نابلس - خاص - النجاح الإخباري - تحاول سلطات الاحتلال بكل السبل تمرير مشروع الضم، وتسعى لتثبيته على أرض الواقع من خلال توفير البدائبل للفلسطينيين، خصوصا وأنها تسعى لتوفير سبل غير مشروعة تمكنها من التواصل مع الفلسطينيين بشكل مباشر دون الحاجة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، أو مكاتب هيئة الشؤون المدنية، وبالرغم من فشكل كل المحاولات في فتح قنوات مع البلديات أو المجالس القروية والمحلية، اتجهت لأن تطرح التقديم لتصاريح العمال إلكترونيا، بعيدا عن هيئة الشؤون المدنية، وبالأحرى تخطي لدورها، ودور السلطة الوطنية الفلسطينية التي رفضت كل أشكال التنسيق المدني والأمني وتحللت من الاتفاقات الموقعة مع الادارة الأميركية، وحكومة الاحتلال من خلال اعلان الرئيس محمود عباس في التاسع عشر من شهر آذار/مارس الماضي.
الكاتب والمحلل السياسي، د. ناصر اليافاوي أوضح أن القيادة الفلسطينية عندما اتخذت قرارها بالتحلل من جميع الاتفاقيات مع الاحتلال، كانت تراهن على صمود شعبنا الفلسطيني، والتصدي لأي محاولة من قبل الاحتلال الاسرائيل بالالتفاف على الثوابت.
وأوضح في تحليل خاص لـ"النجاح الاخباري"، أن الاحتلال وعبر سنوات النضال حاول الالتفاف على القيادة الفلسطينية، وخلق بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكنه فشل، كما حاول الالتفاف عليها من خلال روابط القرى في الضفة الغربية، وأيضا على السلطة الوطنية الفلسطينية،، لكنه فشل بجهود وصمود أبناء شعبنا الفلسطيني الذين سطروا أروع ملاحم النضال، وفضلوا الجوع والحصار على التفريط بأي جق من حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا فيما يخص الثواب الفلسطينية.
وأشار إلى أن سيسعى بكل السبل لتمرير مخططات صفقة القرن، ومنها الضم ومصادرة الأراضي وغيره، لكنه سيواجه بكل عزم واصرار الموقف الفلسطيني الصلب المتمثل في المقاومة الشعبية، والإلتفاف حول القيادة لتوصيل رسالة هامة للمجتمع الدولي بأن القيادة الفلسطينية في قراراتها تحصنت بالشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخالف قرارات القيادة، ولن يسمح للالتفاف عنها.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في التاسع عشر من شهر آذار / مارس الماضي التحلل من جميع الاتفاقيات مع حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ردا على خطط الاحتلال الإسرائيلي لضم أراض فلسطينية، وقال في كلمة عقب اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في رام الله إن "دولة فلسطين ومنظمة التحرير أصبحتا في حل من جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما في ذلك الاتفاقيات الأمنية”، وأضاف أن “على سلطة الاحتلال الإسرائيلي تحمل جمع المسؤوليات والالتزامات كقوة احتلال في أرض دولة فلسطين وفق القانون الدولي”، وأشار إلى أنه سيتم استكمال التوقيع على طلبات انضمام فلسطين إلى المنظمات والمعاهدات الدولية بعد أن كان تم وقف ذلك بموجب تفاهمات سابقة مع الإدارة الأمريكية.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسام عرار، أن الشعب الفلسطيني، مر بالعديد من التجارب مع الاحتلال، والتي حاول من خلالها اختراق صفوف المنظمة أو القيادة، أو حتى التأثير على القرار الفلسطيني، لكنه فشل، والتجارب عبر التاريخ عديدة.
وأشار في تحليل لـ"النجاح الاخباري"، إلى أن الشعب الفلسطيني يعي تمام حجم القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، وكان على اطلاع على كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية، خصوصا منذ وصول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، ويعلم تماما أن القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية هي دفاعا عن حقوق شعبنا الفلسطيني.
ونبه إلى أن كل محاولات النيل من صمود شعبنا فاشلة، ولن تستطيع دولة الاحتلال أن تتمكن من الوصول إلى شعبنا أو كسر ارادته لا بالمال ولا بكل المغريات، مشيرا إلى أن الشعب قدم الشهداء والجرحى والأسرى بالآلاف، حفاظًا على عزته وكرامته، وحرصه الشديد على حقوقه المشروعة التي كفلها القانون الدولي والانساني وكافة الشرائع الدولية.
وشدد على أن كل محاولات الاحتلال من اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية، لن يكتب لها النجاح، وأن محاولة استصدار تصاريح للعمال الكترونيًا ولدت ميتة ومحاولة تخطي السلطة الوطنية الفلسطينية، مشروع فاشل كما فشل الاحتلال في روابط القرى والبلديات من قبل.
يذكر أن مكتب ما يعرف بمنسق حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية أعلن أنه بدأ اعتبارا من الثلاثاء، إصدار معظم تصاريح الدخول إلى دولة الاحتلال بدون طباعة التصريح، وإنما من خلال تسجيله على النظام الإلكتروني فقط، وزعم أن ذلك يأتي في إطار "مشروع واسع النطاق" الذي تقوده وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق والإدارة المدنية لـ "تحسين الخدمة للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية".