نابلس - النجاح الإخباري - تشهد الولايات المتحدة الامريكية تصاعداً لوتيرة المظاهرات ما بين المواطنيين والشرطة الامريكية، لليوم السادس على التوالي، احتجاجاً على مقتل جورج فلويد من الاصول الافريقية، أثناء اعتقاله من قبل ضابط شرطة امريكي، بتهمة محاولة ترويج عملة مزورة بقيمة (20) دولاراً، وما زاد من سخط الشارع الامريكي مقطع الفيديو الذي يظهر فلويد وهو يناشد الشرطي بإزاحة ركبته عن عنقه، قائلا: “لا أستطيع التنفس".
مختصون بالشأن الامريكي والاوروبي أكدوا أن هذه الاحتجاجات والمظاهرات اذا لم تتسمع رقعتها فلن تكون سبباً كافياً للاطاحة بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، كما ان الأمر ما زال مبكراً للحديث حول حظوظ ترامب الانتخابية فما زال هناك (5) أشهر تفصلنا عن الانتخابات الامريكية.
ليست سبباً كافياً للاطاحة بترامب
المختص بالشأن الاوروبي د.امجد أبو العز قال :" هذه الاحتجاحات لن تكون سبباً عملياً للإطاحة بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، لأن هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تنظيم احتجاجات من قبل السود، فهي موجودة منذ زمن طويل، ولكن كانت نار تحت الرماد، ولكن ما يحدث في الولايات المتحدة يشكل صدمة سياسية للنظام الامريكي بشكل عام".
وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": هناك قيادات ميدانية بدأت تبرز على أرض الواقع نتيجة هذه الاحتجاجات، كما واصبح هناك قيادات شبابية تتبنى افكارها ومطالبها السياسية، التي تقوم على العدالة واحترام حقوق الانسان والمساواة، وهذا الامر لم نشهده منذ فترة طويلة بالولايات المتحدة الامريكية.
وأضاف أبو العز:" النظام الامريكي والغربي عاش مرحلة استقرار لمدة طويلة جداً، واعتاد عليها، وهو لم يعتد على أن يشهد مظاهرات واحتجاجات واسعة لذلك النظام الامريكي يعيش صدمة سياسية، وربما لن تسقط هذه المظاهرات ترامب، ولكن بالمقابل ستظهر مؤسسات وشخصيات عامة وستزداد المطالبة بالمساواة، ومن الممكن انتظهر حركات تطالب باعادة النظر بالنظام الدستوري والمحاكم".
وحول امكانية تطور الاحتجاجات وتبعاتها قال:" تطورها يعتمد على كيفية التعامل معها، من قبل النظام الامريكي، فإذا ما تعامل معها باسلوب التصفية، سيكون هناك ردة فعل سلبية، وباعتقادي النظام الامريكي يحاول ان يتدارك الامر ويستوعب الازمة، فمن وجهة نظرهم هم يتعاملون مع اعمال شغب وسرقة وتكسير، وهناك فرق ما بين اعمال الشغب واحتجاجات لها برنامج سياسي فالتعامل مع الامر سيكون مختلفاً".
واشار ابو العز الى ان عنصرية ترامب بالتعامل مع الازمة ستؤثر على مستقبلة في رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، فهو يواجه مشكلة عنصرية مع العرب والسود والمكسيك فحتى عندما عزى والد المتوفي من اصل افريقي، قال له "لا اريد ان اسمع ما تريد ان تقول" وهذا سيؤثر على نسبة التصويت له خلال الانتخابات.
من المبكر اصدار الاحكام
المختص بالشأن الأمريكي د.رويد ابو عمشة، اكد أن الاحتجاجات لن تؤثر بشكل كبير على شعبية ترامب، وفرصه بالفوز اذا لم تتسع رقعتها وقاعدتها، واذا ما بقيت مقتصرة على السود، وهم اصلا من انصار الحزب الديموقراطي وما نسبته (70%) من اصواتهم تذهب للحزب الديموقراطي، مقابل الحزب الجمهوري الذي يدعم ترامب.
وأضاف في حديث لـ "النجاح الاخباري": بشكل مبدأي لن تؤثر الاحداث الحالية بالولايات المتحدة بشكل كبير، الا اذا اتسعت واصبح لها انصار من خارج اطار السود، واقليات اخرى وانصار للحرية والمساواة، اضافةً للتداعيات الاقتصادية، فهي عند ذلك ستؤثر على حظوظ ترامب ولكن من المبكر جداً الحكم على الامر لانه لا زال هناك 5 اشهر تفصلنا عن الانتخابات الامريكية، كما ان هذه ليست المرة الاولى التي تشهد فيها الولايات المتحدة احتجاجات".
واشار ابو عمشة الى ان ترامب اعتاد ان يوجه الاتهامات، فهو شخصية هجومية، ودائما يعيش أجواء المؤامرة على امريكا وشعبها ليجلب حلفاء واصطفاف حوله، وحتى تصريحاته على المستوى الدولي والداخلي تشحن الاجواء، وعلاقته بالمرأة والصحافة والاعلام ومواقع التواصل والمشرعينن في الكونغرس وحتى مع مساعديه متوترة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ندد بأعمال الشغب التي تشهدها مينيابوليس ، معتبرا أن ما شهدته هذه المدينة هو من صنع "لصوص وفوضويين".
وألقى ترامب باللوم على اليسار المتطرف في أعمال العنف، بما في ذلك أعمال النهب والحرق على نطاق واسع في مينيابوليس، قائلا "لا يمكننا ويجب ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا".