نابلس - النجاح الإخباري - أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، على أن دولة الاحتلال من خلال سياسة الضم، تريد أن تستكمل ما فشلت به عامي 1948 و1967 من خلال هذه السياسة العدوانية التي تشكل مرتكزا أساسيا لصفقة "ترامب - نتنياهو" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح في تصريح خاص لـ"النجاح"، أن هذه الخطوات التي تقوم بها دولة الاحتلال فيما يتعلق بضم الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات، بدون شك تلاقي رفضًا وشجب عالميا واسعا، مشيرا إلى أن هذه الادانات عبر عنها الاتحاد الاوروبي سواء بشكل جماعي أو بشكل منفرد، وتابع، "إلا أننا نلاحظ أن الموقف الجماعي للاتحاد الاوروبي وان كان مرتفع السقف نلاحظ أن هناك مواقف خاصة لكل دولة من هذه الدول تنخفض بهذا الموقف للدرجة التي وصل بها موقف النرويج مؤخرا وأيضا ما يجري الحديث عنه بأن العقوبات التي من الممكن أن يتخذها الاتحاد الأوربي فيما يتعلق برد الفعل على اجراءات الضم ستكون ذو تأثير ومنخفضة التأثير"، وأضاف، أن هذا يؤكد الموقف الفلسطيني الذي طالب الاتحاد الاوروبي بأن موقف الشجب والادانة والاستنكار أن يتحول إلى موقف ضاغط يندرج في اطاره ممارسة ضغوطات على دولة الاحتلال، ومن جانب آخر أن تذهب دول الاتحاد الاوروبي التي لا تعترف بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها على حدود الرابع من حزيران عام 1967، باعتبارها دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال، " أنا لا أعتقد إنه خلال المرحلة الماضية كان الاتحاد الاوروبي يراهن على بعض التلميحات التي تصدر عن جهات فلسطينية بأن الأفق مازال مفتوحا أمام عملية السلام، وأضاف، مع قرارات القيادة الفلسطينية الأخيرة واعلان الرئيس أعتقد أن هذه المراهنة يجب أن تنتهي، وبالتالي على الاتحاد الأوروبي أن يحدد موقفه بشكل واضح لأن دولة الاحتلال تنسف قرارات الشرعية الدولية وتنسف حل الدولتين، وبالتالي السياسية الأوروبية يجب أن تكون منسجمة مع نفسها، بمعنى أنه عندما تتحدث عن حل الدولتين يجب أن تعترف بالدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك نشاط سياسي ودبلوماسي فلسطيني مكثف يؤكد أننا دخلنا بمرحلة جديدة انتهت فيها أي مراهنة من قبل الاتحاد الاوروبي على العودة مجددا إلى مسيرة التسوية التي دمرتها دولة الاحتلال، بالاضافة إلى ممارسة نشاط شعبوي وجماهيري يقترب إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية الشاملة إن لم يدخلها بشكل مباشر، ليؤكد للعالم كله أن قرارات القيادة الفلسطينية المتعلقة بالتحلل من الاتفاقات ووقف العمل بكل الالتزامات المترتبة على ذلك دخلت حيز التنفيذ، وأن المطلوب من العالم كله أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأن يقف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية، وأن ينتصر إلى قرارات الشرعية الدولية التي يحاول الرئيس الأميركي ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية نتنياهو القفز فوقها والتغول عليها واستبدالها بسياسة الغطرسة العنصرية والفاشية التي يقودها نتنياهو في دولة الاحتلال.
وبالاشارة إلى إعلان الاحتلال تأخير قرارات الضم، أوضح العوض أن التأخير غير مبرر، مشيرا إلى أنه عمليا، دولة الاحتلال تمارس الضم بشكل تدريجي وإلا ماذا يمكن القول على اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وماذا يمكن اعتبار ضم أجزاء واسعة من منطقة الحرم الإبراهيمي، وماذا يعني منع أهلنا في منطقة الأغوار من رفع العلم الفلسطيني ، وتولي سلطات الاحتلال توزيع فواتير الكهرباء وزيادة اليافطات على أبواب منطقة الأغوار.
وشدد على أن الضم بدأ فعليا، وأنه يجب على القيادة الفلسطينية وكل المؤسسات الشعبية والرسمية الفلسطينية، أن تتصرف على اعتبار أن المعركة مفتوحة، وأن الضم قد بدأ فعليا، وبالتالي يجب أن نقول للعالم بشكل واضح أن معركة الضم بدأت وأننا بصدد التنفيذ الفعلي لقرار القيادة الفلسطينية، والمؤسسات الفلسطينية المجلسين المركزي والوطني بالتحلل من هذه الاتفاقات ووقف العمل بالالتزامات المترتبة عليها وأن نذهب جميعا لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية تحرر وطني بكل ما يستلزم ذلك من أدوات الكفاح على المستوى الشعبي والذهاب لتشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية.
وأوضح العوض أن المرحلة الانتقالية انتهت عام 1999، ولم يكن هناك أي مبرر لتمديدها تحت أي شكل من الأشكال وتحت أي مراهنة من المراهنات، وأضاف، " على أية حال نحن أمام واقع جديد، دمرت خلاله سلطات الاحتلال كل الاتفاقات الموقعة،ر كما دمرت مرتكزات بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وما يمكن أن نستند له نحن الفلسطينيون هو الاعتراف الأممي بدولة فلسطين، بموجب القرار 1967 لعام 2012، وبالتالي أن نذهب باتجاه معركة دولة تحت الاحتلال ومع دولة تقوم بالعنصرية والفاشية.
وأشار إلى أن هذا يتطلب ميكانيزمات عمل فلسطينية داخلية، مثل تشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية، والذهاب لتعزيز صمود المواطنين وتوفير كل مستلزمات المواجهة مع الاحتلال، والتوجه فورا لاغلاق ثغرة الانقسام واستعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على التمثيل السياسي الموحد عبر منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تقوم الحكومة الفلسطينية بسياسات اقتصادية تنصف وتؤكد الوقوف إلى جانب الكادحين والعمال والفلاحين والمزارعين في مواجهة معركة الضم، خاصة وأن المناطق المهددة بالضم تمثل السلة الغذائية لفلسطين كما تمثل الحدود الشرقية لدولة فلسطين وهذا يتطلب دعم صمود المزارعين في منطقة الاغوار، بالاضافة إلى ما هو مطلوب فلسطينيا بالتوجه إلى الأشقاء العرب وخاصة الاردن ومصر الشقيقة وأن يجري ترسيم الحدود بين دولة فلسطين وهاتين الدولتين تحت اشراف الأمم المتحدة وبالارتكاز إلى قرارات الشرعية الدولية إلى جانب ضروة التوجه بفاعلية أكبر إلى المجتمع الدولي، ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والبناء على الموقف الذي يستنكر ويرفض سياسة الضم الاسرائيلية، مشيرا إلى أنه لا يجب الوقوف عند هذا الاستنكار والادانة، بل تحويل ذلك إلى قرارات من المؤسسات الدولية من خلال تقديم المزيد من الشكاوى في محكمة الجنايات الدولية، ومطالبة مجلس الأمن بالانعقاد لأن العملية التي أرادها الاحتلال منذ عام 2000 وحتى هذه اللحظة بعدم التوجه إلى إقامة سلام بل يريد أن يفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
وأكد على أننا كفلسطينيين لا نقبل بهذا الاستسلام، بل نقبل بسلام عادل ودائم وشامل يستند إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية كافة التي تعطي الشعب الفلسطيني حقه باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتعطي للاجئين الفلسطينيين حقهم بالعودة إلى ديارهم بموجب القرار 194، وبغير ذلك نحن جاهزون للعودة إلى المربع الأول وكتابة الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الاسرائيلية التي تصفي القضية الفلسطينية.
