نابلس - النجاح الإخباري - من جديد تعود التصريحات الايجابية للواجهة، حول توحيد الصف الفلسطيني، ما بين حركتي فتح وحماس، حيث ابدت فتح استعدادها وجهوزية وفد المنظمة للذهاب الى قطاع غزة، وفي المقابل رحبت حركة حماس بالزيارة، لكن يبقى السؤال هل سنرى تطبيقاً لهذه التصريحات على ارض الواقع ام انها ستبقى مجرد تصريحات اعلامية كسابقاتها؟.
الناطق باسم حركة فتح حسن حمايل اكد انه يجب ان يكون هناك قرار واضح واتصال مباشر من قبل عزام الاحمد رئيس اللجنة المكلفة بهذا الملف ليكون هناك توجه عملي لغزة.
وأضاف في تصريح لـ"النجاح": يجب ان يكون هناك انهاء لحقبة الانقسام ، وكان هناك اتصال ما بين عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الاحمد ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، بخصوص توجه وفد او شخص من حركة حماس، الى عضو اللجنة المركزية في غزة أحمد حلس، الا اننا لم نبلغ بأي مستجدات حول هذا الامر حتى الان، فيما يتعلق بموعد او وقت الزيارة، ويخرج هنية ليقول نرحب بزيارة الوفد، نحن لا نريد تصريحات بل نريد تطبيق عملي على ارض الواقع لننهي الانقسام، ونخرج باتفاق يحدد خيارات الشعب الفلسطيني وبرنامج موحد لمواجهة التحديات كافة".
وتابع حمايل:" كل الاتفاقات التي حصلت سابقا ووقعت عليها حماس كانت، تقابل بالترحيب ولكن عند التنفيذ الامر يختلف، وهذا واضح من سلوك حماس على الارض، ونحن في فتح منذ البداية نؤكد ان مصلحة شعبنا هي العنوان لكن حماس تدخل ببعض التفاصيل بكل مرة التي لها علاقة بتعطيل ما تقوم به الاطراف لاتمام المصالحة".
من جهتها رحب حركة حماس بزيارة الوفد إلى غزة، وأكد رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية موافقة حماس على استقبال الوفد القيادي في غزة، دون شروط او عقبات.
وتابع هنية : "جاهزون دون شروط أو أي عقبات أو إشكاليات على هذا الصعيد، ونريد فقط من إخواننا في فتح أن يتخلصوا من بعض القضايا التي ما زالت من بقايا مرحلة ما قبل أوسلو".
المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أكد ، ان هناك ضغوطات على الجهتين من موسكو وبعض الدول الاقليمية، مضيفاً:" يبدو ان حماس تيقنت ان وفد المنظمة لن يتوجه الى غزة، الا اذا كانت واضحة وصريحة وتتحدث بلغة ولسان واحد، لان الحديث سابقاً كان يركز على وجود اشتراطات قبيل ذهاب وفد المنظمة لغزة، حول ما سيتم مناقشته، وكان يبدو ان حماس غير مستعدة لاستقبال الوفد على قاعدة التفاهم لانهاء الانقسام وانما لبحث قضيايا فرعية لا تتعلق بالوحدة الوطنية.
وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": يبدو ان هناك ضغوطات على حماس من موسكو وقطر، لاعتبارات مختلفة اهمها انهم يعلمون ان حماس ان لم تذهب لتهدئة فالحل الوحيد القادم هو ضربة من قبل الاحتلال الاسرائيلي لغزة، وما يبدو ان حماس اقتنعت ان لا مجال للمناورة وان عليها ان تدخل الان بحوارات جدية لانهاء الانقسام".
وحول الدور المصري في هذا الملف قال سويلم:" خلال الفترة الاخيرة استدعت مصر كل من حماس والجهاد، وكان هناك حوار، لكن واضح ان حماس لا تعطي كل اوراقها لمصر، كما ان مرجعيات حماس ليست واحدة، وتركيز مصر الان منصب على التهدئة لانهم يخشون من حالة فوضى شاملة ولان حجم التهديد الاسرائيلي كبير وحقيقي على غزة وليست ضربة عادية".
من جهته قال المحلل السياسي هاني حبيب:" هذا الترحيب من قبل الحركتين يعتبر نوع من اشكال العلاقات العامة، والتصريحات الاعلامية اكثر من ان تكون توجه جديد لان العبرة ليست بالتصريحات انما باتخاذ خطوات جدية نحو انهاء الانقسام".
وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": التصريحات شيء وعلى الارض شيء اخر، بالرغم من انها ايجابية لكن نحن بحاجة لتطبيقها على ارض الواقع، وعلى الاطراف كافة ان تعيد الثقة فيما بينها، ودون ذلك ستبقى هذه التصريحات موضع شك اذا كانت جدية ام لا، ولا بد ان تدفع كل المستجدات الاخيرة على الساحة الفلسطينية من اعلان صفقة القرن وتصريحات اليمين المتطرف، لموقف موحد، وانهاء للانقسام لمواجهة التحديات".
وحول الدور المصري قال حبيب:" بعد كل المحاولات الجدية من قبل مصر للضغط على الاطراف الفلسطينية كافة لاستعادة الوحدة، شعرت بعدم جدوى ذلك، ووصلت لقناعة انه لا يوجد ارادة فلسطينية حقيقية لذلك، واصبح الدور المصري يتركز على التوصل لتهدئة بين حماس واسرائيل ومنع اي عملية عسكرية او تصعيد في غزة".
ويبقى السؤال هل يشهد الشارع الفلسطيني هذه المرة ترجمة لهذه التصريحات على ارض الواقع تتوج بانهاء الانقسام، ام اننا سنبقى في نفس الدائرة التي نعيشها منذ اكثر من 13 عاماً، لربما الايام القادمة ستحمل اجابة شافية على كل هذه التساؤلات.