذا الوباء لم ينتهي وما زال موجود في العالم، هناك حوالي 213 دولة بالعالم مصابة بفيروس كوفيد-19. مشيرا الى ان هذا يعني انه بعد فترة الحجر المنزلي لمدة شهرين تمكنت دول عدة من تخفيف ضغط هذا الوباء والعودة للحياة الطبيعية بالتدريج وليس بشكل كامل. مع التشديد على الالتزام باجراءات الوقاية والسلامة العامة ، بارتداء الكمامة في الاماكن العامة والعمل، وعدم الاختلاط أي التزام اجراءات التباعد الاجتماعي مع ابقاء مسافة متر عند الحديث مع أي شخص.
وعند الحديث عن بعض الادوية التي تلجأ اليها العديد من دول العالم خاصة للحالات الحرجة كدواء "ريمديسيفير"، أوضحت الاكاديمية والباحثة في علم الادوية د. ميس عيسى انه ليرغم من اعتماده في برتوكولات بعض الدول لكن هذا الاعتماد مبدئي حتى تظهر نتائج التجارب السريرية، مضيفة انه يسرع فترة التعافي من 15 يوم الى 11 يوم، كمان انه لا يؤثر على الوفيات . علاوة على ان فيروس كورونا له ابعاد مختلفة مما يزيد التعقيد أكثر في موضوع البحث عن الدواء.
اما دواء "ديكساميثازون" ، أشارت الى انه قطع شوطا كبيرا، والتجربة السريرية لم تنتهي لكن التجارب المبدئية بالنسبة له تتميز عن ال"ريمديسيفير"، حيث اليه التأثير مختلفة فاليكساميثازون يستهدف تأثير الفيروس على الجسم ، فالدوام اما ان يستهدف الفيروس نفسه وا يستهدف الاعراض الجانبية التي يسببها الفيروس على الجسم، والديكساميثازون يعالج الاعراض الجانبية التي يسببها الفيروس وهي العملية الالتهابية فهو مضاد التهاب. اما الريمديسيفير فيستهدف الفيروس بحد ذاته أي عملية دخوله للخلية او تضاعفه ضمن الخلية.
أردفت قائلة:" الديكساميثازون تميز ايضا بأنه اول دواء يقلل نسبة الوفيات لكن فقط في الحالات الشددية جدا، ي للاشخاص المشبوكين على اجهزة تنفس اصطناعي حيث يخفف معدل الوفيات تقريبا الى 30%. "
اما بالنسبة للفيروس وكيف وصل الى الانسان بهذا الشكل، قال اخصائي الفيروسات الباحث بالفيروسات الحيوانية د. روبين ابو غزالة :" ان هذا الفيروس من فصيلة الكوورنا الرقم السابع لدى ينتقل للبشر مباشرة من الحيوانات. وهو موجود منذ مئات السنين حيث يوجد منه أربعة انواع من فيروس الكورونا وهي تسبب الرشح العادي الذي يصاب به كل شخص في العالم ويتعافي منه. لكن في عام 2003 ظهر منه نوع السارس1، وفي عام 2009 ظهر المارس وحاليا يسمى الفيروس بكوفيد19 أي (سارس 2)".
ولفت الى ان انتقال الفيروس من الحيوان للانسان شيء طبيعي، وفي بداية الفترة الانتقالية تكون أعراض هذا الفيروس كثيرة، لكن مع استمرار وجود الفيروس عند الانسان تبدأ الاعراض تخف بشكل تدريجي. لكن لا يمكن القول ان هذا سيحصل مع كوفيد-19.
وأضاف ان الموجة الاولى في فلسطين كانت خفيفة جدا ولم يحدث استمرارية لتنقل الفيروس بين الناس، فدخول الفيروس كان بسبب عودة العمال من الداخل عودة مغتربين من الخارج ومخالطين لهم، وهو ما ساعد في حصر خارطة المخالطين وبالتالي لم تزداد الحالات بوتيرة متسارعة كما هو عليه الان. بالاضافة الى ان الاغلاق في تلك الموجة ساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس بشكل لافت. اما الان الوضع بات اكثر صعوبة نظرا لتشابك دائرة المخالطين واتساعها وصعوبة حصرها.
ومع رغبة الجميع في انتهاء هذه الازمة، والعودة للحياة الطبيعية بشكل كامل لكن الحقيقة وبحسب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، ان النهاية ليست قريبة، بالرغم من ان دول العالم تتسابق في كافة القارات لتطوير واختبار أكثر من 80 لقاحا ضد الفيروس التاجي الجديد الذي اودى بحياة اكثر من نصف مليون انسان، ودمر الاقتصاد العالمي، لكن الباحثين والخبراء يبدون تفاؤلا حذرا بشأن التجارب.