وشدد على أن انشغالات العالم عن القضية الفلسطينية منذ اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صفقة القرن، لا تبرر لهم انشغالهم عن قضيتنا التي تعتبر من أهم القضايا في المنطقة والعالم، وأضاف، لكن يلاحظ الجميع أن هناك انشغالات من خلال الحروب الأهلية في العديد من البلدان، اضافة إلى انشغال العام منذ مطلع هذه السنة 2020 بأزمة انتشار وتفشي جائحة كورونا، وأضاف، أؤكد أن هذه الازمات يجب أن نحولها نحن الفلسطينيون إلى فرصة، موضحا أن هناك أصوات ظهرت مؤخرا من الاتحاد الاوروبي ومن الصين وروسيا ويجب تفعيلها وأن يجري تحريكها بالبدء أولا من الوضع الفلسطيني والرسالة التي يجب أن يحملها الفلسطينيون بأن الاحتلال الاسرائيلي سيدفع ثمن استمرار احتلاله وعدوانه على الشعب الفلسطيني، كما يجب أن تصل الرسالة إلى الأشقاء العرب، لأن الاحتلال الاسرائيلي لا تتوقف حدوده عند الفلسطينيين فقط، بل تمتد لتصل كل العواصم العربية، ودعا إلى وقف التطبيع بكل اشكاله.
وبين أن الرسالة الفلسطينية يجب أن تصل إلى المجتمع الدولي بأن عدم الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سوف يشعل المنطقة كلها وستمتد آثاره لتشمل العالم، وأضاف أن هذه الرسالة يجب أن تصل جيدا خصوصا أن حروفها الأولى التي صاغتها القيادة الفلسطينية تمثل مدخلا لهذه الحالة، وعلينا جميعا أن نذهب لتعميق هذه الحالة بتصعيد المقاومة الشعبية.
ولفت إلى أن المبررات التي كانت تساق لاستمرار الانقسام مع التوجه الجديد للقيادة الفلسطينية الذي أعلن مؤخرا يؤكد إزالتها، وتابع، بالتالي لا يوجد أي مبرر لأحد بأن يجلس على مقاعد الانتظار ليرى نتيجة الصراع بين القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير وبين حكومة الاحتلال وترامب ونتنياهو وغيرهم، وأكد على أن الجلوس في مربع الانتظار مريب ومقلق وعلى الجميع أن يغادره وخاصة الأخوة في حركة حماس عليهم أن يتقدموا خطوات ملموسة باتجاه التكامل مع الخطوات الفلسطينية التي أبرمت مؤخرا خاصة فيما يتعلق بالتحلل من الاتفاقات ووقف التنسيق الأمني وغيره، وأن لا يكون هناك أي إيحاء بأي شكل من الاشكال أن تبني دولة الاحتلال على التفاهمات التي أبرمتها مع حركة حماس في آذار من العام 2019 فيما يتعلق بمراهنة دولة الاحتلال على أنها تغلق الباب مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير وتسعى لفتح شباك مع حركة حماس عبر التفاهمات، لذلك أعتقد أن الخطوات المطلوب انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وأعتقد أن هناك سلسلة من الاتصالات التي جرت مؤخرا في هذا السياق، منبها مرة أخرى على أن الجلوس في مربع الانتظار أمر غير مقبول، وأن المراهنة يجب أن تكون على كسر الاحتلال.
واوضح أن خطة ترامب ودولة الاحتلال يضعون غزة على سكة قطار منفصلة لمستقبل الاراضي الفلسطينية تجعل من مستقبل قطاع غزة وكأنه هو المكان التي من الممكن أن يكون فيه حل مجمل القضية الفلسطينية، وبين أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية تغذي هذا الأمر، مشيرا إلى أن اعتماد مسار التفاهمات "الاقتصادي والانساني والاجتماعي" يصب بالضبط المياه في طاحونة ورشة البحرين التي رفضتها القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وحذَّر من المكيدة الاسرائيلية التي تحاول أن تشق طريق مختلف لقطاع غزة ومستقبل مختلف عن مستقبل أراضي الدولة الفلسطينية التي أقرتها الشرعية الدولية.
ووجه نداء للجميع "حماس" والقيادة الفلسطينية، أن ينتبهوا لهذه المكيدة وأن يسارعوا لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية حتى لو تم تقديم بعض التنازلات من أجل مواجهة الخسارة، وخشية من تحويل الانقسام إلى انفصال دائم تبني عليه دولة الاحتلال وادارة ترامب خطتهم المشؤومة.